خلال وقفة أمام البعثة المصرية في نيويورك، 18 يوليو 2025 (سلجوق عكار/ الأناضول)
اتهم المواطن الأميركي من أصول مصرية أكرم السماك من وصفهم بـ”أعضاء البعثة المصرية” في الأمم المتحدة بولاية نيويورك بـ”خطف واحتجاز” ابنيه علي وياسين، والاعتداء عليهما و”تلفيق اتهامات لهما بالتخريب”. وقال السماك، في تصريح لـ”العربي الجديد”، الخميس، إنه “جرى اختطافهما من الشارع بالمخالفة للقانون”. وأكد أن نجليه كانا يتظاهران سلمياً أمام مقر البعثة بنيويورك للمطالبة بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات إلى غزة “بينما كان هناك شخص آخر يحاول إغلاق المدخل بسلسلة”، مشددا على أن “لا علاقة لهما به”.
وقال المواطن الأميركي من أصول مصرية: “ابني كان على الرصيف وقام أحد الأفراد بسحبه قرب الباب، فحاول مقاومة الاعتداء عليه، ورأى ابني الآخر ما حدث فذهب إلى أخيه، فقام مسؤولو البعثة بسحبهما واختطافهما إلى داخل مقرها، حيث اعتدوا عليهما بالسلاسل الحديدية، كما قاموا بربط إحدى هذه السلاسل حول رقبة ياسين، بينما كان ابني الصغير علي يحاول إبعادهم، وبعد ذلك وصلت الشرطة واحتجزتهما”، قبل أن يجري إسقاط التهم عنهما.
وأوضح المتحدث ذاته أنه جرى في البداية توجيه اتهامات من الدرجة الثالثة لابنه علي الأصغر الذي يبلغ من العمر 15 عاماً، قبل أن يجري إسقاطها جميعاً. وعن أسباب توجيه هذه التهم إليهما، قال أكرم السماك: “يبدو أن البعثة اتصلت بالشرطة ووجهت اتهامات ملفقة لهما، وفوجئت بالشرطة تأتي وتحتجزهما دون أي دليل”. وتساءل كيف لم تتحقق شرطة نيويورك من المزاعم التي ادعتها البعثة قبل احتجازهما. وشدد على أنهما كانا يتظاهران سلمياً، وأن جميع الفيديوهات تثبت براءة ابنيه، وأنه جرى الاعتداء عليهما، وقال: “جرى اتهام علي بتهم الاعتداء من الدرجة الثالثة، وهي جنحة، وقد أسقطت بالفعل، بينما اتهم ياسين بتهم أشد من الدرجة الثانية، تتضمن تعمد إلحاق الضرر، وتؤدي إلى السجن لسنوات حال ثبوتها، ولا علاقة لابني بأي شيء، وأثق أنه ستجري تبرئته”، لافتاً إلى وجود كاميرات حول المبنى، وأن الفيديوهات المنتشرة تشير إلى براءتهما، وبأنه سيقاضي البعثة المصرية.
واتصل “العربي الجديد” بالبعثة المصرية، وكان الرد أنه “لا تعليق”.
إلى ذلك، قال الناشط مصطفى الحسيني، الذي نشر عدداً من الفيديوهات للواقعة، في تصريح لـ”العربي الجديد”: “يبدو أن تصريحات وتعليمات وزير الخارجية المصرية (بدر عبد العاطي) بالأيام الماضية هي التي دفعت أعضاء البعثة المصرية لارتكاب هذه الفضيحة ومخالفة القانون الأميركي، واختطاف طفل والاعتداء عليه وعلى وأخيه بينما كانا يتظاهران سلمياً”، مضيفاً أنه تظاهر من قبل عشرات المرات أمام السفارة المصرية بواشنطن وأمام القنصلية بنيويورك ولم يحدث أي شيء.
وأشار الحسيني إلى أن هذا تصعيد كبير سيؤدي لتحرك المنظمات الحقوقية للتضامن مع المصريين اللذين “جرى اختطافهما” إلى داخل مقر البعثة المصرية بالمخالفة للقوانين والقواعد الأميركية والدبلوماسية، لافتاً إلى أنه “عندما وصلت الشرطة كان لديها اعتقاد بأنهم مخربون بسبب بلاغ المسؤولين المصريين الذين لفقوا اتهامات كاذبة للطفل وأخيه”، وقال: “جرى الإفراج عن الطفل، وستجري مقاضاة المسؤولين الذين خالفوا القانون الأميركي”.
وتظاهر اليوم العشرات أمام مقر البعثة المصرية في نيويورك، متهمين موظفيها باختطاف مواطن أميركي والاعتداء عليه داخل مقر البعثة بالمخالفة للقانون. وشارك الطفل علي في الوقفة بعدما أسقطت عنه شرطة نيويورك جميع الاتهامات نهائياً.