الرئيسية

الاحتلال يشدد إجراءاته شمال شرق رام الله ويغلق الحرم الإبراهيمي



قوات الاحتلال عند نقطة تفتيش في قرية المغير، 13 إبريل 2024 (فرانس برس)

شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، إجراءاتها في قرية المغير وبلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية، وأغلقت مداخلهما، بزعم إطلاق نار على أحد المستوطنين وإصابته بجروح. وأكدت مصادر محلية أنّ تلك التشديدات جاءت بعد انتشار مكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين قرب قرية المغير.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية المغير وطردت الصحافيين من الموقع وأبلغتهم بأنها ستشرع في حملة تفتيش للمنازل كافة. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، إنه تلقى بلاغاً عن “حدث أمني” قرب مستوطنة ملاخي هشالوم في الضفة الغربية، قبل أن يشير في بيان لاحق إلى أن فلسطينياً أطلق النار باتجاه مستوطنين قرب البؤرة الاستيطانية “عدي عاد” التي أقيمت على أراضي ترمسعيا، ما أدى إلى إصابة مستوطن بجراح طفيفة. وأفاد بأن قوات من جيش الاحتلال فرضت حصاراً على المغير وشرعت بعمليات تمشيط بحثاً عن المنفذ. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنّ فلسطينياً ملثماً أطلق النار على مستوطنين رعاة في مستوطنة ملاخي هشالوم، متحدثة عن إصابة أحدهم، وانسحاب المنفذ إلى المغير.

وجاءت الحادثة في أعقاب استفزازات نفذها رعاة أغنام من المستوطنين بحق أهالي قرية المغير في منطقة الخلايل، بما في ذلك تشغيل أغانٍ عبرية بصوت عالٍ في المنطقة. وشهدت المنطقة في الفترة الأخيرة سلسلة اعتداءات منظمة نفذها المستوطنون بحق أهالي القرية، تخللها إحراق منازل ومركبات وإطلاق النار على الشبان.

الاحتلال يطلق النار على شاب فلسطيني في الخليل

إلى ذلك، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الخميس، النار باتجاه شاب لم تُعرف هويته بعد، على حاجز “تمار” المقام في منطقة حي تل الرميدة بمدينة الخليل. ووفقاً لمصادر محلية، فقد تمكن الشاب من الهروب عقب إطلاق النار، فيما استنفرت قوات الاحتلال في المنطقة وشرعت بمطاردته، ولم يُعرف حتى اللحظة ما إذا كان الشاب قد أُصيب من جراء إطلاق النار أو لا.

وأغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، بحجّة “وجود مناسبات دينية يهودية”، فيما استباح المستوطنون باحاته وأدخلوا إلى القسم الإسلامي فيه معدّات لحفلات غنائية وموائد شراب وطعام، استعدادًا لبدء الاحتفالات اعتبارًا من الساعة الثامنة مساءً، كذلك شدّدت قوات الاحتلال إجراءاتها وأغلقت جميع المداخل والطرق المؤدية إلى الحرم والمناطق المجاورة له. وقال مدير شؤون الوقف في مديرية أوقاف الخليل، منجد الجعبري في حديث مع “العربي الجديد”، “إن الاحتلال أبلغهم عبر الارتباط الفلسطيني بأن الحرم مغلق في وجه المصلين المسلمين منذ فجر اليوم، حتى ساعات المساء، حيث يعاد استلامه من قبل العاملين في وزارة الأوقاف عند الساعة العاشرة”.

من جانبه، قال منسق تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان في تل الرميدة، عوني أبو شمسية في حديث مع “العربي الجديد”: “إن الاحتلال أعلن صباحًا إغلاق مناطق وادي الحصين ومحيط المسجد الإبراهيمي وتل الرميدة وشارع الشهداء وحارة السلايمة وحارة جابر، بذريعة الأعياد اليهودية”، مشيرًا إلى توسيع الإغلاق ليطاول مناطق أخرى ظهر اليوم بعد حادثة إطلاق النار على أحد الشبان في المنطقة.

