أضواء عيد الميلاد في الولايات المتحدة (أرشيف/العربي الجديد)
تواجه صناعة زينة عيد الميلاد في الولايات المتحدة، مع اقتراب موسم الأعياد، ضغوطًا مالية متزايدة نتيجة الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات، ولا سيما من الصين التي تُعد المورد الرئيسي للأشجار الاصطناعية والزينة. هذه الرسوم أضافت ملايين الدولارات من التكاليف غير المتوقعة، الأمر الذي يهدد برفع الأسعار بنسبة تصل إلى 20% ويضع تجار التجزئة أمام تحديات حادة في واحدة من أهم فترات البيع السنوية.
ففرض الرسوم الأعلى أضاف بالفعل ملايين الدولارات من النفقات غير المتوقعة في قطاع يطلب الأشجار الاصطناعية والزينة قبل أشهر من الموسم، وصناعة زينة عيد الميلاد تأمل ألا تُفسد رسوم دونالد ترامب عطلة الأعياد. الغالبية العظمى من أشجار عيد الميلاد الاصطناعية والأضواء والزينة الأخرى يتم استيرادها — في الغالب من الصين، وفقاً لوكالة “بلومبيرغ”.
في السياق، قال مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “فيليج لايتنغ كومبني” جاريد هندريكس، في ويست فالي سيتي، يوتا، إنه اضطر إلى أخذ خط ائتمان مرهونًا بمنزله ومكتبه للمساعدة في تغطية 1.5 مليون دولار من التكاليف الإضافية للرسوم.
وأضاف أن هذا هو العام الأكثر توترًا الذي مر به على الإطلاق، “وعلى مدى أكثر من عشرين عامًا مررنا بالكثير، وأنا أعمل الآن بالإيمان فقط أننا سنجد طريقة ما.” ومع توالي إعلانات ترامب المتغيرة بشأن الرسوم خلال فترة الشحن الحاسمة لهذه الصناعة، قال مديرون من جميع أنحاء البلاد إنهم اضطروا إلى إلغاء الشحنات، وخفض الطلبات، وتسريح العمال لدفع الرسوم، وأعرب بعضهم عن قلقه بشأن البقاء في العمل.
وأما ما يخص المتسوقين هذا الموسم، فستعني اضطرابات الشحن خيارات أقل في المتاجر وأسعارًا قد تكون أعلى بنسبة تراوح بين 10% و20% مقارنة بالعام الماضي، بحسب جامي وارنر، المديرة التنفيذية لـ الجمعية الأميركية لشجرة عيد الميلاد، شجرة اصطناعية كانت تكلف 299 دولارًا في 2024 قد تصل هذا العام إلى 359 دولارًا. وقالت: “هذه صناعة سعيدة، لكن هذا وقت غير سعيد للعمل فيها.”
وبحلول نهاية أغسطس/آب، تم شحن معظم أشجار عيد الميلاد والزينة المستوردة لهذا العام، ويستعد تجار التجزئة لموسم الأعياد عندما يحققون معظم مبيعاتهم، وهناك سؤال آخر هذا العام هو ما إذا كانت حالة عدم اليقين بشأن اتجاه الاقتصاد ستؤثر على الإنفاق خلال الأعياد. بدورها، قالت ناتالي كوتليار، محللة البيع بالتجزئة في شركة الاستشارات “بي دي أو” لـ”بلومبيرغ”، إنه سيكون موسم عطلات مليئًا بالتحديات بالنسبة للكثير من تجار التجزئة.
واستوردت الشركات الأميركية 3.4 مليارات دولار من أشجار عيد الميلاد الاصطناعية والزينة الأخرى العام الماضي، وجاء 87% منها من الصين، وفقًا لبيانات التجارة الصادرة عن مكتب الإحصاء الأميركي. بالإضافة إلى ذلك، جاء نحو 420 مليون دولار من سلاسل الأضواء من الخارج، معظمها من كمبوديا، وهي دولة تواجه أيضًا معدل رسوم مرتفعًا.
