سموتريتش يشير على الخريطة لمكان تنفيذ مشروع “إي 1″، 14 أغسطس 2025(مناحيم كاهانا/فرانس برس)
رفضت 21 دولة، بينها المملكة المتحدة وفرنسا، في بيان مشترك، اليوم الخميس، خطة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة والتي أقرتها الحكومة الإسرائيلية أمس الأربعاء، معتبرة أن الخطة “غير مقبولة” وتشكل “انتهاكا للقانون الدولي”. وأضافت هذه الدول “ندين هذا القرار ونطالب بأكبر قدر من الحزم بإلغائه فورا”.
وأدان وزراء خارجية الدول الـ21 التي تضم أيضاً كندا وإسبانيا وإيطاليا، إجراءات الحكومة الإسرائيلية، معتبرين أنها “تقوّض التزامنا المشترك بضمان الأمن والازدهار في الشرق الأوسط”. كذلك وقّعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس البيان، الذي يدعو الحكومة الإسرائيلية إلى “وقف بناء المستوطنات”، و”رفع القيود المالية المفروضة على السلطة الفلسطينية”.
من جانبها، استدعت وزارة الخارجية البريطانية، سفيرة إسرائيل تسيبي حوتوفيلي، بسبب خطة الاستيطان. وجاء في بيان مكتوب للخارجية البريطانية الخميس: “استدعيت تسيبي حوتوفيلي، ردا على قرار اللجنة العليا للتخطيط الإسرائيلية بالموافقة على خطط بناء مستوطنات في المنطقة إي 1 شرقي القدس”. وأضاف البيان: “في حال تنفيذ المشروع ستشكل هذه الخطط الاستيطانية انتهاكا واضحا للقانون الدولي”. وتابع: “ستُقوّض بشكل خطير حل الدولتين بتقسيم الدولة الفلسطينية المُستقبلية إلى دولتين”.
وقبل ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إسرائيل إلى وقف خططها المتعلقة بمشروع “إي 1” الاستيطاني المثير للجدل في الضفة الغربية المحتلة، مشيراً إلى أنها تنتهك القانون الدولي وتتعارض مع قرارات الأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم غوتيريس ستيفان دوجاريك في بيان، أمس الأربعاء، إنّ “المضي قدماً في هذا المشروع يعد تهديداً وجودياً لحل الدولتين، ومن شأنه أن يفصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، وسيخلف عواقب وخيمة على التواصل الجغرافي للأرض الفلسطينية المحتلة”.
ووافقت لجنة التخطيط الإسرائيلية، أمس الأربعاء، على خطة لبناء نحو 3400 وحدة سكنية في ما يسمى بمنطقة “إي 1″، وهي منطقة حيوية تقع بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم. ومن شأن هذا المشروع أن يقسم الضفة الغربية فعلياً إلى قسمين، شمالي وجنوبي، ما يجعل إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافياً أمراً صعباً، بل مستحيلاً.
كما ندّدت إيطاليا، الأربعاء، بالمشروع الاستيطاني “إي 1″، معتبرة إياه “غير مقبول” و”مخالفاً للقانون الدولي” ويُهدّد “بتقويض حلّ الدولتين بشكل قاطع”، وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، في منشور على منصة إكس، إنّ “القرار الإسرائيلي بالمضي قدماً في بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية غير مقبول، ومخالف للقانون الدولي، ويُهدّد بالفعل بتقويض حلّ الدولتين بشكل قاطع”. وأضاف أنّ حلّ الدولتين “هدف تواصل الحكومة الإيطالية العمل من أجله بقناعة”.
وبدوره، انتقد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول المشروع الاستيطاني، وقال على هامش زيارته للعاصمة الإندونيسية جاكرتا، أمس الأربعاء: “مثل هذه المشاريع ستكون، إذا نُفذت، مخالفة للقانون الدولي، وستجعل حل الدولتين مستحيلاً”، مشدداً على أن الحكومة الألمانية تؤيد حل الدولتين، وأضاف: “لهذا ننصح بشدة بعدم المضي قدماً في هذا الطريق”.
من جهتها، أكدت هولندا أن مصادقة إسرائيل على مشروع “إي 1” يهدد حل الدولتين بشكل قاطع، وقال وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب، في منشور على منصة إكس، مساء أمس الأربعاء، إنّ هذا القرار من شأنه أن يؤدي إلى تقسيم الضفة الغربية المحتلة إلى قسمين، مؤكداً أنّ تنفيذ هذه الخطط سيشكل “انتهاكاً واضحاً” للقانون الدولي. وأضاف فيلدكامب أن “هذه الخطط ستجعل قيام دولة فلسطينية مستقبلية أمراً مستحيلاً تقريباً”، مشيراً إلى التزام بلاده الراسخ بحل الدولتين، داعياً إسرائيل إلى عدم اتخاذ أي خطوات من شأنها تقويض هذا الحل.
وكانت لجنة التخطيط التابعة للإدارة المدنية الإسرائيلية قد وافقت في وقت سابق على خطط بناء مستوطنات جديدة، بحسب ما أعلنت منظمة “بيس ناو”/السلام الآن/ الإسرائيلية التي كان لها ممثل حاضر في الاجتماع. وتتعلق الخطط ببناء نحو 3400 وحدة سكنية في ما يعرف بمنطقة “إي 1” بين القدس الشرقية ومستوطنة معالي أدوميم. وتُعد هذه المنطقة حساسة للغاية نظراً لموقعها الجغرافي، إذ إن البناء فيها من شأنه أن يعرقل، إن لم يمنع تماماً، قيام إقليم فلسطيني متواصل جغرافياً لدولة مستقبلية.
وأعلن وزير المالية الإسرائيلي اليميني بتسلئيل سموتريتش عن هذه الخطط قبل نحو أسبوع. ويبدو أن إعادة إحياء هذا المخطط الاستيطاني تأتي رداً على إعلان دول، بينها بريطانيا وفرنسا وأستراليا، اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، وفق مراقبين.
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أمس الأربعاء، أن الحكومة الإسرائيلية صادقت بشكل نهائي على مخطط “إي 1″، وسبق أن وصفت منظمة “السلام الآن” الحقوقية الإسرائيلية هذا المخطط بأنه “ضربة قاضية” لحل الدولتين، إذ سيفصل شمال الضفة عن جنوبها ويعزل مدينة القدس. وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ويقوض إمكانية تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو منذ عقود إلى وقفه دون جدوى.
(فرانس برس، الأناضول، أسوشييتد برس)