نفط كردستان العراق، أربيل في 6 سبتمبر 2022 (الأناضول)
قال متحدث باسم شركة هانت أويل الأميركية الرائدة في مجال استكشاف وإنتاج النفط الجمعة، إن الشركة استأنفت عملياتها في إقليم كردستان بشمال العراق، وذلك بعد شهر تقريباً من هجوم بالطائرات المسيرة على حقل نفطي تديره الشركة في مدينة دهوك الكردية. وأضاف المتحدث وفقاً لوكالة رويترز، أن الشركة تتوقع عودة الإنتاج إلى طبيعته بنهاية هذا الشهر.
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب إعلانات مماثلة صدرت في الآونة الأخيرة عن شركات نفطية أخرى، منها شركة دي إن أو النرويجية التي أعلنت استئناف إنتاج النفط في حقول نفط كردستان التي تعرضت لهجمات بطائرات مسيرة الشهر الماضي. حيث قالت شركة (دي.إن.أو) النرويجية يوم الخميس، إنها استأنفت إنتاج النفط من حقلي طاوكي وبيشكابير في إقليم كردستان العراق، بعد توقفه الشهر الماضي بسبب هجمات بطائرات مسيّرة في المنطقة. وقفز سهم الشركة المدرجة في أوسلو 11.6 بالمائة في التعاملات الصباحية عقب الإعلان. كذلك أعلنت الشركة زيادة توزيعات الأرباح النقدية.
وقال مسؤولون في مجال الطاقة لرويترز الشهر الماضي، إن هجمات متكررة بطائرات مسيرة على حقول نفط في المنطقة أدت إلى خفض إنتاج الشركة وشركات أخرى بنحو 140 ألف برميل إلى 150 ألف برميل يومياً. وقالت الشركة في بيان مصاحب لتقرير نتائج الأعمال المالية للربع الثاني من العام: “بشكل تجريبي، استأنفت دي.إن.أو الإنتاج من حقل طاوكي في أوائل أغسطس/آب، بينما أعيد تشغيل حقل بيشكابير في وقت لاحق من الشهر”. وأشارت الشركة إلى أن تلك الهجمات لم تُوقع إصابات، بل أصابت معدات معالجة سطحية في بيشكابير وصهريجاً لتخزين النفط في طاوكي تضررت.
وأضافت الشركة أن الإصلاحات تتطلب شهوراً، لكنها رفعت إجمالي الإنتاج بصورة تجريبية إلى 55 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً، مقسمة بالتساوي تقريباً بين حقلي طاوكي وبيشكابير. وبلغ إنتاج الشركة من كردستان نحو 82100 برميل يومياً، من المكافئ النفطي في الربع الأول. وقالت الشركة، التي تمتلك حصة 75 بالمائة من رخصة طاوكي التي تضم الحقلين، إنها تهدف إلى زيادة الإنتاج من إقليم كردستان العراق إلى 100 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً على المدى الطويل. وتمتلك شريكتها جينيل إنرجي النسبة المتبقية البالغة 25 بالمائة.
وقالت شركة جلف كيستون بتروليوم، وهي شركة نفط كردية، في 13 أغسطس/آب إنها استأنفت الإنتاج في حقل شيخان، الذي تعرض أيضاً لهجمات بطائرات مسيرة. وزادت دي.إن.أو توزيعات الأرباح النقدية الفصلية إلى 0.374 كرونة نرويجية للسهم، بما يعني 35 مليون دولار ستدفع في سبتمبر/أيلول ارتفاعاً من 30 مليون دولار في الربع السابق.
ودعت الحكومة العراقية الثلاثاء الماضي، حكومة إقليم كردستان إلى إلزام الشركات النفطية الأجنبية العاملة في إقليم كردستان العراق بتسليم النفط الخام المنتج في حقول الإقليم وفق أحكام قانون الموازنة العامة الاتحادية وقرار الحكومة الإتحادية. كذلك قررت الحكومة العراقية خلال جلستها الأسبوعية التي عقدت برئاسة محمد شياع السوداني رئيس الحكومة الموافقة مبدئياً على تجديد العمل بقرارالحكومة الاتحادية بتمويل رواتب موظفي إقليم كردستان العراق لشهر يونيو/حزيران الماضي، بحسب بيان لرئاسة الحكومة.
ودعت إلى إستكمال عمل اللجان المختصة باحتساب حصة الإقليم من الخزينة العامة الاتحادية من إيرادات الإقليم غير النفطية وفق القانون خلال أسبوع وقيام حكومة الإقليم بتسديدها وفق آلية الاحتساب المعتمدة من قبل وزارة المالية الاتحادية وديوان الرقابة المالية الاتحادي. وما زال موضوع تصدير النفط الخام من حقول إقليم كردستان بإشراف شركة تسويق النفط العراقية “سومو” معلقاً منذ الربع الأول من عام 2023 بسبب خلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان والشركات الأجنبية بشأن تحديد كميات النفط المصدرة عبر خط الأنابيب العراقية – التركية إلى ميناء جيهان واحتساب مستحقات الشركات الأجنبية وكلف الإنتاج.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن العراق التوصل إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان في شمال البلاد لحل الخلافات بشأن صادرات الإقليم من النفط الخام. جاء ذلك تمهيداً لاستئناف صادرات الإقليم من النفط المتوقفة منذ أكثر من عامين، ما أدى إلى خسائر تقدر بـ25 مليار دولار، بحسب ما أعلنته حكومة الإقليم في يونيو/حزيران الماضي. ويُعد الاتفاق بمثابة انفراجة في الأزمة بين الحكومة الاتحادية والإقليم في ملف حقوق تحصيل عائدات الأخير من صادرات النفط، التي تسببت في 25 مارس/آذار 2023 في توقف تلك الصادرات.
(رويترز، العربي الجديد)