الرئيسية

أرسنال… متى يفوز بالدوري الإنكليزي الممتاز؟



فرحة لاعبي أرسنال بعد الفوز على مانشستر يونايتد، 17 أغسطس 2025 (ستيوارت ماكفارلين/Getty)

يتبادر دائماً إلى الأذهان مع انطلاقة كل موسم للدوري الإنكليزي الممتاز تساؤل حول موعد تتويج أرسنال باللقب الغائب عن خزائنه منذ أزيد من 20 سنة، خاصة أن الفريق حل وصيفاً في آخر ثلاثة مواسم وله تاريخ طويل مع الألقاب، إذ توّج بـ13 لقب دوري إنكليزي، منها ثلاثة في مواسم 1998–1997 و2002–2001 و2004-2003 مع الفرنسي أرسين فينغر (1996-2018) الذي عاش معه النادي أزهى فتراته وحقق معه ثلاثة ألقاب دوري وسبعة كؤوس للاتحاد الإنكليزي، وسبعة كؤوس درع خيرية السوبر، بخلاف الخسارة بنهائي الدوري الأوروبي 2000 ودوري الأبطال 2006.

وشهدت فترة ما بعد الفرنسي فينغر تولي الإسباني يوناي إمري تدريب الفريق موسم 2018-2019، ثم عُيّن النجم الأسبق للنادي، السويدي فريدي ليونبرغ، لفترة مؤقتة من نوفمبر 2019 إلى ديسمبر 2019، ويوم 20 ديسمبر 2019 تولى الإسباني ميكيل أرتيتا مهمة قيادة المدفعجية بحقبة جديدة وظفر بلقب كأس الاتحاد الإنكليزي أمام تشلسي 2-1 في نهائي 2020، والدرع الخيرية بمناسبتين 2020 و2023 .

استعد أرسنال للموسم الجديد بصفقات وتدعيمات قوية في إطار رؤية جديدة للنادي تهدف للسعي نحو الألقاب، إذ ضم الحارس الإسباني كيبا من تشلسي بخمسة ملايين جنيه إسترليني، الإسباني كريستيان موسكيرا من فالنسيا بـ13.5 مليون جنيه إسترليني، الإسباني مارتن زوبيمندي من ريال سوسييداد بـ55 مليون جنيه إسترليني، الدنماركي كريستيان نورغارد من برنتفورد بعشرة ملايين جنيه إسترليني، الإنكليزي نوني ما دويكي من تشلسي بـ48.5 مليون جنيه إسترليني، والصفقة الأهم بانضمام المهاجم السويدي فيكتور غيوكيريس من سبورتنغ لشبونة البرتغالي بـ64 مليون جنيه إسترليني.

وبدأ أرسنال الموسم الجديد بانتصار خارج الديار، بمسرح الأحلام، أمام مانشستر يونايتد، إذ تفوق بهدف نظيف للإيطالي ريكاردو كالا فيوري بالدقيقة 13، إثر خطأ قاتل للحارس التركي ألتاي بياندير، ليحصد بذلك ثلاث نقاط غالية في مباراة كان فيها الشياطين الحمر الأكثر استحواذاً والأخطر.

بهذا الفوز، واصل المدفعجية التفوق أمام مانشستر يونايتد، بتحقيق خمسة انتصارات بآخر ست مباريات، وواصلوا أيضاً التألق أمام الخمسة الكبار، إذ لم يخسروا منذ 1078 يوماً أمام “مانيو”، 844 يوماً أمام مانشستر سيتي، 1191 يوماً أمام توتنهام، 1250 يوماً أمام ليفربول و1456 يوماً أمام تشلسي . 

