الرئيسية

الضفة الغربية | هجمات للمستوطنين واعتقالات في مناطق مختلفة



قوات الاحتلال في مخيم بلاطة في الضفة الغربية، 18 مايو 2025 (Getty)

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، منزلاً ومقهى في قرية بيت سيرا غربي رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لما أكدته مصادر محلية لـ”العربي الجديد”. وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية بيت سيرا برفقة جرافات، وهدمت منزلاً يعود للمواطن يحيى عنقاوي، ويقطنه نحو عشرة أفراد، كما جرى هدم مقهى يعود للمواطن عبد الرزاق الحاج.

وأوضحت المصادر أن الهدم كان بحجة وقوع المنزل والمقهى في منطقة مصنفة (ج) وفق اتفاقية أوسلو، وبحجة عدم الترخيص، علماً أن نحو 25% من منازل القرية تقع ضمن هذه المنطقة ومهددة بالهدم، غير أن المنزل الذي جرى هدمه اليوم يُعدّ حديث البناء، على خلاف أغلبية منازل القرية.

في سياق آخر، هاجم مستوطنون فجر اليوم الثلاثاء، منزل مواطن في بلدة ترمسعيا، شمالي رام الله، وأصابوا مواطنين برضوض. وأفاد المواطن عبد الله أبو عواد لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن مستوطنين من مستوطنة “شيلو” المقامة على أراضي البلدة، هاجموا منزله بالحجارة بعد منتصف الليل، واعتدوا بالضرب على نجله وشقيقه، ما أدى لإصابتهما برضوض، وقاموا بتكسير زجاج منزله.

في سياق آخر، نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، اقتحامات لمناطق مختلفة من الضفة الغربية، تخللتها مداهمات واعتقالات طاولت عدداً من الفلسطينيين. وقالت “وفا” إن قوات الاحتلال اعتقلت ستة فلسطينيين من طولكرم، بينهم ثلاث سيدات. وذكرت مصادر محلية للوكالة، أن قوات الاحتلال اقتحمت ضاحية ذنابة شرقي طولكرم، واعتقلت ليلى حسين الشيخ علي (48 عاماً)، ومنال توفيق عطية (44 عاماً)، وعلا سمير جبر “سروجي” (43 عاماً)، وعماد سمير جبر (39 عاماً)، وذلك بعد مداهمة منازلهم. كما اعتقلت الفلسطينيين ساهر العجمي وعلاء أبو خليل من منزليهما في بلدة عتيل شمالي المحافظة، في الوقت الذي اقتحمت فيه بلدتي باقة الشرقية وعلار، وداهمت عدداً من منازل الفلسطينيين، وقامت بتفتيشها وتخريب محتوياتها والتحقيق مع سكانها، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

ويأتي هذا التصعيد، تزامناً مع استمرار عدوان الاحتلال على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم 205 على التوالي، وسط الدفع بتعزيزات عسكرية ومواصلة الحصار على المخيمين ومنع سكانهما من الوصول إلى منازلهم. إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية لـ”وفا”، بأن قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت قرية بيت سيرا غربي رام الله، واعتقلت ثلاثة مواطنين بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها. كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من حي الطيرة بمدينة رام الله، أثناء مروره على حاجز عسكري قرب مدينة أريحا.

وفي سياق متصل، احتجزت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من قرية رمون شرق رام الله، وأخضعتهم لتحقيق ميداني قبل أن تطلق سراحهم، كما اقتحمت حي البالوع في مدينة البيرة، إضافة إلى بلدتي بيرزيت وكوبر شمالي رام الله، وسيّرت آلياتها العسكرية في شوارعهما. وفي قرية حارس غربي سلفيت، اعتقلت قوات الاحتلال الشقيقين ثائر ومحمد بسام شريف داود، بعد أن اقتحمت منزل ذويهما، وفتشته وخرّبت محتوياته.

وأفادت مصادر محلية بأن قوة عسكرية كبيرة داهمت البلدة، وانتشرت في أحيائها قبل أن تعتقل الشقيقين وتنقلهما إلى جهة مجهولة، وسط حالة من التوتر في صفوف الأهالي. وتشهد محافظة سلفيت بشكل متواصل اقتحامات واعتقالات ينفذها الاحتلال في عدد من بلداتها وقراها، في إطار سياسة ممنهجة تستهدف المواطنين وممتلكاتهم، حيث تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة الانتهاكات من مداهمات واعتقالات واستدعاءات، تزامناً مع اعتداءات المستوطنين على الأراضي الزراعية والطرق القريبة من المستوطنات.

