الرئيسية

الصفدي يحذر من التبعات الكارثية لسياسات إسرائيل العدوانية والتوسّعية



الصفدي ولافروف يصلان إلى مكان الاجتماع في موسكو، 20 أغسطس 2025 (فرانس برس)

حذّر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، من التبعات الكارثية على الأمن الإقليمي والدولي للسياسات العدوانية والتوسّعية الإسرائيلية التي تتبدى إمعانًا في العدوان على غزة، وقتلًا لفرص تحقيق السلام في الضفة الغربية المحتلة واعتداءات واحتلال لأراضٍ سورية ولبنانية.

وبحسب وزارة الخارجية الأردنية، بحث الصفدي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء في موسكو، سبل تعزيز التعاون بين البلدين، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وضرورة تكثيف جهود التوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الكافية والفورية إلى القطاع الذي يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة سببها ويفاقمها العدوان. وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف، إنهما بحثا العدوان الإسرائيلي على غزة، والكارثة الإنسانية التي يسببها، مضيفًا: “نحن نثمّن موقف روسيا الداعي إلى التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإلى إدخال المساعدات إلى غزة”.

وشدّد على أن الأردن مستمر في الجهود من أجل وقف هذا العدوان، ووقف المجازر التي يسببها، ووقف الكارثة التي تتفاقم يومًا بعد يوم جراء استمرار إسرائيل في حربها على غزة، وحصارها اللاإنساني للقطاع، وأن هذه الكارثة يجب أن تتوقف. وقال: “نحن ندعم الجهود التي تقوم بها مصر ودولة قطر والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاقية تبادل تفضي إلى وقف دائم وفوري، ونؤكّد ضرورة تجاوب إسرائيل مع هذه الجهود، حتى نحصل على هدنة تتيح لملمة الجروح، وتسمح بدخول المواد الغذائية التي ستنقذ الأطفال الذين يموتون من أجل عدم توفر غذائهم وحليبهم ودوائهم، وتأخذنا باتجاه الحديث العملي عن حلول سياسية تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وتابع الصفدي: “ثمّة طرح عربي واضح موجود على الطاولة منذ عام 2002، إننا نريد أن نصل إلى سلام دائم على أساس إنهاء الاحتلال وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الحرية والدولة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، لكن مقابل هذا الطرح، ثمّة مشروع دماري يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) لإبقاء المنطقة رهينة الصراع ورهينة الأزمة، ونرى تبديات هذا المشروع في استمرار العدوان على غزة، وفي تجويع الفلسطينيين، وفي محاولات تهجيرهم، وهو ما نرفضه بالمطلق. نراه أيضًا يتبدى في الضفة الغربية، حيث يستمر الاستيطان، وتستمر مصادرة الأراضي، ويستمر حصار السلطة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتستمر الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين، وبالتالي تقتل كل فرص تحقيق السلام في المنطقة، ونرى هذا المشروع الدماري الذي تقوده الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، في لبنان، حيث تستمر إسرائيل في اعتداءاتها على لبنان، في خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أخيرًا، ونراه أيضًا في سورية، التي ندعم جميعًا أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها، في الاعتداءات الإسرائيلية على الأرض السورية، والعبث الإسرائيلي بالشؤون الداخلية السورية، ما يدفع باتجاه المزيد من التأزيم”.

وقال الصفدي إن الأردن يقف بالمطلق إلى جانب سورية في عملية إعادة البناء، التي تضمن وحدتها وأمنها وسيادتها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وأكد أن المنطلق الأساس هو أن الأردن يقف بالمطلق مع إعادة بناء الدولة السورية على الأسس التي تضمن أمن سورية ووحدتها واستقرارها وسيادتها، وحقوق كل مواطنيها وسلامتهم، لأن “نجاح سورية نجاح للمنطقة، وفي استقرار سورية استقرار للمنطقة، ومصلحة لنا في الأردن وفي كل الدول العربية”.

وفي ما يتعلق بالجنوب السوري، قال الصفدي: “الأمن والاستقرار ضرورة لأمننا واستقرارنا. فهو عمقنا، واستضافت المملكة أكثر من اجتماع، آخرها اجتماعان خلال الشهر الماضي حول الأوضاع في الجنوب، وتحديدًا حول الأحداث المأساوية التي شهدتها محافظة السويداء، ونعمل مع الحكومة السورية ومع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى حل على أساس أن كل الأرض السورية تبقى موحدة، وأن محافظة السويداء جزء من سورية كانت ويجب أن تبقى، وعلى أن سكان المحافظة مكوّن أصيل من الشعب السوري ويجب أن يبقى وأن يحظى بالأمن والاستقرار والحقوق كافة، مواطنون سوريون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم”.

وقال الصفدي: “إن العبث الإسرائيلي والتدخلات الإسرائيلية هي التي دفعت، وتدفع باتجاه الأزمات، وتدفع باتجاه المزيد من التوتر واللااستقرار في سورية، ويجب أن يتوقف هذا العبث الإسرائيلي. ويجب أن تحترم إسرائيل أمن سورية وسيادتها ووحدتها، وأن تحترم أن لا حق لها في التدخل في الشأن الداخلي السوري”. وتابع: “نحن مستمرون في العمل مع كل شركائنا، من أجل إنهاء الأزمة في الجنوب السوري، من أجل إدخال المساعدات، من أجل تثبيت الأمن والاستقرار، ومن أجل أن تكون سورية كلها شمالها وجنوبها آمنة مستقرة لمواطنيها كل الحقوق. وجهودنا مستمرة بالتعاون مع الحكومة السورية”.

من جهة أخرى، وقّع الصفدي ولافروف اتفاقية إلغاء متطلبات تأشيرات الدخول  لمواطني الأردن وروسيا، التي ستسهم في تعزيز الحركة السياحية بين البلدين، وتطوير مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما.

بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا تولي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات مع الأردن، الأمر الذي تجلى في توقيع اتفاقية الإلغاء المتبادل لمتطلبات التأشيرة لمواطني البلدين، بما ينعكس على تكثيف التدفق السياحي، والتزايد في زيارات رجال الأعمال بين البلدين.

وأكّد لافروف تطابق المواقف الروسية الأردنية حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخصوصًا ما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية، مشدّدًا على ضرورة التوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار في غزة، وتنفيذ اتفاقية تبادل، وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع من خلال تكثيف التعاون مع الأردن في إيصال المساعدات إلى القطاع عبر المنظمات الأممية العاملة هناك. وأشار لافروف إلى أن روسيا تعمل مع الأردن ودول أخرى على التوصل إلى اتفاق تسوية للقضية الفلسطينية من خلال استئناف المفاوضات وتكثيف الجهود الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وفق قرارات الشرعية الدولية، الأمر الذي يضمن الحصول على استقرار للوضع في المنطقة.