الرئيسية

اجتماع أفغاني صيني باكستاني في كابول: "تجاهل" هواجس إسلام أباد



وزراء خارجية باكستان والصين وأفغانستان، 20 أغسطس 2025 (إكس)

عُقد في العاصمة الأفغانية كابول، يوم الثلاثاء، الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية الصين وباكستان وأفغانستان، وذلك ضمن سلسلة الاجتماعات التي تهدف إلى “تعزيز التعاون الاستراتيجي والاقتصادي” بين الدول الثلاث، وهو الاجتماع السادس من نوعه حتى الآن.

وقال الناطق باسم الخارجية الأفغانية ضياء تكل، في بيان صحافي، إن وزير الخارجية الأفغاني، الملا أمير خان متقي، أكد في كلمة له في الاجتماع أن التعاون الثلاثي “يتيح الفرصة لتطوير هذه المنطقة وتحسين أوضاعها”، مؤكداً أن “هناك فرصاً اقتصادية كثيرة، وبالتالي فإن أفغانستان تتطلع إلى العمل المشترك مع الصين وباكستان من أجل الاستفادة من تلك الفرص لصالح المنطقة بأسرها”. كما صرّح تكل بأن الاجتماع تطرّق إلى العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والتجارية التي وعدت الدول بالعمل على تطويرها، وتوصّل الاجتماع إلى أن هناك تقدماً ملموساً. وقالت الخارجية الأفغانية، في بيان لها، إنه بالإضافة إلى الاجتماع الثلاثي، عُقد اجتماع مهم بين وزيري الخارجية الصيني وانغ يي، والأفغاني أمير خان متقي، حيث ناقشا “ملفات محط الاهتمام المشترك للبلدين في كل المجالات”.

وجاء في البيان أن الوزير الأفغاني شدّد خلال لقائه بنظيره الصيني على أن “أفغانستان دائماً تعتبر الصين شريكاً استراتيجياً مهماً، وتولي اهتماماً كبيراً بعلاقاتها معها، كما أنها ترغب وتعمل من أجل تقوية التعاون معها في كل المجالات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية”، موضحاً أن التعاون بين بكين وكابول “سيقود المنطقة إلى الأمام نحو رفاهية واستقرار”. وذكر البيان أن الوزير الأفغاني قدّم مقترحات بلاده لنظيره الصيني بشكل كتابي لتطوير العلاقات والتعاون المشترك في مجالات الطاقة والتجارة والموارد الطبيعية والنظام البنكي وغيرها، وشدّد على أن “أفغانستان لن تسمح لأي جهة باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة مجاورة أو غير مجاورة”.

من جانبه، قال الوزير الصيني إن بلاده تشيد بالتطورات الكبيرة التي تشهدها أفغانستان في المجالين التجاري والاقتصادي، وإن بكين “ترحب بانضمام كابول بشكل رسمي إلى مشروع الممر التجاري الباكستاني الصيني الذي يربط الصين بدول آسيا الوسطى”. كما أكّد الوزير أن الصين “تعمل على تطوير المستوى التجاري والاستثماري مع أفغانستان، وتعمل على المساهمة في تعدين المناجم واستخراج الموارد الطبيعية”، مشيراً إلى أن “التعاون السياسي بين الدولتين على رأس الأولويات”.

كذلك، قال الناطق باسم طالبان، حمد الله فطرت، في بيان صحافي مقتضب، إن الوزير الصيني عقد أيضاً اجتماعاً مع رئيس الوزراء، الملا محمد حسن أخوند، وإن الأخير رحّب بزيارة الوزير الصيني وطلب منه الاستمرار في التعاون مع أفغانستان في المجال السياسي، كما شكر حسن الوزير الصيني على ما قدمته بكين من دعم سياسي لكابول على المنابر الدولية.

في باكستان: الاجتماع لم يحقق النتيجة

من جهتها، قالت الخارجية الباكستانية إن وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، بالإضافة إلى مشاركته في الاجتماع الثلاثي، أجرى لقاءً ثنائياً مع نظيره الأفغاني الملا أمير خان متقي، وأكد أن هناك “تحسناً ملحوظاً في العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدولتين، وأن اللقاءات والمشاورات الأخيرة بين المسؤولين في البلدين لها نتائج إيجابية في بعض المجالات”.

ووفق البيان، فقد أعرب الوزير الباكستاني عن خيبة أمله بسبب “عدم إحراز تقدم كبير في المجال الأمني”، وقال إن طالبان الباكستانية وجيش تحرير بلوشستان وفرع الانتحاريين فيه “مجيد بريغيد” كثّفوا عملياتهم في الآونة الأخيرة، وإنهم يستخدمون الأراضي الأفغانية للتخطيط والإيواء. من جانبه، جدّد الوزير الأفغاني موقف بلاده بأنها “لن تسمح لأي جهة باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة في المنطقة أو في العالم”.

واعتبر المقرّبون من الحكومة الباكستانية والجيش من إعلاميين وساسة أن “الاجتماع بلا نتائج، لأن الهدف الأساسي لباكستان هذه المرة كان ممارسة الضغط على طالبان، كي تقوم بعمل جاد ضد طالبان الباكستانية”، وأن تلعب الصين دورها بهذا الخصوص، لكن ذلك الموضوع لم يجر التطرق إليه في الاجتماع الثلاثي، كما لم يذكره الجانب الصيني في الاجتماع الثنائي بين وزيري خارجية أفغانستان والصين.

أما خلال الاجتماع الثنائي بين وزير الخارجية الباكستاني والأفغاني، فقد شدّد أمير خان متقي على أن الملف الأمني “ملف داخلي لباكستان، وعليه فإن إسلام أباد أَولى أن تعمل في الداخل”، مؤكداً أن موقف كابول “هو الموقف نفسه السابق: لن تسمح لأي جهة باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة”.