الرئيسية

كيف يشتري نادي زينيت لاعبين في خضم الحرب ولماذا يستهدف البرازيل؟



يشارك زينيت في الدوري والكؤوس المحلية فقط (العربي الجديد/Getty)

مرت ثلاث سنوات ونصف السنة على اندلاع الحرب، بعد غزو روسيا أوكرانيا، لكن يبدو أن نادي زينيت سان بطرسبرغ لم يتأثر بشكل كبير بهذا الواقع. ففي سوق الانتقالات الحالية، أنفق النادي الروسي نحو 32 مليون يورو للتعاقد مع جيرسون (28 عاماً) من فلامينغو، والأرجنتيني رومان فيغا (28 عاماً)، من أرجنتينوس جونيورز.

وبحسب تقرير موقع قناة “تي واي سي” الأرجنتينية، فإنه رغم الصعوبات المرتبطة بالحرب، فإن زينيت ظل الوجهة الجاذبة للاعبين من أميركا الجنوبية، بفضل قوته المالية الكبيرة التي تمكنه من تقديم عقود مغرية، حتى في ظل النقص، الذي تسببه الصراعات العسكرية.

أسباب القوة الاقتصادية لنادي زينيت واستهدافه البرازيل

من المهم الإشارة إلى موقع مدينة سان بطرسبرغ الجغرافي، الذي يبعد أكثر من 1800 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية، ما يوفر جودة حياة أفضل مقارنة بالمناطق القريبة من مسرح الحرب. كما تصنف المدينة بين أكثر المدن جاذبية في روسيا، من ناحية السياحة والراحة المعيشية.

ومع تعليق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نشاط الأندية الروسية في 2022، فإن زينيت يشارك فقط في الدوري والكؤوس المحلية. وحقق النادي الروسي إنجازات كبيرة على المستوى القاري في القرن الحادي والعشرين، مثل الفوز بالدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي عام 2008 على مانشستر يونايتد بقيادة أليكس فيرغسون (83 عاماً). ويعتبر النادي الأكثر تتويجاً في روسيا، إلى جانب سبارتاك موسكو، فكلاهما حاز 10 ألقاب محلية.

عقود مغرية وجذب اللاعبين الجدد

جذبت العقود الضخمة، التي يقدمها زينيت سان بطرسبرغ، لاعبين من البرازيل، مثل دوغلاس سانتوس ونينو وروبرت رينان وجيرسون وويندل ولويز هنريك، إضافة إلى الأرجنتينيين: رومان فيغا ولوسيان، وقد سبق للنادي التعاقد مع أسماء كبيرة مثل هالك ومالكوم وأرتور ولياندرو بارديس، وسيباستيان دريوسي قبل الحرب. ويعود سر القوة المالية للنادي إلى “غازبروم”، وهي واحدة من كبريات شركات الغاز الطبيعي في العالم، إذ إنها الراعي الرسمي للنادي، التي تضمن استمراره، وعدم فقدانه قيمته.

التركيز على سوق أميركا الجنوبية

على الرغم من الصعوبات التي تسببها العقوبات الأوروبية، وجعلت من الصعب التعامل مع أندية القارة العجوز، فإن النادي الروسي فضّل التركيز على سوق أميركا الجنوبية، خصوصاً البرازيل والأرجنتين، كونها توفر فرصة للاعبين لتحقيق قفزات اقتصادية مغرية.

كما تقل الضغوط الجماهيرية في الدوري الروسي، مقارنة بالبطولات اللاتينية، ويتيح النظام المحلي للنادي تسجيل 13 لاعباً أجنبياً (تسعة في الملعب)، ما يسهّل جذب المواهب. ومع ذلك، رفض بعض اللاعبين العروض المغرية، مثل الكولومبي ريتشارد ريوس (25 عاماً) من بالميراس، والأرجنتيني رودريغو غارو (27 عاماً) من كورينثيانز، والبرازيلي ويسلي من فلامينغو (20 عاماً)، رغم عرض 25 مليون يورو، من أجل ضم كل لاعب منهم.

المنافسة المحلية والوضع الحالي

على صعيد المنافسة المحلية، فقد أزاح فريق كراسندار، النادي الشاب الذي تأسس قبل 17 عاماً، هيمنة زينيت سان بطرسبرغ بعد تتويجه بلقب الدوري الموسم الماضي، إثر ستة ألقاب متتالية. ورغم ذلك، يواصل زينيت تعزيز صفوفه والسعي لتجاوز سبارتاك موسكو في عدد البطولات، ليبقى وجهة جاذبة للاعبين الشباب من أميركا الجنوبية الراغبين في اختبار قدراتهم بالدوري الروسي، والتمهيد لقفزات مستقبلية في كرة القدم العالمية.