الرئيسية

إعلام عبري: واشنطن تطلب من إسرائيل "تخفيف" الهجمات على لبنان



ما تبقى من سيارة استهدفها القصف الإسرائيلي جنوب لبنان، 15 مارس 2025 (الأناضول)

طلبت الإدارة الأميركية من إسرائيل تقليص العمليات العسكرية “غير العاجلة” في لبنان، والانسحاب التدريجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي من المواقع التي ما زال يسيطر عليها في الجنوب اللبناني، وفق ما أفادت القناة 12 العبرية، مساء اليوم الخميس، نقلاً عن مصدرين مطّلعين على الموضوع لم تسمهما، وذلك دعماً لقرار الحكومة اللبنانية “البدء في عملية نزع سلاح حزب الله”.

ولفتت القناة إلى أن قرار مجلس الوزراء اللبناني، الذي اتُّخذ استجابةً لطلبات أميركية، “كان غير مسبوق”، مشيرة إلى أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتقدون أن خطوات متبادلة من جانب إسرائيل “ستعزز مصداقية” الحكومة اللبنانية وتساعدها في تنفيذ القرار. ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تواصل إسرائيل انتهاكه وتنفيذ هجمات شبه يومية في لبنان، رداً على ما تدّعي أنه انتهاكات من قبل حزب الله، وضد تهديدات تزعم أن الحكومة اللبنانية لا تتعامل معها. ويواصل الجيش الإسرائيلي احتلال أراضٍ في لبنان من خلال وجوده في خمسة مواقع عسكرية جنوب البلاد. وتدعي دولة الاحتلال الإسرائيلي أنها ستبقى في تلك المواقع “طالما أن حزب الله يشكل تهديداً”.

وقبل نحو أسبوعين، أمرت الحكومة اللبنانية الجيش اللبناني بـ”إعداد خطة لنزع سلاح جميع الجماعات المسلحة التي لا تخضع لسلطة الدولة”، بحيث تحتكر الحكومة امتلاك السلاح. وبحسب القناة العبرية، جرى اتخاذ القرار بعد ضغوط من إدارة ترامب التي طالبت بأن يجري نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية عام 2025، فيما يرفض الحزب نزع سلاحه. وناقش المبعوث الأميركي توماس برّاك مع الحكومة الإسرائيلية خطة لاتخاذ خطوات من قبل إسرائيل بالتوازي مع خطوات الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، وفقاً لما أفادت به مصادر القناة.

وبحث برّاك مع إسرائيل إمكانية تقليص الغارات الجوية في لبنان بشكل كبير لفترة تجريبية تمتد لعدة أسابيع، والانسحاب من موقع واحد في جنوب لبنان، وذلك لإظهار الدعم لتحركات الحكومة اللبنانية ضد حزب الله. وبحسب الخطة الأميركية، يمكن تمديد فترة التوقّف عن تنفيذ الهجمات “غير العاجلة” إذا اتخذ الجيش اللبناني خطوات إضافية لمنع حزب الله من إعادة ترسيخ وجوده في جنوب لبنان. وقال برّاك أيضاً للإسرائيليين إن انسحابات إضافية لقوات الجيش الإسرائيلي من المواقع الأربعة المتبقية في الجنوب اللبناني يمكن أن تحدث لاحقاً، وذلك رداً على خطوات عملية من قبل الحكومة اللبنانية لحصر السلاح.

منطقة اقتصادية في لبنان باسم ترامب

وبحسب مصادر القناة، تتحدث الخطة الأميركية أيضاً عن إنشاء “منطقة اقتصادية باسم الرئيس ترامب” في أجزاء من جنوب لبنان القريبة من الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، فيما وافقت دول عربية على الاستثمار في أعمال إعادة تأهيل هذه المناطق بعد استكمال الانسحاب الإسرائيلي. وتكمن الفكرة، وفق هذه الرؤية، في أن إنشاء المنطقة الاقتصادية سيجعل من الصعب جداً على حزب الله إعادة ترسيخ وجوده العسكري بالقرب من الحدود، ما يشكّل رداً على المخاوف الأمنية الإسرائيلية.

واجتمع برّاك والدبلوماسية الأميركية، مورغان أورتاغوس، في باريس، يوم الثلاثاء، لعدة ساعات مع الوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، لمناقشة المقترح الأميركي بشأن لبنان، وفق ما أفاد به مصدران. وأشار مصدر مطّلع على التفاصيل، لم تسمّه القناة العبرية، إلى حدوث تقدّم في المحادثات مع إسرائيل حول لبنان، قائلاً: “الإسرائيليون لم يقولوا لا، وهم مستعدون لمنح الأمر فرصة. إنهم يدركون أن قرار مجلس الوزراء اللبناني كان تاريخياً، وأن عليهم تقديم شيء بالمقابل”.