الرئيسية

إسرائيل تكثف جهودها الإعلامية عبر "إكس"



تظاهرة تطالب بوقف الحرب على غزة في كوبنهاغن، 18 يونيو 2025 (فرانس برس)

مع تزايد الدعوات الدولية لإسرائيل لوقف حرب الإبادة في غزة، كثفت حكومة الاحتلال الإسرائيلي جهودها للسيطرة على الخطاب العالمي من خلال زيادة في المنشورات المدفوعة والمنسقة على منصة إكس لتعزيز وجهة نظرها، ومهاجمة وسائل الإعلام التقليدية، وتضخيم الأصوات الداعمة لها. وتستهدف هذه المنشورات المدفوعة وسائل إعلام مثل “بي بي سي” و”سي أن أن” و”نيويورك تايمز”، واصفةً تقاريرها بـ”الأخبار الكاذبة” ومتهمةً إياها بنشر دعاية حركة حماس.

وكثّف الحساب الرسمي للحكومة الإسرائيلية منشوراته وإعلاناته الممولة على “إكس” في محاولة لصرف الانتباه عن الصور المروعة لأطفال فلسطينيين يعانون من فرط الهزال بسبب الجوع، في الوقت الذي يقتل فيه جيش الاحتلال الناس في غزة ويجوّعهم. كذلك، كثّفت إسرائيل دعايتها بعد إعلان دول غربية مثل فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، فصعّدت من دعايتها على منصة إكس في محاولةٍ لدحض الحقائق المرّة للفلسطينيين العاديين الذين يُجوّعون ويُقتلون منذ بدء الحرب قبل 22 شهراً.

وبحلول عام 2025، وسّعت إسرائيل نطاق رسائلها الرقمية بشكلٍ كبير، إذ ظهر ما يقرب من 4 آلاف إعلان على منصات “غوغل” على مدار ثمانية أشهر، بالإضافة إلى مئات الإعلانات الأخرى على مواقع ومنصات أخرى. واستهدفت إعلانات حكومية إسرائيلية مدفوعة أفراداً ومجموعاتٍ محددة، مثل مسؤولي الأمم المتحدة والمشرعين الأميركيين والمنظمات التي سعت إلى مساءلة جرائم الحرب.

لماذا “إكس” تحديداً؟

يقول الخبراء إن استخدام إسرائيل منصة إكس مُتعمّد. ففي مواجهة دعواتٍ مُستمرة لوقف إطلاق النار وانتقاداتٍ متزايدة في وسائل الإعلام الدولية، تستغلّ الحكومة فوريّة هذه المنصة للردّ الفوريّ. وتُتيح “إكس” لإسرائيل مساحةً عامةً واسعةً لتحدي تصريحات الحكومات الأجنبية، وتقديم رؤيتها الخاصة للأحداث في غزة، غالباً في غضون دقائق من وقوع الحدث، والوصول إلى جمهور عالميّ فوراً.

وينقل موقع باس بلو عن المحاضر الأول في دراسات الاتصال بجامعة بن غوريون إيلان مانور أن “ما ترونه الآن، خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة الماضية، هو محاولة مستمرة للرد على مختلف أنواع الانتقادات، انتقادات من الجمهور، وانتقادات من المتظاهرين، وانتقادات من وسائل الإعلام، وانتقادات من منظمات الأمم المتحدة المختلفة، وانتقادات من دول أخرى، وانتقادات من جماهير أخرى، ومن الصحافيين، وبسبب ذلك، أصبح هذا محركاً للتغريدات، يدفع التغريدات تلو الأخرى”.

وينقل الموقع نفسه عن خبراء أن المحتوى العاطفي والصادم يُعدّ جوهر الرسائل الرقمية الإسرائيلية. تنشر الحكومة باستمرار مقاطع فيديو للرهائن وشهادات الضحايا ولقطات خام من السابع من أكتوبر/ تشرين الأول لإثارة ردود فعل قوية، والحفاظ على ولاء الدول الحليفة، وتبرير العمليات العسكرية على غزة، التي خلّفت أكثر من 61 ألف شهيد. كما يورد عن أكاديمي متخصص في الاتصالات والثقافة أن هدف إسرائيل من استخدامها المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي ليس إضفاء الشرعية على أفعالها في غزة، بل نشر البلبلة، ما يُصعّب على الجمهور الحصول على رؤيةٍ واضحةٍ للحرب.