ولفت أبو شمسية إلى أنّ القيود المفروضة على السكان تتفاقم يومًا بعد يوم، علماً بأنّ قوات الاحتلال كانت قد داهمت منازل المواطنين في المناطق المغلقة خلال مساء أمس الأربعاء، وأخضعت سكّان المناطق المغلقة إلى التحقيق والتقطت صورًا لعدد منهم في إطار سياسة التضييق الممنهجة. وكانت الصفحة الرسمية للاستيطان اليهودي في الخليل والحرم الإبراهيمي قد أعلنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الحرم الذي يطلقون عليه اسم “مغارة المكفيلا”، سيكون مفتوحًا أمام الفعاليات الدينية والطقوس التلمودية والحفلات الراقصة حتى مساء اليوم الخميس.

ويأتي ذلك في ظل موجة تهويد متسارعة يسعى من خلالها الاحتلال الإسرائيلي لفرض سيطرته الكاملة على الحرم الإبراهيمي، كذلك فإن الاحتلال يخالف ما كان عليه سابقًا عبر الإبلاغ المسبق لسكّان المنطقة حول وجود أعياد وإغلاق للمنطقة والحواجز على إثرها، كما أوضح أبو شمسية.

ويُقيم المستوطنون ما يُسمى بـ”ذكرى الآباء” في ليلة رأس شهر “إيلول” العبري الذي يحلّ بعد غد السبت، إلا أن فعالياتهم الاحتفالية انطلقت منذ اليوم داخل الحرم الإبراهيمي بالخليل. وتعد هذه المناسبة ذات طابع ديني – شعبي، حيث يُسمح خلالها لليهود بالدخول إلى القسم الإسلامي من الحرم، المغلق أمامهم بالأيام العادية، ما يعكس محاولات الاحتلال لتكريس الوجود الاستيطاني في الحرم على حساب حق المسلمين الخالص فيه، وفق أبو شمسية. وأصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أمس، بيانًا استنكرت فيه قرار الاحتلال إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف.

وفي الأغوار، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، بعمليات هدم طاولت عدداً من المنشآت عقب اقتحام تجمع عين الحلوة البدوي، بحسب ما أكده المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات في حديث مع “العربي الجديد”.

أما في رام الله، فيواصل المستوطنون منذ أيام، توسيع بؤرة استيطانية مقامة على أراضي بلدة سلواد. وأكد رئيس بلدية سلواد رائد حامد لـ”العربي الجديد”، أن المستوطنين يواصلون منذ أيام أعمال تسييج في أراضٍ تقع غرب البلدة شرق رام الله، وذلك لصالح توسعة بؤرة استيطانية أقيمت منذ نحو تسعة أشهر. وأكد حامد أن المستوطنين أحضروا الليلة الماضية، خزانات مياه ضخمة لتغذية تلك البؤرة، المقامة في منطقة البرج غرب سلواد، والتي تحرم الأهالي من الوصول إلى آلاف الدونمات من أراضيهم الزراعية.

وتأتي اعتداءات المستوطنين ضمن حملة إسرائيلية رسمية ممنهجة، لتعزيز الاستيطان ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقبلية، إذ عمد المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي على دعم المستوطنين الرعاة في هجماتهم المنظمة ضد الفلسطينيين وضمان الاستيلاء على الأراضي بعد إقامة بؤر عشوائية متناثرة فيها تقطع التواصل الجغرافي للأراضي الفلسطينية، وهو ما دفع العديد من الدول إلى فرض عقوبات عليهم.

ترامناً مع هذه الاعتداءات، أقرّت دولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل نهائي، الأربعاء، خطة البناء الاستيطاني في منطقة “E1” والتي من شأنها فصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها، والقضاء على أي احتمال لإقامة دولة فلسطينية مستقبلية. وصرّح وزير المالية والذي يتولى دعم المستوطنين المتطرفين، بتسلئيل سموتريتش، عقب ذلك، بأن “الدولة الفلسطينية تُمحى، وليس بالشعارات، بل بالأفعال”.