أخبار الاقتصاد

أفندي: الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل اقتصاد كردستان العراق


خاص

نائب الوزير ورئيس دائرة تكنولوجيا المعلومات في حكومة كردستان

نائب الوزير ورئيس دائرة تكنولوجيا المعلومات في حكومة كردستان

في إطار فعاليات معرض هايتكس 2025، أكد نائب الوزير ورئيس دائرة تكنولوجيا المعلومات في حكومة كردستان العراق، هيوا أفندي خلال حديثه الى سكاي نيوز عربية أن الذكاء الاصطناعي يمثل المنعطف الأكثر حدة في التاريخ، محذرًا من مخاطره، ومشيرًا في الوقت ذاته إلى الفرص غير المسبوقة التي يمكن أن يقدمها للمجتمع والاقتصاد.

وأشار أفندي إلى أن رأس المال البشري يشكل الركيزة الأساسية في المرحلة الحالية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الإنسان يظل العنصر القادر على مواجهة المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، من خلال توفير البيانات عالية الجودة وتنظيفها، ومراقبة النماذج وتحليل نتائجها قبل تعميمها على القطاعات المختلفة. وقال: “الذكاء الاصطناعي يعيش ويموت في البيانات عالية الجودة… حتى الآن، أعتقد أننا في أمان”.

الذكاء الاصطناعي بين الفوائد والمخاطر

وأوضح هيوا أفندي أن الذكاء الاصطناعي يمتلك قدرة هائلة على توسيع نطاق الإدراك البشري إلى ما وراء الخيال، إذ يتعلم بسرعة، ويطور نفسه، ويمكنه تحسين مستوى معيشة البشر بشكل غير مسبوق. وأضاف: “يمكنه جعل المجتمع خاليًا من السرطان، ويمنح البشر وقتًا أطول بحيث تقل الحاجة للعمل التقليدي… السماء هي حدود ما يمكن أن يمنحه الذكاء الاصطناعي“.

هيوا أفندي: تكنولوجيا الـ AI تتطلب بيانات عالية الجودة

لكن في الوقت نفسه، حذر المسؤول الكردي من المخاطر الكبيرة إذا لم يتم وضع ضوابط صارمة: “يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسيطر على البشر في كل شيء تقريبًا، إدارة الشركات، التلاعب بالسلوك البشري، تشكيل النقاش العام، وحتى التأثير على السياسة والديمقراطية الليبرالية… هذه ليست مزحة”.

كما أشار إلى المخاطر المرتبطة بالتحكم الآلي في البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات الكهرباء والطاقة النووية، موضحًا أن أي إخفاق أو استغلال سيئ للذكاء الاصطناعي في هذه القطاعات قد يكون كارثيًا على المجتمعات.

التحول الرقمي في كردستان: استراتيجية واضحة

تستند حكومة إقليم كردستان إلى استراتيجية التحول الرقمي التي أطلقتها معالي رئيس الوزراء في 2022، والتي تهدف إلى دمج التكنولوجيا الحديثة في كافة القطاعات الحكومية والخدمية، مع التركيز على البنية التحتية للبيانات.

وأوضح هيوا أفندي أن “البنية التحتية ليست فقط مادية، بل تشمل البنية التحتية للبيانات، التي تترجم إلى نظام معلومات سكاني رقمي يحتوي على هوية رقمية لكل مواطن، ويتيح لهم الوصول إلى الخدمات الحكومية من منازلهم وعلى أجهزتهم الخاصة، بطريقة آمنة ومستقرة”.

وأشار إلى تطبيق مبدأ “المشاركة لمرة واحدة” للبيانات، بما يضمن استخدامها لخدمة قطاع الأعمال والخدمات العامة على حد سواء، وتحقيق كفاءة أعلى وتوفير الوقت والتكلفة، مؤكدًا أن تأثير التكنولوجيا على حياة المواطنين أصبح أسرع، وأن العوائد المالية تصبح أضعافًا مضاعفة مع كل اختراق تقني.

أفندي: الذكاء الاصطناعي هو المنعطف الأكثر حدة في التاريخ

التأثير الاقتصادي والاجتماعي للذكاء الاصطناعي

من منظور اقتصادي، يُتوقع أن يؤدي التحول الرقمي وتطبيق الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الإنتاجية وتقليص النفقات التشغيلية، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والخدمات العامة. كما يمكن أن يخلق فرص عمل جديدة مرتبطة بصيانة وتحليل البيانات ونماذج الذكاء الاصطناعي، وهو ما يبرز أهمية تطوير رأس المال البشري المحلي.

أما على الصعيد الاجتماعي، فقد أشار أفندي إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير نمط الحياة اليومية بشكل جذري، من خلال تحسين الخدمات العامة، وتخصيص الوقت الشخصي للأنشطة الإبداعية، وربما تقليص ساعات العمل التقليدية. لكنه شدد على أن هذه الفوائد لن تتحقق إلا بوجود ضوابط قانونية وتقنية قوية تحمي الأفراد والمجتمعات.

الذكاء الاصطناعي يتفوق على الإنترنت ووسائل الإعلام الرقمية في سرعة الانتشار

أشار هيوا أفندي، خلال حديثه، إلى التسارع غير المسبوق الذي يشهده انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي مقارنة بالاختراقات التكنولوجية السابقة، موضحًا أن ما استغرق الإنترنت 23 عامًا للوصول إلى 90 بالمئة من سكان العالم، تحقق للذكاء الاصطناعي في غضون ثلاث سنوات فقط. كما أكد أن خدمات مثل Netflix، التي استغرقت 10 سنوات للوصول إلى 100 مليون مستخدم، يمكن الآن للذكاء الاصطناعي أن يحقق نفس الرقم خلال ثلاثة أشهر فقط.

هذا الانتشار السريع يطرح تحديات كبيرة أمام الحكومات والمجتمعات، إذ يفرض ضرورة تطوير استراتيجيات حماية وضوابط تنظيمية دقيقة، لضمان أن يظل الذكاء الاصطناعي قوة محفزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وليس تهديدًا للاستقرار أو للحياة العضوية.

مؤسس “جيهان”: فرص استثمارية واعدة في كردستان العراق

تؤكد تصريحات هيوا أفندي على أن كردستان العراق تتجه نحو ثورة رقمية واسعة النطاق، مدعومة باستراتيجية حكومية واضحة، وبتركيز على رأس المال البشري وحماية البيانات. الذكاء الاصطناعي يمثل اليوم فرصة غير مسبوقة لتحسين مستوى المعيشة ودعم الاقتصاد الرقمي، لكنه يحمل في الوقت نفسه مخاطر كبيرة إذا لم يتم التحكم فيه بعناية.

إن هذا التوازن بين الفرص والمخاطر يجعل من التحول الرقمي وإدماج الذكاء الاصطناعي اختبارًا حقيقيًا للحكومات والمجتمعات، حيث يمكن للقرارات الاستراتيجية أن تحدد مستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الإقليم خلال السنوات القادمة.

Baraca: الاستثمار الذكي يبدأ باختيار المطور والشريك المناسب