التقى مستشار الأمن القومي السويسري غابرييل لوشينغر، الذي تتولى بلاده رعاية المصالح الأميركية في إيران، نظيره الإيراني علي لاريجاني، الأربعاء، في طهران، وأجرى معه مباحثات. وبحسب وكالة “تسنيم” الإيرانية المحافظة، فقد جرى في هذا الاجتماع بحث وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية المهمة والملف النووي. وأفاد المصدر ذاته أنه تقرّر، نظراً لأهمية موضوع المفاوضات، أن يقوم الطرف السويسري، بعد إجراء محادثات مع الأطراف الأخرى، بوضع نتائجها في متناول الجانب الإيراني.
كما نقلت وكالة “تسنيم” عن مصدر إيراني مطّلع قوله إنّ التواصل بين إيران والدول الأوروبية الثلاث “لم ينقطع، وهو قائم بشكل مباشر، وإن الرسائل بين الجانبين تُنقل بشكل مستمر”. وأكد المصدر أنّ المشاورات والمباحثات حول تفعيل آلية العودة التلقائية للعقوبات، المعروفة بـ”سناب باك”، ما زالت مستمرة، و”لا يمكن الجزم بما سيتخذه الأوروبيون من قرارات نهائية”.
وفي سياق متصل، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأربعاء، محادثات هاتفية مع نظيره الإيراني ومع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بشأن الملف النووي الإيراني وقطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، إنّ عبد العاطي أكد، خلال مباحثاته مع ويتكوف، موقف مصر الداعي إلى خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، وأنه لا حلول عسكرية لهذا الملف ولا لغيره من أزمات المنطقة، مشيراً إلى الاتصالات التي تجريها القاهرة للعودة إلى المسار التفاوضي بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وبحسب بيان وزارة الخارجية الإيرانية، فإن عباس عراقجي وعبد العاطي عبّرا، خلال هذه المحادثة، عن قلقهما البالغ إزاء استمرار الإبادة الجماعية في غزة، و”أدانا بشدة المخطط غير القانوني والإجرامي للكيان الصهيوني الرامي إلى الاحتلال العسكري لمدينة غزة وتهجير سكانها قسراً”، مشددين على ضرورة الوقف الفوري للإبادة الجماعية، والسماح بالدخول العاجل للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
كما أشار وزير الخارجية الإيراني إلى الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المقرر عقده الأسبوع المقبل في جدة، بناءً على طلب رسمي من إيران وعدد من الدول الأعضاء، لبحث تطورات فلسطين وقطاع غزة، واعتبر أن هذا الاجتماع “فرصة لتنسيق المواقف واتخاذ إجراءات عملية لمساندة الشعب الفلسطيني المظلوم، ومواجهة السياسات العدوانية للكيان الصهيوني، وخاصة المشروع الخطير المسمّى “إسرائيل الكبرى” الهادف لاحتلال الأراضي الإسلامية والعربية”.