
جماهير ليفربول في ملعب أنفيلد، في 15 أغسطس 2025 (ليفربول /Getty)
اختفت مؤسسة خيرية تحمل اسم اللاعب البرتغالي الراحل ديوغو جوتا بعدما نجحت في جمع نحو 55 ألف يورو كان يُفترض أن تستفيد منها عائلته. وقد أثار اختفاء موقع المؤسسة المفاجئ جدلاً واسعاً في إنكلترا، وسط تكهنات بأنها كانت واجهة للاحتيال والسرقة، بعدما أوهمت المتبرعين بأسلوب احترافي من دون أن تلتزم بالقوانين المنظمة عملَ المؤسسات الخيرية في بريطانيا.
وأفادت صحيفة ذا تليغراف البريطانية، الجمعة، بأنّ مؤسسة تحمل اسم ديوغو جوتا اختفت بشكل مفاجئ، بعدما توقف موقعها الرسمي عن العمل واكتفى بعرض صفحة بيضاء عند محاولة الولوج إليه، وذلك عقب جمع تبرعات بلغت قيمتها نحو 55 ألف يورو. وأكّدت عائلة النجم البرتغالي الراحل أنها لم تتلق أي اتصال من القائمين على هذه المؤسسة، ولم تستفد من أي مبلغ مالي، مشيرة إلى أن الموقع أنشئ بعد ثلاثة أيام فقط من وفاته من دون علمها أو الحصول على موافقتها.
وأثار نظام جمع التبرعات مزيداً من الشبهات، إذ كانت الصفحة المخصّصة لذلك تُحوِّل المستخدمين مباشرة إلى منصة خارجية، ولم تكن تتيح الدفع سوى عبر العملات المشفّرة، بدعوى أن العملية “آمنة تماماً”. غير أنّ هذا الخيار غير التقليدي في التبرعات عزّز المخاوف بشأن مصداقية المؤسسة وشفافيتها، خصوصاً مع غياب أي قنوات رسمية أخرى للتحويل المالي.
وتزايدت علامات الاستفهام حول مصداقية المؤسسة بعدما تبيّن أنها لا تملك أي ارتباط بعائلة اللاعبين أو بنادي ليفربول، رغم أنّ صفحتها الرئيسية زيّنت بشعارات “الريدز” إلى جانب منظمات شهيرة مثل يونيسف وأليانز والمنصة البرتغالية للمنظمات غير الحكومية التنموية. غير أنّ ثلاثاً من هذه الجهات سارعت إلى نفي أي علاقة لها بالمبادرة، مؤكدة لوسائل الإعلام البريطانية أنها لم تسمع بهذه المؤسسة من قبل ولم يسبق أن تعاونت معها في أي مشروع.
وفي خضم هذه الشبهات، جاء موقف لجنة الأعمال الخيرية البريطانية ليزيد من حدّة الجدل، بعدما أكدت أنها لم تتلق أي طلب تسجيل من المؤسسة المعنية، رغم أنّ القانون يفرض التسجيل الإجباري على كل جمعية تتجاوز إيراداتها السنوية خمسة آلاف جنيه إسترليني إذا كان مقرها في إنكلترا أو ويلز. وهو ما يجعل وضع المؤسسة مخالفاً تماماً للمعايير القانونية المعمول بها.
وبين غياب الشفافية واستخدام أساليب غير تقليدية في جمع الأموال وادعاء شراكات وهمية مع مؤسسات كبرى، يزداد الاعتقاد بأن ما عُرف بـ”مؤسسة ديوغو جوتا” لم يكن سوى واجهة لعملية احتيال منظمة استغلت اسم لاعب رحل في ظروف مأساوية. ومع تزايد المطالب بفتح تحقيق رسمي، يبقى السؤال قائماً: أين ذهبت أموال التبرعات، ومن يقف وراء هذا المخطط الذي خدع مئات المحبين؟
