زبائن أمام متجر آبل في لندن، 12 سبتمبر 2022 (ليون نيل/Getty)
تخلّت بريطانيا عن مطالبتها شركة آبل بإنشاء “باب خلفي” يتيح الوصول إلى البيانات المشفرة المحمية الخاصة بمستخدمي سحابتها حول العالم، بحسب ما أعلنته مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد، الاثنين.
وقالت غوبارد على منصة إكس، إنها عملت طوال أشهر مع بريطانيا، إلى جانب الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس جي دي فانس، للتوصل إلى اتفاق. مع العلم أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في واشنطن، الاثنين، برفقة قادة أوروبيين آخرين للقاء ترامب ومناقشة الحرب الروسية على أوكرانيا.
ورفض متحدث باسم الحكومة البريطانية، الثلاثاء، التعليق على الاتفاق، لكنه قال إن بريطانيا لطالما عملت مع الولايات المتحدة للتصدي للتهديدات الأمنية، مع السعي في الوقت نفسه لحماية خصوصية المواطنين في كلا البلدين. أضاف: “سنواصل دائماً اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية على المستوى المحلي للحفاظ على سلامة المواطنين البريطانيين”. فيما لم ترد شركة آبل على الفور على طلب “رويترز” التعليق حول بيان غابارد.
وكان مشرعون أميركيون قد صرّحوا في مايو/ أيار الماضي بأن محاولة بريطانيا إجبار شركة آبل على إنشاء باب خلفي لبيانات المستخدمين المشفرة قد يجري استغلاله من قبل مجرمي الإنترنت والحكومات الديكتاتورية. فيما أكدت الشركة مراراً أنها لن تبني باباً مثل هذا، يتيح الوصول إلى خدماتها أو أجهزتها المشفرة، وطعنت في الأمر أمام محكمة صلاحيات التحقيق البريطانية.
وسحبت الشركة في فبراير/ شباط ميزة حماية البيانات المتقدمة من مستخدميها في بريطانيا عقب القرار البريطاني، التي تضمن لمستخدمي “آيفون” و”آيباد” وغيرها من أجهزة “آبل” ألّا يكون أحد سواهم قادراً على الوصول إلى بياناتهم المخزنة في السحابة، بما في ذلك الشركة نفسها.
وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا في وقت سابق من هذا العام إنهم يراجعون ما إذا كانت بريطانيا قد خرقت اتفاقاً ثنائياً بمطالبتها “آبل” بإنشاء باب خلفي يتيح للحكومة الوصول إلى النسخ الاحتياطية للبيانات في أنظمة التخزين السحابي المشفرة للشركة. وفي رسالة مؤرخة بتاريخ 25 فبراير/ شباط إلى المشرعين الأميركيين، أوضحت غابارد أن الولايات المتحدة كانت تحقق فيما إذا كانت الحكومة البريطانية قد انتهكت “قانون السحابة”، الذي يمنع أي طرف من إصدار مطالب بالحصول على بيانات مواطني الطرف الآخر.
وقال خبراء في الأمن السيبراني لوكالة رويترز إنه إذا اختارت “آبل” بناء باب خلفي لصالح حكومة ما، فإن هذا الباب سيُكتشف في نهاية المطاف وسيستغل من قبل قراصنة الإنترنت.