“نيكاب” في مهرجان كباريه فير الفرنسي، 17 أغسطس 2025 (فرانسوا ناسيمبيني/ فرانس برس)
من المقرر أن يمثل أحد أعضاء فرقة الراب الأيرلندية “نيكاب” (Kneecap) أمام المحكمة، اليوم الأربعاء، بتهمة تتعلق بالإرهاب، على خلفية اتهامه بدعم “حزب الله”. وُجِّهت إلى ليام أوهانا، البالغ من العمر 27 عاماً ويؤدي تحت الاسم الفني “مو شارا”، التهمة في مايو/أيار الماضي بعد رفعه علم “حزب الله” خلال حفل موسيقي أقيم في لندن في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأكّد مسؤول قضائي أن جلسة الاستماع في محكمة ويستمنستر الابتدائية وسط لندن ستتناول مرافعات قانونية حول ما إذا كانت التهمة قد سقطت بالتقادم، إذ يُفترض أن تكون خارج المهلة الزمنية المحددة بستة أشهر. ومنذ حظر “حزب الله” في المملكة المتحدة عام 2019، بات يُعتبر جريمة قانونية إظهار الدعم لها. وتصدرت فرقة “نيكاب” عناوين الصحف في الأشهر الأخيرة بسبب مواقفها المعلنة ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
اتهامات مثيرة للجدل
شهدت المحكمة في يونيو/حزيران الماضي تجمع مئات المعجبين الذين هتفوا خارج قاعة ويستمنستر عندما مثُل أوهانا لأول مرة أمام القضاء.
وأشار المدعي العام مايكل بيسغروف، خلال الجلسة السابقة، إلى أن القضية “لا تتعلق بموقف السيد أوهانا من الشعب الفلسطيني أو بانتقاداته لإسرائيل”. وأضاف: “له كامل الحق في التعبير عن آرائه وإظهار تضامنه”، لكنه أوضح أن القضية تتمحور حول ارتداء أوهانا وعرضه “علم حزب الله، وهو منظمة إرهابية محظورة”.
من جانبها، أكدت فرقة “نيكاب” أن الفيديو الذي استُند إليه لتوجيه الاتهام اقتطع من سياقه.
تأتي الجلسة في محكمة ويستمنستر، وسط لندن، وسط جدل متصاعد حول المنظمات المحظورة. فقد اعتقل أكثر من 700 شخص، معظمهم خلال تظاهرات، منذ حظر مجموعة “العمل من أجل فلسطين” (Palestine Action) في أوائل يوليو/تموز بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 2000. دخل قرار الحظر على “العمل من أجل فلسطين” حيّز التنفيذ بعد أيام قليلة من إعلانها المسؤولية عن اقتحام عدد من ناشطيها قاعدة “بريز نورتون” وإلقائهم طلاء أحمر على طائرات عسكرية، في سلوك احتجاجي وصفه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأنه “عمل تخريبي مشين”. كما ساهمت الحركة في إغلاق عدد من مصانع شركة إلبيت، التي تُعد من أكبر المصدرين للطائرات المسيّرة المستخدمة في حملات الإبادة الجماعية في غزة، ما أدى إلى تعطيل عمل هذه المصانع وإخراجها من الخدمة. ويُعاقَب من يدعم منظمة محظورة بالسجن لفترة تصل إلى 14 عاماً.
تأسست فرقة “نيكاب” عام 2017، ومنذ بداياتها ارتبط اسمها بالإثارة والجدل. فإلى جانب كلمات أغانيها المليئة بالإشارات إلى المخدرات، دخلت مراراً في صدام مع الحكومات البريطانية المحافظة السابقة، كما عبّرت علناً عن رفضها للسيادة البريطانية على أيرلندا الشمالية.
اكتسبت فرقة “نيكاب” شهرة كبيرة بعد إطلاق ألبومها الأول وفيلمها الحائز على جوائز والذي يحمل اسم الفرقة نفسه، وهو إعادة سرد خيالية لكيفية توحد الفرقة وكفاحها لإنقاذ اللغة الأيرلندية. تُعرف الفرقة بمواقفها السياسية الصريحة والمباشرة التي تثير الجدل في بعض الأوساط، خاصةً دعمها للقومية الأيرلندية وتأييدها القوي للقضية الفلسطينية ومعارضتها لإسرائيل وحرب الإبادة الجماعية على غزة.
وتعكس قاعدة الفرقة الجماهيرية الواسعة طبيعة الشهرة التي تمثل مضامين أغاني أعضائها المناهضة للمؤسسة، الأمر الذي أدى إلى إلغاء العديد من حفلاتهم هذا العام. وفي العام الماضي، فازوا بقضية تمييز ضد الحكومة البريطانية بعدما حاولت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوتش رفض منحهم منحة تمويل قدرها 14250 جنيهاً إسترلينياً عندما كانت وزيرة للأعمال.
وباتت “نيكاب” جزءاً من تحالفٍ أعلن عنه في يوليو/تموز الماضي لدعم الفنانين والموسيقيين الذين يواجهون حملات من مؤيدي إسرائيل بسبب مواقفهم المعارضة حربَ الإبادة المستمرة على غزة. وانضمت الفرقة إلى الموسيقي براين إينو وفرقتي ماسيف أتاك وفونتينز دي سي في التحالف الذي يهدف إلى “حماية الفنانين الناشئين من محاولات إسكاتهم أو التأثير على مسيرتهم الفنية” من قبل داعمي الاحتلال.