حرب استقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي مشتعلة في الصين أيضاً

في انعكاس للطلب القوي على العلماء والمهندسين في قطاع الذكاء الاصطناعي الصاعد، يتزايد التنافس على المواهب المتميزة بين عمالقة التكنولوجيا في الصين، أسوة بحرب مماثلة مستعرة بين الشركات الكبرى في أميركا والدول الغربية.

في العام الماضي، استقطبت شركة بايتدانس الصينية العملاقة تشو تشانغ، وهو مهندس خوارزميات رئيسي في فريق تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي كوين مفتوحة المصدر وواسعة الاستخدام من مختبر تونغي، التابع لمجموعة علي بابا القابضة. الاستقطاب جاء مقابل عرض مغرٍ، ودفع “علي بابا” إلى رفع دعوى قضائية ضده لانتهاكه اتفاقية عدم المنافسة، وفقاً لموقع ييكاي المحلي.

وتحوّل مختبر تونغي في السنوات الأخيرة إلى منبع للمواهب في مجال الذكاء الاصطناعي تتسابق عليه الشركات المتنافسة. كان يان تشيجي وبو ليفينغ من الشخصيات البارزة في “تونغي”. انضم تشيجي إلى أكاديمية إكسبلور التابعة لشركة جي دي، وهي قسم أبحاث تأسّس في عام 2020 للتركيز على التكنولوجيا الرائدة، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الصينية. وصرّحت الشركة بأن الأكاديمية “توظف بنشاط أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء القطاع، بما في ذلك الخبراء التقنيون وأعضاء فريق عباقرة التكنولوجيا لدينا”.

كما عمل تشيجي لفترة وجيزة في شركة تينسنت، لكنه غادرها بعد فترة وجيزة من إعادة هيكلة داخلية، وحلّ لي شيانغانغ، المؤسس المشارك لشركة 01.AI الناشئة، محله في يونيو/حزيران.

في المقابل، انتقل ليفينغ، الذي ترأّس قسم الرؤية التطبيقية في “تونغي” بعد مناصب سابقة في “جي دي” و”أمازون”، إلى فريق نماذج الذكاء الاصطناعي في “هونيوان” التابعة لـ”تينسنت”، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام صينية.

الذكاء الاصطناعي عنوان التوظيف

بحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، أصدرت “تينسنت” في وقتٍ سابق من أغسسطس/ آب الحالي إشعاراً داخلياً يسمح للموظفين الذين أكملوا ثلاثة أشهر في مناصبهم الحالية بالتقدم لوظائف تتعلق بروبوت الدردشة “يوانباو”، ونموذج “هونيوان”، والتجارة الإلكترونية عبر “وي تشات”. وفي الأسبوع الماضي أيضاً أطلقت كل من “بايتدانس” و”علي بابا” و”تينسنت” جولة جديدة من حملات التوظيف الجامعي، مع حصة كبيرة من الوظائف متعلقة بالذكاء الاصطناعي.

وأدرجت “بايتدانس” 65 وظيفة شاغرة في “برنامج المواهب المتميزة”، الذي يهدف إلى دعم قسم المواهب المتميزة، الذي تأسس عام 2023 للإشراف على أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطوير برامج الذكاء التوليدي. وفي الشهر الماضي أطلقت “علي بابا” أيضاً “برنامج توظيف وتطوير المواهب المتميزة”، الذي يستهدف كبار الباحثين العالميين لشغل وظائف في نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية، والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتطبيقات النماذج الكبيرة، والذكاء الاصطناعي الصناعي، والهندسة الحاسوبية.

الصين ليست استثناءً

يشبه هذا الاندفاع لاستقطاب كفاءات الذكاء الاصطناعي في الصين ما يجري من حرب توظيف شرسة في الولايات المتحدة أيضاً، حيث تعمل شركات رائدة بشراسة على استقطاب كبار الخبراء من المنافسين، من بينهم “ميتا”، التي استقطبت مواهب من “ديب مايند” و”أنثروبيك” و”آبل” و”أوبن إيه آي”، فحصلت على أسماء من طينة نات فريدمان ودانيال غروس، اللذين اشتهرا بتأمين رقائق “إنفيديا” الضرورية في قطاع الذكاء الاصطناعي. كل هذا في سباق نحو التفوق في عالم الروبوت والخوارزميات لا يهدأ ولا يبدو أن وتيرته سوف تتراجع.