الرئيسية

ميتا تنفق أكثر من 10 مليارات دولار على خدمة "غوغل كلاود"



مقر ميتا الرئيسي في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا، 5 أغسطس 2023 (تايفون كوسكون/Getty)

وقّعت مجموعة ميتا المالكة لمنصتي فيسبوك وإنستغرام عقداً مع “غوغل كلاود” بقيمة تتجاوز 10 مليارات دولار لاستخدام خوادمها وخدماتها الأخرى للحوسبة عن بُعد، بحسب مصدر مطّلع لوكالة فرانس برس. وكانت وسيلة الإعلام المتخصصة في أخبار قطاع التكنولوجيا “ذي إنفورميشن” أول من كشف عن هذا الخبر. ويُعد هذا العقد، الممتد لست سنوات، أحد أكبر العقود التي حصل عليها فرع غوغل للحوسبة السحابية منذ تأسيسه قبل 17 عاماً.

في منتصف يوليو/ تموز، أعلن رئيس مجموعة ميتا، مارك زوكربيرغ، عزمه استثمار مئات المليارات من الدولارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، في إطار هدفه المعلن المتمثل في بناء ذكاء اصطناعي يتفوق على البشر. وتنفق شركات التكنولوجيا العملاقة مبالغ طائلة على تحسين نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها، التي تتطلب قوة حوسبة هائلة، ورقائق متطورة، إضافةً إلى استهلاك طاقة ضخمة.

ولهذا، تسعى ميتا إلى بناء شبكات حوسبة ضخمة، لكنها لا تستطيع تحمّل التخلف عن الشركات الرائدة في هذا القطاع، وعلى رأسها “أوبن إيه آي” (تشات جي بي تي) وغوغل. كما استقطبت المجموعة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، موظفين من “أوبن إيه آي” و”غوغل” و”أنثروبيك”، مع تقديم حوافز مالية كبيرة. وأكد زوكربيرغ أنه يريد تشكيل فريق من النخبة يتمتع بقدرات حوسبية غير مسبوقة في هذا المجال. ولم تستجب ميتا لطلب وكالة “فرانس برس” للتعليق يوم الخميس.

في المقابل، شهدت غوغل كلاود، ثالث أكبر شركة حوسبة سحابية بعد أمازون ويب سيرفيسز (AWS) ومايكروسوفت، ارتفاعاً في مبيعاتها بنسبة 32% في الربع الثاني لتتجاوز 13 مليار دولار. وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة غوغل، سوندار بيتشاي، خلال مؤتمر للمحللين في نهاية يوليو/ تموز، إن معظم الشركات الناشئة التي تبلغ قيمتها مليار دولار على الأقل في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي تستخدم خدمات غوغل كلاود. ورغم أنّ “أوبن إيه آي” تُعتبر الشريك المفضل لشركة مايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي، فإنها وقّعت مؤخراً عقداً مع غوغل كلاود.

يعكس العقد الضخم بين ميتا وغوغل كلاود التحوّل المتسارع في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، حيث تتنافس الشركات العملاقة على بناء بنية تحتية قادرة على تلبية الطلب المتزايد على الحوسبة عالية الأداء. ومع استثمارات بمليارات الدولارات في هذا القطاع، يبدو أن الشراكات الاستراتيجية بين كبرى شركات التكنولوجيا ستحدد ملامح الجيل المقبل من الابتكارات الرقمية، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى دور الذكاء الاصطناعي في إعادة رسم موازين القوى الاقتصادية والتكنولوجية عالمياً.

(فرانس برس، العربي الجديد)