الرئيسية

كردستان العراق: اعتقال قيادي سياسي بارز في السليمانية بعد مواجهات



لاهور شيخ جنكي في السليمانية قبيل اعتقاله، 21 أغسطس 2025 (إكس)

أفادت مصادر أمنية كردية في مدينة السليمانية بإقليم كردستان شمالي العراق، اليوم الجمعة، باعتقال الرئيس المشترك السابق لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الحاكم في المحافظة، وثاني أكبر أحزاب الإقليم، لاهور شيخ جنكي، بعد مواجهات بين أفراد حمايته وقوات تابعة لرئيس الحزب الحالي، بافل الطالباني.

التطور الجديد الذي ألقى بظلاله أمنياً على مدينة السليمانية طوال الساعات الماضية، يشرح تفاقم الصراع الحزبي داخل الاتحاد الوطني الكردستاني منذ وفاة زعيمه جلال الطالباني عام 2017. واليوم الجمعة، أفاد مصدر أمني في السليمانية، بأنّ قوات تابعة لـ”الأسايش”، وهو جهاز الأمن المرتبط بحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، تمكّنت من اعتقال لاهور شيخ جنكي وشقيقه، بعد مواجهات جرت بينهم وبين أفراد حمايته ضدّ القوة التي حاولت تنفيذ عملية الاعتقال، وأكد أن المواجهات اندلعت قرب منزله ثم انتقلت إلى فندق “لاله زار”، حيث كان يوجد مع مرافقيه وأفراد حمايته.

ومنذ العام 2021، تعيش السليمانية توتراً غير مسبوق، بعد ما وُصف بانقلاب داخلي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يسيطر على المحافظة، وهو ثاني أكبر أحزاب إقليم كردستان، إذ نفّذ بافل الطالباني (نجل رئيس الحزب جلال الطالباني) عملية تغيير واسعة داخل الحزب، أدت إلى إقصاء الرئيس المشترك للحزب لاهور شيخ جنكي، وهو ابن شقيقة جلال الطالباني، الذي جرى اختياره بعد وفاة الطالباني. ونقلت وسائل إعلام كردية في السليمانية عن بيان أمني، أنّ العملية تمّت وفقاً لاتهامات تتعلق بالأمن والإخلال بالنظام العام في السليمانية. وأظهر مقطع فيديو قوات الأمن في السليمانية لحظة توقيف شيخ جنكي، وهي تهتف بعبارات احتفالية وأخرى ضده.

وفي السياق، رأى الناشط السياسي المدني في كركوك محمود الجاف لـ”العربي الجديد”، أنّ ما حصل “عملية بلطجة جديدة من بافل الطالباني”، مشيراً إلى أنه استبق الانتخابات التي قرّر لاهور خوضها بمفرده، وبسبب شعبيته الكبيرة بين أوساط الشباب، جرت عملية الاعتقال هذه. ووفقاً للجاف، فإنّ “الطالباني استشعر بخطر شيخ جنكي السياسي على مستقبله السياسي، خاصة مع قرب الانتخابات”. لكن مدير شرطة السليمانية، آرام محمد صالح، قال إنّ أمر اعتقال شيخ جنكي صدر “من محكمة تحقيق أمن محافظة السليمانية، وذلك وفقاً للمادة 56 من قانون العقوبات العراقي”، مشدداً على أنّ عملية الاعتقال جاءت وفقاً لمذكرات قضائية ضده.

وفجر اليوم الجمعة، أصدر لاهور شيخ جنكي رسالة صوتية موجهة إلى مواطني الإقليم، يؤكّد فيها رفض تسليم نفسه، معتبراً رسالته أنها الأخيرة لشعب كردستان. وشهدت السليمانية، خلال العامين الماضيين، مواجهات مسلحة عدّة بين قطبَي الحزب، بعد تصاعد حدة الخلافات، التي تفجرت بإجراء تغييرات في المناصب الهامة بالمحافظة، وتحديداً منصب رئاسة “مؤسسة المعلومات”، ومنصب رئاسة مؤسسة “مكافحة الإرهاب” في السليمانية، لكنّها استمرت حتى سيطر الطالباني على رئاسة الحزب وحده.

وكان الحزب يُدار منذ وفاة جلال الطالباني في 2017 بالشراكة بين بافل الطالباني، مدعوماً بوالدته هيرو إبراهيم أحمد (زوجة جلال الطالباني)، ولاهور شيخ جنكي، ابن شقيق الطالباني والقيادي الفاعل بالحزب. لكن في مطلع أغسطس/ آب 2021، قاد بافل الطالباني حملة على لاهور شيخ جنكي وأعضاء آخرين من قيادة الحزب، وجرّدهم من مناصبهم.

تركيا تراقب التطورات في السليمانية عن كثب

وفي السياق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كتشلي، اليوم الجمعة، إن تركيا تتابع التطورات في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق عن كثب. وأفاد بمنشور على منصة إكس “بخصوص التطورات في السليمانية، العراق فإننا نتابع عن كثب التطورات، وهي بالغة الأهمية لاستقرار العراق وسلامته وسلامة مواطنينا”. وأضاف “بذلت قنصليتنا العامة في أربيل جهوداً للتواصل مع السلطات المحلية المعنية، لضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواطنينا”.