الرئيسية

إيذاء النفس واتهامات كاذبة.. حيل اللاعبين لإجبار الأندية على بيعهم



ماكليلي كان يسعى للرحيل عن سيلتا فيغو لريال مدريد (العربي الجديد/Getty)

يلجأ بعض اللاعبين إلى حيل مختلفة لإجبار الأندية على بيعهم، عندما يرغبون في خوض تجربة جديدة أو الانتقال إلى نادٍ أو دوري أفضل، فلا يتردّدون أحياناً في التلويح بإيذاء النفس أو إطلاق اتهامات كاذبة تخدم مساعيهم في الرحيل. وغالباً ما تُفضي هذه الأساليب إلى أزمات حادّة تُوتّر العلاقة بين اللاعب والنادي، وتحوّل المفاوضات إلى مواجهة شديدة قد تُفشل الصفقة إذا تمسّك كل طرف بمطالبه.

وكشفت صحيفة ماركا الإسبانية، الأربعاء، عن قائمة تضم أغرب الحِيَل التي استخدمها لاعبو كرة القدم للرحيل عن أنديتهم، وكان أحدثهم لاعب ليغانيس، خوان كروز، الذي يرفض اللعب في دوري الدرجة الثانية الإسبانية. ومع تمسّك ناديه بالحصول على عشرة ملايين يورو مقابل التخلي عنه، لجأ اللاعب إلى خطوة غير مألوفة في عالم الكرة، بطلب إجازة أبوة للبقاء إلى جانب مولوده المنتظر، في محاولة جديدة للضغط على إدارة الفريق للسماح له بالمغادرة.

حنين الشواطئ

وعرف برشلونة واحدة من أزماته الكبيرة في صيف 1994 بسبب نجمه البرازيلي روماريو، الذي اشتهر دائماً بتصرّفاته غير المتوقعة. فبعد تألقه في كأس العالم، رفض العودة إلى الفريق مبرّراً ذلك بحاجة ماسة إلى عطلة أطول، ليحصل على ثلاثة أسابيع إضافية من الراحة، مشيراً إلى حنينه لشواطئ البرازيل. ولم يدم الأمر طويلاً، إذ قرر في يناير/كانون الثاني 1995، وبعد الانتصار الساحق بخماسية نظيفة على ريال مدريد، وضع حد لتجربته في “كامب نو” والعودة إلى بلاده عبر بوابة فلامنغو.

لن أسافر

لم يكن دييغو كوستا اللاعب الوحيد الذي لجأ إلى التمرّد للضغط على ناديه، حين رفض العودة إلى تشلسي ليحصل في النهاية على فرصة الرجوع إلى أتلتيكو مدريد. فعلى النهج نفسه، قاطع عثمان ديمبيلي تدريبات بوروسيا دورتموند ليفرض انتقاله إلى برشلونة، فيما أبدى غاريث بيل الموقف ذاته لمّا كان ريال مدريد يسعى لضمه. وحتى لوكا مودريتش لم يتردد في اتباع الأسلوب نفسه مع توتنهام، حين امتنع عن المشاركة في جولة تحضيرية، في خطوة فسّرها الجميع بأنها رغبة صريحة في الرحيل.

رشق السيارة

وبلغت حِيَل بعض اللاعبين لفرض انتقالهم مستويات غير مسبوقة، كما حدث مع النجم الفرنسي كلود ماكليلي، حين كان يسعى للرحيل عن سيلتا فيغو باتجاه ريال مدريد. فقد لجأ اللاعب إلى رشق سيارته بالحجارة لإيهام الجميع بتعرضه لاعتداء، قبل أن يتقدّم مع وكيله بشكوى كاذبة لدى الشرطة ضد مشجعي النادي، في محاولة مثيرة للجدل لدفع الإدارة إلى تسريحه.

هدف على المرمى

ولم يسلم تشلسي هو الآخر من تصرفات مثيرة للجدل، بعدما صدم مدافعه الفرنسي ويليام غالاس جماهير النادي بخلافاته الحادة مع المدرب جوزيه مورينيو، والتي دفعته إلى التشبث بالرحيل بأي ثمن. وبلغ التوتر حداً جعل وسائل الإعلام تتحدث عن تهديد اللاعب بتسجيل هدف في مرمى فريقه عمداً، قبل أن تُحسم القصة بانتقاله إلى أرسنال بعد أسابيع من الشد والجذب، مع تأكيده لاحقاً أن تلك التهديدات لم تكن حقيقية.

شكوى البرد من بعض اللاعبين

شكّل المهاجم الكولومبي فاوستينو أسبريلا إحدى ركائز خط هجوم بارما في فترة تألقه، غير أن مسيرته مع النادي الإيطالي توقفت بشكل مفاجئ بعدما برّر رغبته في الرحيل بسبب برودة الطقس الشديدة. حجة بدت غريبة في عالم كرة القدم، لكنها تحولت إلى مبرر حاسم أنهى تجربته في الكالتشيو.

اللغة والثقافة

لم يكن تبرير الرحيل دائماً مرتبطاً بالأجواء الرياضية، إذ اختار الأرجنتيني كارلوس تيفيز عام 2011 أسباباً لغوية وثقافية لإعلان رغبته في مغادرة مانشستر سيتي، مؤكداً أنه “لا يفهم اللغة”، وأنه لم يعتد المطبخ البريطاني. وزاد التوتر حين رفض الانخراط في عمليات الإحماء خلال مواجهة فريقه أمام بايرن ميونخ في ألمانيا، ما عمّق خلافه مع النادي وأشعل الجدل حول مستقبله.

تعلّم الصينية

وجد المهاجم البرازيلي هالك نفسه محط أنظار أندية الدوري الصيني أثناء فترة لعبه مع زينيت سان بطرسبورغ، بعدما تلقى عرضاً مالياً ضخماً، غير أن اللاعب اختار تبريراً بعيداً عن لغة الأرقام، وأكد أن دافعه للانتقال هو رغبته في أن يتعلم أطفاله اللغة الصينية، وتجاهل الحديث عن القيمة الفلكية للصفقة التي كانت الدافع الحقيقي في نظر كثيرين.

التهديد بالأذية

ولم يتردد ديميتري باييت في تجاوز كل الخطوط الحمراء حين أراد مغادرة وست هام، إذ وجّه تهديداً صريحاً وصادماً للإدارة بقوله “إذا لم تبيعوني، فسأمزّق أربطتي الصليبية. لدي الحق في اختيار مستقبل”. تصريح أثار جدلاً واسعاً في إنكلترا، وكشف حجم إصرار النجم الفرنسي على العودة إلى الدوري المحلي عبر بوابة أولمبيك مرسيليا.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تزايدت الأخبار عن توتر العلاقات بين اللاعبين وأنديتهم، كما حدث مع لوكمان في أتالانتا وإيزاك في نيوكاسل، لكن رغم اختلاف المبررات وتنوع وسائل الضغط، فإن أياً منهم لم يلجأ إلى خطوة غير مألوفة مثل طلب إجازة أبوة، التي جعلت من حالة خوان كروز سابقة نادرة في عالم كرة القدم.