عامل أممي يقف وسط أنقاض مستودع مساعدات شمالي قطاع غزة، 10 مايو 2025 (فرانس برس)
دعت الأمم المتحدة، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يُوافق 19 أغسطس/ آب من كل عام، إلى حماية المدنيين وعمال الإغاثة بعد تسجيل رقم قياسي جديد في وفيات العاملين في المجال الإنساني عام 2024. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن “الرقم القياسي الجديد الصادم الذي بلغ 383 عامل إغاثة قُتلوا في عام 2024 يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار لحماية جميع المدنيين في النزاعات والأزمات، ولإنهاء الإفلات من العقاب”. وأضاف أن وفيات عمال الإغاثة ارتفعت بنسبة 31% مقارنة بعام 2023، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى الحرب المستمرة في غزة، حيث قُتل 181 عاملاً إنسانياً، بالإضافة إلى 60 في السودان.
وأشار المكتب إلى أن العنف ضد عمال الإغاثة تصاعد في 21 دولة خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق، وكانت الجهات الحكومية هي الأكثر مسؤولية عن هذه الهجمات. كذلك حذر من أن الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025 لم تُظهر أي مؤشرات على تراجع هذا الاتجاه المقلق، إذ قُتل 265 عامل إغاثة حتى 14 أغسطس/آب الجاري.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، أن “الهجوم على العاملين في المجال الإنساني هو هجوم على الإنسانية”، مؤكداً أنهم “شريان الحياة الأخير لأكثر من 300 مليون شخص محاصرين في الصراعات أو الكوارث”، ومحذراً من نفاد منابع تمويل هذا الشريان في ظل تزايد الهجمات على مقدمي المساعدات الإنسانية.
“لْنقلْ معاً بصوت واحد: إن الهجوم على العاملين في المجال الإنساني هو هجوم على الإنسانية. ولْنبادرْ إلى #العمل_من_أجل_الإنسانية.”
–في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، الأمين العام يؤكد على احترام العاملين في المجال الإنساني وحمايتهم وعدم استهدافهم على الإطلاق… pic.twitter.com/g5iyNwo9b9
— الأمم المتحدة (@UNarabic) August 19, 2025
وقال غوتيريس: “إن الخطوط الحمراء يجري تجاوزها دون أن ينال متجاوزوها أي عقاب”، مؤكداً أن “القواعد والأدوات موجودة، وأن ما ينقصنا هو الإرادة السياسية والشجاعة الأخلاقية”. وشدد على ضرورة “تكريم شهداء الواجب الإنساني باتخاذ إجراءات لحماية كل عامل في المجال الإنساني والاستثمار في سلامته، ووقف الأكاذيب التي تزهق الأرواح، وتعزيز المساءلة وتقديم الجناة إلى العدالة، وإنهاء تدفقات الأسلحة إلى الأطراف التي تنتهك القانون الدولي”.
اختطاف 125 عامل إغاثة
ووفقاً لتقرير “أوتشا”، فقد أصيب 308 من العاملين في المجال الإنساني، واختطف 125، بالإضافة إلى اعتقال 45 آخرين خلال عام 2024. وشدد المكتب على أن الهجمات على عمال الإغاثة وممتلكاتهم وعملياتهم تنتهك القانون الدولي الإنساني، وتقوّض شرايين الحياة التي تعين ملايين الأشخاص المحاصرين في مناطق الحروب والكوارث. ولفت إلى أن مجلس الأمن الدولي اعتمد القرار رقم 2730 في مايو/ أيار 2024، الذي أكد مجدداً التزام أطراف النزاع والدول الأعضاء بحماية العاملين في المجال الإنساني، ودعا إلى إجراء تحقيقات مستقلة في الانتهاكات. لكن مكتب أوتشا أضاف أن “غياب المساءلة لا يزال متفشياً”.
ويأتي اليوم العالمي للعمل الإنساني في ذكرى الهجوم على فندق القناة في بغداد عام 2003، الذي أدى إلى مقتل 22 عاملاً إنسانياً، بينهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق. ومنذ ذلك الحين، يسلط الضوء على أهمية ضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني حول العالم.