إلى ذلك، شرع مستوطنون، اليوم الثلاثاء، بإقامة بؤرة استيطانية، على أراضي بلدة عقربا جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية بعدما نصبوا خياماً وكرافانات ورفعوا أعلام الاحتلال، على السفح الغربي لجبل قرقفة مقابل مدخل البلدة، بحسب ما أكدته مصادر محلية.

من جانب آخر، أكدت مصادر محلية أن مستوطنين شقوا، اليوم الثلاثاء، طريقا استيطانيا جديدا في قرية أم صفا شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، ما عزل أحد المنازل بشكل كامل عن القرية. فيما شق مستوطنون، اليوم الثلاثاء، طرقاً استيطانية في بلدة دير دبوان شرق رام الله، وفق مصادر محلية.

في موازاة ذلك، أصيب مواطن فلسطيني ونجله، اليوم الثلاثاء، بجروح إثر اعتداء عدد من المستوطنين عليهما بالضرب شرق مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، خلال تفقدهم أرضهم الزراعية في منطقة جالس قرب مستوطنة “كريات أربع” المقامة على أراضي الخليل.

على صعيد آخر، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان لها، اليوم الثلاثاء، بإجراءات دولية ملزمة لوقف استباحة المستوطنين للضفة الغربية. وقالت الخارجية الفلسطينية: “إن انتهاكات المستوطنين واعتداءاتهم وجرائمهم بحق أبناء شعبنا، وأرضهم وممتلكاتهم في الضفة الغربية، تأتي في ظل انفلاتهم من أي قانون، بل إمعانهم في استباحة الأرض الفلسطينية ومحاولة فرض سيطرتهم عليها بقوة السلاح وبحماية قوات الاحتلال”.

وأدانت الوزارة “إقدام جرافات الاحتلال على شق طرق استيطانية في بلدة دير دبوان والبلدات المجاورة، في استهداف يومي متواصل للمواطنين وأراضيهم في تلك المنطقة، بهدف تعميق الاستيطان الاستعماري فيها وتوسيعه”. وأكدت الخارجية الفلسطينية، أن جميع إجراءات الاحتلال أحادية الجانب غير قانونية ولا تمنحه أية شرعية أو حق، وذلك وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، مجددة مطالبتها باتخاذ إجراءات دولية حاسمة لحماية فرصة تطبيق حل الدولتين ووقف جرائم الإبادة والتهجير والتجويع والضم.

إدراج مستوطنين وكياناتهم في القائمة الوطنية للإرهاب

على صعيد متصل، أعلنت اللجنة الفلسطينية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، إدراج 15 اسماً جديداً من المستوطنين وكياناتهم (11 إرهابيا، و4 كيانات إرهابية) في القائمة الوطنية للإرهاب. وأكدت اللجنة في بيان لها، أن ذلك جاء في ظل التصاعد الخطير لإرهاب المستوطنين واعتداءاتهم على القرى والمدن الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية، واستغلال سلطات الاحتلال عدوانها المتواصل على قطاع غزة لتعزيز مشروعها الاستعماري غير الشرعي.

وأوضحت اللجنة، أن القرار جاء استجابةً لتزايد الجرائم الممنهجة التي يرتكبها المستوطنون، بما في ذلك ما يندرج ضمن أعمال إرهابية تتمثل في الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك، والممارسات الإجرامية ضد القرى والمخيمات الفلسطينية، مؤكدةً أن سلطات الاحتلال تمارس إرهاب الدولة المنظّم، إضافة إلى سياسة التهجير القسري والنقل غير الشرعي للمستوطنين إلى الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، وهو ما يشكل امتداداً لجريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وفق القانون الدولي.

وشددت اللجنة، على أنها ستقوم بتعميم الأسماء المدرجة على الدول الأخرى، داعية إلى إدراجها في قوائم الإرهاب، بما ينسجم مع الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب وتمويله. يشار إلى أن اللجنة الفلسطينية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن قد أُنشئت بموجب القرار رقم (39/2022) بشأن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعمل برئاسة النائب العام وعضوية ممثلين عن الجهات الرسمية والأمنية ذات الصلة.