فلسطينيون في انتظار المساعدات جنوبي قطاع غزة، 1 أغسطس 2025 (أنس فتيحة/الأناضول)
نقلت شبكة “سي بي أس نيوز” عن شاهد عيان أميركي عمل في مواقع توزيع المساعدات داخل قطاع غزة المحاصر، الخميس، قوله إن إطلاق النار على الفلسطينيين الباحثين عن الغذاء لم يكن من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل شمل أيضاً أفراداً تم توظيفهم عبر مقاولين أميركيين فرعيين لتأمين تلك المواقع. وأوضح الشاهد، الذي عرّفته الشبكة باسم “مايك”، أن ما رآه لم يكن طلقات تحذيرية، بل “إطلاق نار عشوائي يستهدف المدنيين مباشرة”.
وأضاف مايك، الذي استُقدم متعاقداً من خلال شركة لوجستية أميركية ليعمل سائق شاحنات قبل نقله للعمل مع “مؤسسة غزة الإنسانية”، أنه لم يكن يتوقع أن يجد نفسه وسط عمليات إطلاق نار شبه يومية. وقال إنه سجّل مقاطع فيديو سرّية تُسمع فيها أصوات الرصاص، مؤكداً أنه لم يشهد أي يوم عمل من دون إطلاق نار أثناء وجوده في تلك المواقع.
وأشار الشاهد إلى أن الفلسطينيين كانوا يتوافدون منذ ساعات الفجر ليكونوا الأوائل في الحصول على الغذاء، وأن كثافة الحشود كانت تقابل دوماً باستخدام الرصاص. وروى حادثة كُلّف فيها بتنظيف بقايا بشرية وحيوانية قرب أحد المواقع، مضيفاً أنه ما زال يشعر بصدمة كبيرة كلما تذكر الأمر. كما قال إن بعض عناصر الأمن الأميركيين كانوا يتفاخرون بعدد الأشخاص الذين أصابوهم للتباهي بدقة تصويبهم.
وتؤكد بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 1,800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ مايو/ أيار الماضي، بينهم نحو ألف شخص في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية. وتشير تقارير مفوضية حقوق الإنسان إلى أن إطلاق النار أصبح شبه يومي في تلك المواقع، فيما تحدث مقاولون أميركيون سابقون لوسائل إعلام أخرى عن مشاهدتهم إطلاق نار على الحشود الفلسطينية.
وفي ردها على تقرير الشبكة، نفت مؤسسة غزة الإنسانية هذه التصريحات، ووصفتها بأنها “خاطئة ولا أساس لها”، زاعمة أن متعاقديها لم يطلقوا النار على مدنيين ولم يسقط قتلى عند مواقعها، لكنها اعترفت بأنها قامت بتوظيف متعاقدين. كما رفضت الادعاءات المتعلقة بالتعامل مع جثث مجهولة، وانتقدت في الوقت نفسه رفض شبكة “سي بي أس نيوز” تقديم مزيد من التفاصيل عن الشاهد.
وترفض وكالات الأمم المتحدة وأغلبية المنظمات الإنسانية العاملة في غزة التعاون مع “مؤسسة غزة الإنسانية” مع التشكيك في آليات عملها ومبادئها. ومنذ افتتاحها نقاط توزيع للمواد الغذائية في مايو/ أيار في غزة، استشهد مئات الفلسطينيين بنيران إسرائيلية وهم ينتظرون الحصول على ما يسدّ رمقهم في هذه المواقع. وطالبت السلطة الفيدرالية السويسرية للرقابة على الشركات المؤسسة بتوضيح الوضع حتّى نهاية يونيو/ حزيران الفائت، “نظراً إلى أنها لا تحترم بعض التزاماتها القانونية”.