زيلينسكي بعد لقاء كير ستارمر في لندن، 19 يوليو 2024 (Getty)
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس إنه قد يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
لكن فقط بعد حصول بلاده على ضمانات أمنية، مشيراً إلى سويسرا والنمسا وتركيا بوصفها مواقع محتملة للمفاوضات، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بوتين مستعد للقاء، لكن يتعين حسم جميع القضايا الرئيسية أولاً.
وأضاف زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي الخميس: “نريد التوصل إلى تفاهم بشأن هيكلية الضمانات الأمنية خلال سبعة إلى عشرة أيام. وبناء على هذا التفاهم، نهدف إلى عقد اجتماع ثلاثي” مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب
، مشيراً إلى أن سويسرا والنمسا وتركيا قد تكون من المواقع لإقامة المحادثات.
كما قال إنه يتطلع إلى “ردة فعل قوية” من الولايات المتحدة إذا لم يكن بوتين على استعداد لعقد اجتماع ثنائي. وأضاف زيلينسكي أنه من غير الواضح ما هي التنازلات التي ترغب موسكو في تقديمها في ما يتعلق بالأراضي، قائلاً إنّ مقترح عقد محادثات مستقبلية في بوادبست “يمثل تحدياً”. وأشار زيلينسكي إلى أنه لا يريد أن يكون للصين دور في ضمان أمن أوكرانيا، وقال: “أولاً، لم تساعدنا الصين في وقف هذه الحرب منذ البداية. ثانياً، ساعدت الصين روسيا بفتح سوق المسيّرات… لسنا في حاجة إلى ضامنين لا يساعدون أوكرانيا، ولم يساعدوها في الوقت الذي كنا بأمسّ الحاجة إليهم”.
وبشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قال زيلينسكي إنه طلب من ترامب إقناع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بالتوقف عن عرقلة بدء المحادثات بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. وبحسب زيلينسكي فإن “الرئيس ترامب وعد بأن فريقه سيعمل على ذلك”.
كما قال إن روسيا تعزز قواتها على طول خط الجبهة الجنوبي في منطقة زابوريجيا التي تطالب موسكو بضمها. وتابع: “زابوريجيا: العدو يعزز وجوده”، مضيفاً: “يمكننا أن نرى أنهم يواصلون نقل جزء من قواتهم من اتجاه كورسك إلى زابوريجيا”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنّ الرئيس فلاديمير بوتين مستعد للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن يتعين حسم جميع القضايا الرئيسية أولاً، مشيراً إلى وجود تساؤل حول سلطة زيلينسكي لتوقيع اتفاق. ولدى سؤاله عما إذا كان بوتين مستعداً للقاء زيلينسكي، قال لافروف للصحافيين: “أكد رئيسنا مراراً استعداده للقاء، بما في ذلك مع السيد زيلينسكي”. وتابع في إيضاح لما قال: “يجب أن نتفاهم على أن القضايا الرئيسية التي تحتاج إلى نظر على أعلى المستويات تجب تسويتها أولاً، وسيعد خبراء ووزراء التوصيات المناسبة”. لكنه أضاف: “وبالطبع يجب أن ندرك أنه… إذا تم توقيع اتفاقيات وعندما يتم إبرام تلك الاتفاقات المستقبلية، فستكون مسألة شرعية من يوقع عليها من الجانب الأوكراني قد حلت”.
ورأى وزير الخارجية الروسي، أن الضمانات الأمنية التي تقترح أوروبا منحها لكييف “تقتضي تدخلا عسكريا خارجيا على قسم من الأراضي الأوكرانية”، زاعما أن أهداف القيادة الأوكرانية الحالية موجهة ضد جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرامية إلى البحث عن سبل لتسوية النزاع الروسي الأوكراني.
وقال لافروف خلال تصريحاته: “يريد الجانب الآخر تعميق هذه الأسباب وتأسيس أحلاف في مجال ضمان أمن أوكرانيا على قاعدة معاداة روسيا والتواطؤ العدواني والإبقاء على هذه المؤامرات العدوانية حيال بلادنا”.
واعتبر أن روسيا حثت دوما على “الحوار الصادق”، مضيفا: “ندعم تلك المبادرات الأمنية التي تم التوصل إليها بدعوة من الوفد الأوكراني – كما أشدد – في إسطنبول في عام 2022″، في إشارة إلى الوعود الروسية السابقة بعدم مهاجمة أوكرانيا مقابل تخلي كييف عن مشروع الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وغيره من الأحلاف العسكرية مع إعادة تثبيت وضع أوكرانيا باعتبارها دولة محايدة.
وندد لافروف بمنح ضمانات أمنية لأوكرانيا عبر التدخل العسكري الخارجي، قائلا: “آمل أن يكون من يضعون مثل هذه الخطط يدركون أنها غير مقبولة أبدا لروسيا وكافة القوى السياسية العقلانية في أوروبا على حد سواء”.
إلى ذلك، كشف الرئيس الأوكراني عن اختبار بلاده صاروخ كروز بعيد المدى يُعرف باسم “فلامنغو” يمكنه ضرب أهداف على مسافة 3 آلاف كيلومتر، مشيراً إلى أن إنتاجه بكميات ضخمة قد يبدأ في فبراير/ شباط. وقال: “أجرينا اختبارات ناجحة على الصاروخ. إنه صاروخنا الأكثر نجاحاً حالياً، إذ يمكنه أن يجتاز مسافة 3 آلاف كيلومتر، وهو أمر مهم”.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني، اليوم الخميس، أن القوات الروسية شنت واحدة من أكبر هجماتها الجوية على أوكرانيا هذا العام، خلال الليل، باستخدام 574 طائرة مسيّرة و40 صاروخاً. وأضاف أن الهجوم في معظمه استهدف المناطق الغربية من البلاد. وأشار مسؤولون إلى مقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة 15.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، إنّ روسيا استهدفت “شركة تصنيع إلكترونيات أميركية كبرى” في غرب أوكرانيا، دون الحديث عن مزيد من التفاصيل. وتقع المناطق الغربية من أوكرانيا بعيداً عن خطوط القتال على الجبهة في شرق البلاد وجنوبها. ويعتقد أنه يتم نقل وتخزين معظم المساعدات العسكرية التي يقدمها حلفاء أوكرانيا الغربيون هناك.
ووفقاً للبيانات الرسمية، هذا ثالث أكبر هجوم جوي روسي هذا العام من حيث عدد الطائرات المسيّرة التي أطلقتها روسيا، وثامن أكبر هجوم من حيث عدد الصواريخ.
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)