يقول ترامب غالبًا إن الشركات يمكن أن تتجنب الرسوم عبر صنع منتجاتها في الولايات المتحدة. وقال كوش ديساي، المتحدث باسم البيت الأبيض، في بيان عبر البريد الإلكتروني إن سياسات “أميركا أولاً” للإدارة، بما في ذلك الرسوم، تركز على إطلاق ازدهار حقيقي للعمال الأميركيين مع وظائف جيدة الأجر — “وليس واردات رخيصة”.
أما كريغ باتن، رئيس شركة “أس 4 لايتس”، في توانو، فيرجينيا، إنه بحث في إمكانية صنع أضواء عيد الميلاد في الولايات المتحدة، لكنه وجد أن ذلك “شبه مستحيل”. وأضاف أن المكان الوحيد للحصول على العديد من المواد الخام هو الصين وجنوب شرق آسيا، كما أن العثور على عدد كافٍ من العمال هنا يمثل مشكلة. وأضاف باتن بندًا في فواتيره يسمى “أثر الرسوم”، لكنه لا يستطيع تحميل التكلفة الكاملة للعملاء لأن ذلك سيرفع الأسعار كثيرًا. وقال: “نحن نتلقى الضربة على أمل أن يساعدنا مخزوننا الموجود قبل الرسوم في تخفيف صدمة الأسعار”.
عندما وصلت الرسوم على السلع المستوردة من الصين مؤقتًا إلى 145% في إبريل/نيسان، توقفت شركة American Christmas LLC عن الشحن وألغت 10% من الطلبات، بحسب الرئيس التنفيذي دان كاستيريلا، وفق “بلومبيرغ”. واستأنفت الشركة التي تتخذ من ماونت فيرنون، نيويورك، مقرًّا لها — وتقوم بتركيب عروض العيد في أماكن مثل المتاجر الكبرى والمقار الرئيسية للشركات ومواقع عيد الميلاد مثل مركز روكفلر — الشحن عندما انخفضت الرسوم مؤقتًا إلى 30% في مايو/أيار بوصفه جزءاً من هدنة حرب تجارية مع الصين. وقال كاستيريلا إنه من المستحيل التخطيط للعام المقبل من دون معرفة ما ستكون عليه معدلات الرسوم. وأضاف أنه لا يختلف بالضرورة مع فكرة فرض الرسوم، لكن حالة عدم اليقين الحالية المحيطة بها تجعل من الصعب إدارة الأعمال.
وبعد تمديد آخر لمدة 90 يومًا في وقت سابق من هذا الشهر، فإن الموعد النهائي الجديد لاتفاق تجاري هو 10 نوفمبر/تشرين الثاني. وقد يرتفع أو ينخفض المعدل بحسب المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين. وتتخصص شركة Three Kings Gifts في كوكسفيل، ماريلاند، في مجموعات المهد والصناديق الصغيرة من الذهب واللبان والمر — وهي الهدايا الثلاث التي قُدمت للطفل يسوع في الكتاب المقدس.
أما في شركة Balsam Hill، إحدى الشركات الرائدة في مجال زينة العيد، فمن المتوقع أن تصل فاتورة الرسوم إلى حوالي 15 مليون دولار هذا العام — ارتفاعًا من مليون دولار العام الماضي، بحسب ماك هارمان، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة الأم Balsam Brands، ولتوفير السيولة لدفع الرسوم، قلصت الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرًّا لها الطلبات، وخفضت 10% من قوتها العاملة العالمية المكونة من 350 موظفًا، وجمدت الزيادات والرحلات، لكن لم تقترب أي من هذه الإجراءات من تغطية تكلفة الرسوم، بحسب هارمان.
بدورها، طلبت مجموعة تجارة عيد الميلاد، التي تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال الزينة، إعفاءً من الرسوم من إدارة ترامب. وتجادل المجموعة بأن الإنتاج المحلي مستحيل، وأن الزينة ضرورية لمبيعات العطلات بالتجزئة، وأن الرسوم تجبر الشركات فعليًّا على الاختيار بين العمل بخسارة أو الإغلاق. ولكن يأمل البعض في أن تتكرر سابقة الإعفاء، ففي ولايته الأولى، أرجأ ترامب بعض الرسوم على الواردات الصينية، قائلاً في ذلك الوقت: “حتى لا تكون ذات صلة بموسم التسوق في عيد الميلاد.”