الرئيسية

آبار لحل أزمة مياه الأردن بعد وصولها إلى الخط الأحمر



تحديث لشبكات المياه الأردنية (أحمد عبده/فرانس برس)

تؤكد وزارة المياه الأردنية أن الوضع المائي تحت السيطرة، وأن عمليات تزويد المواطنين ومختلف القطاعات بالمياه مستمرة هذا الصيف، رغم النقص الحاد فيها نتيجة تراجع كبير في الهطول المطري في الموسم الأخير، ونضوب العديد من الآبار الجوفية والمصادر الطبيعية المختلفة، ولكنها في ذات الوقت لا تخفي حجم المشكلة التي تواجه البلاد، وربما تتفاقم خلال الفترة المقبلة. وحسب مصدر مطلع، لـ”العربي الجديد”، فإن الحكومة الأردنية تعمل على حفر آبار جوفية في عدة مناطق، وذلك لتعويض النقص نتيجة انخفاض منسوب المياه من آبار كانت عاملة بطاقة إنتاجية مجدية، لكنها انحسرت إلى حدود غير مسبوقة وكميات الضخ لا تغطي الحد الأدنى من المناطق التي توجد فيها.

من جانبهم، يؤكد خبراء ومسؤولون في قطاع المياه أهمية الإسراع في تعزيز مصادر التزود بالمياه، خاصة تنفيذ المشاريع الاستراتيجية الكبرى مثل الناقل الوطني الذي يقوم على تحلية المياه في منطقة العقبة جنوباً، وجرها إلى وسط الأردن وشماله للحد من النقص الشديد في المياه لكافة الاستخدامات. ورغم اتفاقهم مع تصريحات وزارة المياه بقدرتها على التعامل مع مشكلة نقص المياه هذا العام، إلا أنهم يبدون المخاوف من تراجع في حصة الفرد من المياه في الأردن الذي أصبح دون خط الفقر المائي بكثير، ووصل إلى مرحلة الخط الأحمر.

مساعد وكيل وزارة المياه الأردنية والناطق باسمها، عمر سلامة، قال لـ”العربي الجديد”، إن العجز المائي للأردن في الصيف الحالي ارتفع بوضوح نظراً لتراجع الهطول المطري الذي يغذي المياه الجوفية والسدود، مشيراً إلى أنه رغم ذلك فقد اتبع الأردن خطة متكاملة تضمن استمرار عمليات التزود بالمياه والحد من مشكلة نقصها قدر المستطاع. وأشار إلى أن الموسم المطري لم يتجاوز نسبة 35% وبلغ مخزون السدود نحو 50% إلا أنه انخفض مؤخراً ليصل إلى الخط الأحمر، وهذا يوجب أهمية التعامل بحذر مع ملف المياه خلال الفترة المقبلة، بما يضمن توفر المياه وعدم انخفاض حصة الفرد والقطاعات المختلفة، خاصة الزراعة.

وقال إن هناك العديد من المشاريع التي يجري تنفيذها للحد من مشكلة نقص المياه، ومن ذلك استكمال إجراءات تنفيذ مشروع الناقل الوطني للمياه، بحيث تركَّب وحدات تحلية في ميناء العقبة الواقع على البحر الأحمر وجرها إلى مختلف المناطق.
وكان وكيل وزارة المياه الأردنية هشام الحيصة، قد أكد خطورة الوضع المائي في بلاده العام الحالي نتيجة لتراجع الهطولات المطرية وتدني ضخ المياه الجوفية، ما استدعى وضع طوارئ للتعامل مع هذه التحديات، بما يضمن توفير المياه للمواطنين والقطاع الزراعي قدر المستطاع.

ويعاني الأردن في الأصل عجزاً مائياً شديداً، حسب تصريحات سابقة لوزير المياه، رائد أبو سعود، والذي قال إن العجز المائي ارتفع إلى حوالي 400 مليون متر مكعب سنوياً، حيث تراجعت المصادر المائية وإجمالي المياه المتوفرة من جميع المصادر التي تقدر بنحو 1115 مليون متر مكعب، منها نحو 510 ملايين متر مكعب للاستخدامات البلدية، و570 مليون متر للاستخدامات الزراعية والحيوانية، ونحو 35 مليون متر مكعب للاستهلاك الصناعي، إضافة إلى الاستخدامات الأخرى.