الشيخ ليث البلعوس في مقابلة مع تلفزيون سوريا، 17 أغسطس 2025 (لقطة شاشة/يوتيوب)
شن ممثل “مضافة الكرامة” في السويداء، جنوبي سورية، الشيخ ليث البلعوس، هجوماً لاذعاً على حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل البارزين في المحافظة، واتهمه بالانقلاب على كل الاتفاقات التي عقدتها الإدارة السورية. وأكد البلعوس، في مقابلة بُثّت مساء أمس الأحد على تلفزيون “سوريا”، رفض القسم الأكبر من دروز السويداء فكرة الانفصال عن سورية، مشيراً إلى أنه “مع وحدة سورية أرضاً وشعباً”، مضيفاً: “لكنهم أصبحوا في خانة ضيقة بعد أحداث السويداء التي استغلتها جماعة الهجري للتحريض والتجييش ضد الدولة وبقية المكونات السورية”.
وأشار إلى أن أبناء السويداء “يتعرضون لضغوطات وتهديدات تمنعهم من إبداء رأيهم”، مضيفاً: “من يبدي رأيه اليوم يُتهم بالعمالة والخيانة والخروج من عباءة الطائفة، بل ويتعرض للقتل، سواء كان من المواطنين أم مشايخ العقل أو القيادات السياسية”. وخرجت تظاهرات في السويداء، السبت، دعا المشاركون فيها إلى الانفصال عن سورية وإنشاء دويلة ذات طابع طائفي، بل إن البعض ذهب إلى حدّ المطالبة بالانضمام إلى الكيان الصهيوني.
واتهم البلعوس الشيخ الهجري و”جماعته” بالانقلاب “مراراً وتكراراً” على الاتفاقات التي أُبرمت مع الحكومة في دمشق بعد إسقاط نظام الأسد، مشيراً إلى أن وزيري الدفاع مرهف أبو قصرة والداخلية أنس خطاب، وافقا على جميع المطالب التي تقدّم بها مشايخ وقادة السويداء، وخاصة إدارة وتشكيل المؤسسات العسكرية والأمنية من قبل أبناء المحافظة. وكانت السويداء قد شهدت في منتصف الشهر الماضي دورة عنف بدأت بين الدروز والبدو من سكان المحافظة، لتتدخّل القوى الأمنية والعسكرية، ما زاد الأمر تأزيماً مع ارتكاب تجاوزات وحصول أعمال قتل واسعة النطاق، اتخذت منها إسرائيل ذريعة للتدخل العسكري في سورية تحت شعار “حماية الدروز”.
واتهم البلعوس الشيخ الهجري بالمشاركة في اغتيال والده وحيد البلعوس في عام 2015 مع نظام بشار الأسد وحزب الله وإيران، مشيراً إلى أنه هو نفسه تعرض لأكثر من محاولة اغتيال من بعد الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الفائت، اليوم الذي سقط فيه نظام الأسد. وكان الشيخ القتيل (وحيد)، المتحدر من قرية صميد الواقعة شمال محافظة السويداء، قد أسس تشكيلاً عسكرياً باسم “رجال الكرامة” عام 2012، تبنى خطاباً مناهضاً للنظام السابق، منحه شعبية واسعة داخل أوساط الطائفة الدرزية في البلاد. وفي الرابع من سبتمبر/ أيلول 2015، تعرّض موكب الشيخ البلعوس لانفجار عبوة ناسفة في منطقة ظهر الجبل بمدينة السويداء، أسفر عن مقتله مع عدد من رفاقه.
واستكمل الشيخ ليث مسيرة والده، وشكّل فصيل “شيخ الكرامة”، الذي شارك في تحرير السويداء من نظام الأسد في أواخر العام الفائت، ليشكل بعدها “مضافة الكرامة”، وانحاز إلى الإدارة الجديدة من أجل إرساء الأمن والاستقرار في المحافظة. وفي منتصف الشهر الفائت، لم يشارك البلعوس ومن معه بدورة العنف التي قامت على أساس طائفي، وحاول لعب دور لتهدئة الأمور والحيلولة دون تفاقم هذه الدورة التي أدت الى مقتل وإصابة وتهجير آلاف الأشخاص من سكان المحافظة، سواء من الدروز أو من العشائر البدوية، واضطر إلى الخروج من السويداء بسبب تهديدات من فصائل محلية موالية أو تابعة للشيخ الهجري اتهمته بتسهيل دخول قوات وزارة الدفاع إلى محافظة السويداء وما صاحب ذلك من عمليات تصفية طاولت مدنيين.