أخبار الاقتصاد

#original_title #original_title


خاص

إس آند بي غلوبال: الصين تسعى للسيطرة على سوق المعادن النادرة

بينما يشهد العالم سباقاً محتدماً على مستقبل الطاقة، رسم دانييل يرغن، نائب رئيس مجلس إدارة شركة “إس أند بي غلوبال”، صورة دقيقة لمعادلات القوة الجديدة في هذا القطاع، مؤكداً أن العقد المقبل سيحمل تحولات جذرية تعيد تشكيل النفوذ الدولي.

ونوه يرغن في مقابلة خاصة على شاشة سكاي نيوز عربية إلى أن الصين تمضي بثبات نحو الهيمنة على سلاسل توريد الطاقة النظيفة عبر ريادتها في تكنولوجيا السيارات الكهربائية والبطاريات والطاقة الشمسية، في وقتٍ تواجه فيه الولايات المتحدة تأخيرات تمتد إلى 16 عاماً في تنفيذ مشاريع الطاقة بسبب البيروقراطية التنظيمية.

كما لفت إلى أن العالم يحتاج إلى استثمارات تتجاوز 540 مليار دولار سنوياً في قطاع النفط لتلبية الطلب العالمي، فيما ستلعب التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تحسين الكفاءة وخفض الانبعاثات.

وفي خضم هذه التحولات، رأى يرغن أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستجد نفسها أمام تحديات متشابكة بين تحقيق أمن الطاقة ومواكبة ثورة التكنولوجيا التي تعيد رسم خريطة العالم الاقتصادية.

  • تأخر تنفيذ المشاريع الطاقية في الولايات المتحدة يستغرق بين 15 و16 عامًا بسبب التعقيدات التنظيمية.
  • الصين تتصدر السباق في تكنولوجيا السيارات الكهربائية والبطاريات والطاقة الشمسية، وتسعى للهيمنة على سلاسل توريد الطاقة النظيفة عالميًا.
  • حاجة السوق العالمي إلى 540 مليار دولار سنويًا من الاستثمارات الجديدة في قطاع النفط لتلبية الطلب المستقبلي.
  • التحول الجذري في خريطة الطاقة منذ عام 2020 بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية – الأوكرانية.
  • الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة أصبحا عنصرين رئيسيين في تطوير قطاع الطاقة وتحسين الكفاءة وخفض الانبعاثات.
  • العقد المقبل سيشهد إعادة رسم موازين النفوذ العالمي عبر التكنولوجيا وأمن الطاقة.

العالم والطاقة.. مرحلة انتقالية حساسة

في مستهل حديثه مع الإعلامي …. في قناة سكاي نيوز عربية أكد دانييل يرغن، نائب رئيس مجلس إدارة شركة “إس أند بي غلوبال”، على هامش فعاليات معرض ومؤتمر أديبك 2025 في أبوظبي، أن العالم يعيش مرحلة انتقالية حساسة في مزيج الطاقة، موضحًا أن السياسات الأميركية الحالية لا تمنح قطاع الطاقة النظيفة الزخم الكافي لمنافسة التوسع الصيني، وقال إن “الولايات المتحدة تواجه تحديًا حقيقيًا في ظل التباطؤ التشريعي وضعف الاستثمارات طويلة الأجل”، مضيفًا أن الإجراءات البيروقراطية قد تجعل إطلاق أي مشروع طاقي جديد يستغرق ما بين 15 و16 عامًا.

الذكاء الاصطناعي يرسم مستقبل مشرق للعالم

وأوضح أن الصين تسير بوتيرة متقدمة في تطوير تكنولوجيا السيارات الكهربائية والبطاريات والطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أن بكين وضعت هدفًا استراتيجيًا لتصبح القوة المهيمنة في سلاسل توريد الطاقة النظيفة عالميًا، في حين لا تزال الولايات المتحدة تعاني من فجوة في السياسات والاستثمارات على هذا الصعيد.