ودفع مانشستر يونايتد ثمن إضاعة الفرص بتسجيل أول خسارة، أمام تألق أحسن لاعب بالمباراة، الحارس الإسباني للغانرز، ديفيد رايا، بسبعة تصديات. لكن بالمقابل، وجهت الكثير من الانتقادات لأداء أرسنال في اللقاء بسبب عدم تأقلم الصفقات الجديدة التي شاركت باللقاء، على غرار مارتن زوبيمندي لاعب الارتكاز، والمهاجم السويدي غيوكيريس، الذي يمتاز بالقوة والاندفاع البدني والقدرة العالية على تسجيل الأهداف (54 هدفاً الموسم الماضي مع سبورتنغ). و”تعطلت ماكنة غيوكيريس” طوال 60 دقيقة بدون تسديد أو صناعة، وله العذر، لأنه لم يخض فترة الإعداد واللقاءات الودية مع ناديه السابق بالبرتغال والتحق مؤخراً بأرسنال، كما لم يبرز أغلب النجوم، خاصة أوديغارد صانع الألعاب، ولم يقدم الجناحان ساكا ومارتينلي الدعم لغيوكيريس الذي ظهر بشكل باهت واستبدل بعد 60 دقيقة بها فارتس. 

ورغم كل الانتقادات، يبقى الأهم لأرسنال في ظهوره الأول هذا الموسم هو تحقيق الفوز بالبدايات، بينما يحتاج الفريق وقتاً ليحدث التأقلم والتجانس مع التدعيمات الجديدة وتطبيق أفكار ورؤية المدرب أرتيتا باللعب المباشر. ومن أهم الإيجابيات أن أرسنال واصل التألق في الكرات الثابتة، إذ سجل الهدف رقم 31 منذ موسم 2023-2024، بينما أقرب نادٍ هو ليفربول بـ20 هدفاً، ويعود الفوز بثلاث نقاط للمدرب الفرنسي نيكولاس جوفر المتخصص بالكرات الثابتة والركلات الحرة منذ يوليو 2021. 

ووجد الإسباني ميكيل أرتيتا الدعم الكامل وأصبح يملك التشكيلة القوية، إذ يسعى لتطوير أسلوب اللعب المباشر بـ 4-3-3 بوجود العناصر الأساسية والبدائل بحراسة المرمى: ديفيد رايا (الإسباني كيبا)، بالدفاع: بن وايت، غابريل، صليبا، كلا فيوري (الهولندي تيمبر، البولندي كيفيور والمدافع لويس سكيلي)، بالوسط: مارتن زوبيمندي لاعب ارتكاز مع إعطاء مجال للمساندة وحرية أكبر للأدوار الهجومية بمارتن أوديغارد وديكلان رايس (البرتغالي فييرا، الدنماركي نورغارد والشاب ايثان نوانيري)، الأجنحة ساكا ومارتينلي (نوني ما دويكي) ورأس الحربة الصريح فيكتور غيوكيريس لديه الأفضل عندما يجهز بدنياً (الألماني كاي هافارتس أو الإسباني ميكيل ميرينو)، مع انتظار شفاء المهاجم البرازيلي غابريل خيسوس من إصابة منذ 12 يناير أمام مانشستر يونايتد بكأس الإتحاد، واحتمال كبير لانتقال المدافع الأوكراني زينتشنكو إلى فنربخشة التركي، وتفضيله على عرضي بورتو وريال بيتيس، لوجود المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينو، وانتظار أيضاً مصير البلجيكي لياندرو تروسار بالبقاء أو قبول عرض غلطة سراي التركي.

عاد أرسنال إلى لندن بأغلى ثلاث نقاط أمام مانشستر يونايتد، استهل بها مشواره وسعيه للقب الدوري الغائب منذ 2004، فوز يدعو للتفاؤل لأن ملامح البطل تظهر بالفوز بالمباريات الصعبة حتى وإن لم يكن بأفضل حالاته، كما حدث أمام مان يونايتد. وتنتظر أرتيتا وكتيبة اللاعبين تحديات كبيرة للظفر بالبطولات والألقاب والمنافسة الشرسة والقوية على لقب الدوري أمام ليفربول حامل اللقب، مانشستر سيتي الساعي إلى استعادة اللقب الذي سيطر عليه بخمسة ألقاب في آخر سبعة مواسم، تشلسي بطل أندية العالم 2025 بالولايات المتحدة الأميركية، مانشستر يونايتد بتدعيمات هجومية كبيرة، توتنهام بطل الدوري الأوروبي 2025. لهذا فالكل ينتظر موسماً ساخناً بين الكبار للتتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز.