ماكرون وميلوني خلال قمة أوروبية في مالطا، 29 سبتمبر 2023 (فرانس برس)
استدعت فرنسا، الجمعة، سفيرة إيطاليا إيمانويلا داليساندرو “بعد تصريحات غير مقبولة” أدلى بها نائب رئيسة الوزراء الإيطالية ماتيو سالفيني بحق الرئيس إيمانويل ماكرون بسبب دعمه إرسال قوات إلى أوكرانيا. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر دبلوماسي أنه “جرى تذكير السفيرة (التي استدعيت الخميس) بأن هذه التصريحات تتعارض مع مناخ الثقة والعلاقة التاريخية بين بلدينا، كما تتعارض مع التطورات الثنائية الأخيرة التي سلطت الضوء على التقارب القوي بين البلدين، وخاصة في ما يتعلق بالدعم الثابت لأوكرانيا”، مؤكداً معلومات أوردتها إذاعة فرانس إنتر.
وعندما سُئل خلال زيارة إلى ميلانو عن النشر المحتمل لجنود إيطاليين في أوكرانيا بعد وقف الأعمال العدائية وفق المقترح الفرنسي البريطاني، قال ماتيو سالفيني إنه يجب أن “يذهب إيمانويل ماكرون إلى هناك بنفسه” واضعاً خوذة وحاملا بندقية. وسبق لزعيم حزب الرابطة الإيطالي المناهض للهجرة، المقرب من زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان، أن وصف الرئيس الفرنسي بـ”المجنون” في مارس/آذار الماضي، متهماً إياه بدفع أوروبا إلى حرب مع روسيا. وتدرس فرنسا وبريطانيا، اللتان تقودان “تحالف الراغبين”، نشر قوات في أوكرانيا ضمانةً أمنيةً لمنع استئناف الأعمال العدائية بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام بين كييف وموسكو، في حين رفضت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الفكرة.
والاثنين الماضي، طالب قادة أوروبا، خلال اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا قبل عقد قمة ثلاثية أميركية روسية أوكرانية. وحضر الاجتماع، بالإضافة إلى ماكرون وميلوني، كل من سكرتير عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكان ماكرون قال، في مقابلة مع محطة “تي إف 1/إل سي 1″، الثلاثاء الفائت: “يجب ألا يجرى التسرع في هذا السلام (في أوكرانيا)، كما يجب أن يكون مدعوماً بضمانات قوية، وإلا فسنبدأ من الصفر من جديد”. وأضاف الرئيس الفرنسي أن الضمان الأول هو وجود جيش أوكراني قوي، يضم عشرات الآلاف من الجنود المجهزين بصورة جيدة، وبأنظمة دفاعية، ومعايير أعلى. وأوضح أن الضمان الثاني هو ما يسمى بقوات الطمأنينة من جانب الشركاء، مشيراً إلى أن هذه القوات لن تعمل على خطوط المواجهة، ولكنها ستقدم انتشاراً جوياً وبحرياً وبرياً باعتباره “إشارة استراتيجية” إلى أن السلام الدائم في أوكرانيا هو هدف أوروبي مشترك أيضاً. وعندما سئل عما إذا كانت هذه القوات ستُجبر على القتال في حال تجدد العدوان الروسي، قال ماكرون إنه سيكون هناك رد: “هذا هو هدف هذه الضمانات الأمنية”.
(فرانس برس، العربي الجديد)