وأضاف يرغن أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت على النقيض من سياسات التحول الطاقي للإدارات الديمقراطية، وهو ما أدى إلى فقدان الزخم في تطوير الطاقة المتجددة، مؤكدًا أن العودة للمنافسة مع الصين في هذا المجال تتطلب تحفيز القطاع الخاص وإعادة تنشيط البحث العلمي الصناعي.

النفط بين الاستثمار والنقص المحتمل

وفي حديثه عن أسواق النفط، قال يرغن إن الصورة قصيرة الأجل تبدو متقلبة، إذ تتباين التوقعات بين فائض في الإمدادات ونقص محتمل في الاستثمارات، مشيرًا إلى أن التحدي الحقيقي لا يكمن في الأسعار الحالية بقدر ما يكمن في ضمان التمويل الكافي لمشروعات التطوير المستقبلية.

وأضاف أن العالم بحاجة إلى نحو 540 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة سنويًا لتلبية الطلب المستقبلي على النفط والغاز، وهو ما يتجاوز بكثير مستويات الاستثمار في العقد الماضي.

وأوضح أن أي نقص في هذه الاستثمارات خلال السنوات الخمس المقبلة قد يؤدي إلى تقلبات حادة في الأسعار وإلى فجوات في الإمدادات، خصوصًا مع نمو الطلب في الاقتصادات الناشئة واحتياجات قطاع النقل والطيران.

خريطة طاقة جديدة

وبعد خمس سنوات على إصدار كتابه الشهير الخريطة الجديدة (The New Map)، قال يرغن إن ملامح النظام الطاقي العالمي تغيرت جذريًا، مضيفًا أن العالم أصبح اليوم أكثر ترابطًا وأكثر اضطرابًا في آن واحد.

وأشار إلى أن جائحة “كوفيد-19” ثم الحرب الروسية – الأوكرانية أعادتا صياغة مفهوم أمن الطاقة، وأظهرتا هشاشة سلاسل الإمداد العالمية.

وأوضح أن الحرب في أوكرانيا كانت أحد الأحداث المفصلية التي لم يكن أحد يتخيل وقوعها بتلك السرعة، لكنها غيّرت بشكل عميق النظام الاقتصادي والجيوسياسي العالمي، ودفعت الدول إلى إعادة التفكير في أمنها الطاقي وتنوع مصادرها.

وأضاف أن هذا الواقع الجديد فتح الباب أمام “سباق تكنولوجي” في مجالات الطاقة المتقدمة والتكنولوجيا العسكرية، ما جعل الابتكار أحد أعمدة الأمن القومي الحديث.

الذكاء الاصطناعي سيغير قواعد اللعبة

يرغن شدد على أن التكنولوجيا أصبحت المحرك الخفي لتحولات الطاقة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي سيغير قواعد اللعبة في مجالات الاستكشاف والإنتاج وتحليل البيانات واتخاذ القرار في شركات الطاقة الكبرى.

وقال إن “الذكاء الاصطناعي بات جزءًا من استراتيجية الطاقة الجديدة، تمامًا كما كانت الكهرباء في القرن العشرين”، لافتًا إلى أن الاعتماد على البيانات والتحليل الآلي سيسمح بخفض الانبعاثات وتحسين الكفاءة التشغيلية.

موازين جديدة للنفوذ العالمي

وفي ختام حديثه، أشار نائب رئيس “إس آند بي غلوبال” إلى أن العقد القادم سيشهد “إعادة رسم لخريطة النفوذ العالمي عبر بوابة الطاقة”، مؤكدًا أن التوازن بين الشرق والغرب سيعتمد على القدرة على الابتكار، وتأمين سلاسل الإمداد، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في إدارة موارد الطاقة.

وقال يرغن: “العالم يدخل مرحلة جديدة يتقاطع فيها الأمن والاقتصاد والطاقة. من يمتلك مفاتيح التكنولوجيا يمتلك التأثير.”