بنعطية خلال مباراة مرسيليا ولانس، 23 نوفمبر 2024 (خافيير لين/Getty)
روى المدير الرياضي لنادي أولمبيك مرسيليا، المهدي بنعطية (38 عاماً)، حقائق صادمة عما أصبح يُعرف بقضية “شجار مرسيليا”، بعدما قرّر النادي عرض اللاعبَين أدريان رابيو وجوناثان راو للبيع، عقوبة لهما على التسبب في “المعركة التي اندلعت” في غرف تغيير الملابس بملعب روازون بارك، مباشرة بعد الهزيمة في المباراة الأولى من الدوري الفرنسي أمام نادي رين.
وتحدث بنعطية عن حقائق صادمة تتعلق بالحادثة التي هزّت الفريق بشدة، في تصريحات أدلى بها لموقع راديو “أر إم سي سبورت” الفرنسي، الأربعاء، فقال: “لو كنت لاعباً في الفريق، لما وافقت على أن يكشف إداري عن تفاصيل ما حدث، فهذا أمر سري. لهذا حاولنا خلال اليومين الماضيين تهدئة الوضع”. وأضاف: “حدثت تجاوزات، لكن يجب عدم تضخيمها بشكل مبالغ فيه. كنا نتمنى أن يتفكّر اللاعبان في ما حدث أو يقدّما اعتذاراً للفريق والمدرب، وهو ما لم يحصل، ولذلك اتخذنا هذه القرارات”.
ورغم إيمانه بسرية الملف، إلا أن خطورة الموقف وضغط المشجعين دفعا اللاعب الدولي المغربي السابق إلى كشف بعض التفاصيل، قائلاً: “نحن أولمبيك مرسيليا، لا يمكن أن نندفع نحو تصرفات مماثلة. بدأت الأمور عندما دخل اللاعبون غرف تغيير الملابس وهم غاضبون، ثم أبدى القدامى منهم استياءهم من الأداء والتصرفات. كل شيء كان يتوقف على الكلمات، حتى تطورت الأمور إلى مواجهات وصرخات بينهم. كان من المفترض أن يتوقف كل شيء عند وصول المدرب، لكن الأحداث استمرت وتحولت إلى شجار بالأيدي ولكمات في الوجه. كذلك تعرض اللاعب الشاب باكولا لانهيار عصبي وسقط أرضاً. كان المشهد صادماً، ولم يسبق لي أن عشت شيئاً كهذا، حتى إن الأمن اضطر إلى التدخل لفض الشجار”.
وبعد أيام قليلة من الحادثة، أصدر النادي الفرنسي بياناً رسمياً عرض فيه اللاعبين المتخاصمين للبيع، في خطوة فاجأت الجميع. وإن لم يكشف النادي عن مطالبه المادية، إلا أنه يسعى لاستثمار الفرصة مادياً نظراً للاهتمام الواضح من أندية أوروبية. وفي الوقت الذي يضع فيه ميلان اسم أدريان رابيو على رأس أولوياته، إلى جانب يوفنتوس الذي حمل قميصه بين 2019 و2024، يبدو أن جوناثان راو على أعتاب الرحيل بعد تلقيه عرضين من بولونيا الإيطالي وسندرلاند الإنكليزي.
وتظهر قضية “شجار مرسيليا” مدى هشاشة الأجواء داخل الفريق، إذ لم تقتصر تداعياتها على غرف الملابس، بل امتدت لتطاول سوق الانتقالات وسمعة النادي. قرار عرض اللاعبين للبيع يوضح أن أولمبيك مرسيليا مصمم على فرض الانضباط، فيما يترقب الجميع كيف ستتعامل الإدارة مع تداعيات الأزمة لاستعادة توازن الفريق واستقرار نتائجه في الموسم الحالي.