الرئيسية

المدير السابق للبطلة الأولمبية: إيمان خليف تُعلّق مسيرتها



إيمان خليف تحتفل بالميدالية الذهبية لأولمبياد باريس، 10 أغسطس 2024 (أنيس لين/Getty)

كشفت صحيفة نيس ماتان الفرنسية، اليوم الأربعاء، عن تصريحات مثيرة للمدير السابق للبطلة الأولمبية الجزائرية، إيمان خليف (26 عاماً)، ناصر يسفاح، أكد فيها أن إيمان لم تغادر نادي نيس أزور فقط، بل غادرت عالم الملاكمة. وأحدث هذا التصريح صدمة واسعة في الأوساط الرياضية، خصوصاً أن خليف التي تُعد أيقونة عربية وأفريقية كانت مرشحة لمواصلة التألق حتى أولمبياد لوس أنجليس 2028. وبالرغم من أن يسفاح لم يوضح ما إذا كان قرار الاعتزال نهائياً أم مؤقتاً، فإن المؤشرات الحالية تُظهر أن مسيرة البطلة الأولمبية تعيش مرحلة غموض غير مسبوقة.

وأعلن مدير أعمال خليف السابق عن قرارها قائلاً: “إيمان أوقفت كل شيء، هي لا تنافس الآن ولا تستعد لأي بطولة، ما تقوم به لا يتجاوز بعض التدريبات المتقطعة في الجزائر أو في مركز الأداء العالي بقطر، إلى جانب ارتباطات مع عقود رعاية”. وأضاف: “بعد ما جرى في باريس، لم يعد من السهل عودتها، وحتى إن حاولت دخول عالم الاحتراف، فستجد أمامها العراقيل نفسها والاختبارات ذاتها”.

وكانت إيمان خليف قد صنعت مكانة بارزة في التاريخ الرياضي الجزائري بعد تتويجها بذهبية وزن أقل من 66 كلغ في أولمبياد باريس 2024، حين تغلبت على الصينية ليو يانغ في النهائي. غير أن هذا التتويج لم يخلُ من الجدل، إذ تعرضت البطلة الجزائرية لحملة اتهامات شرسة بسبب ما وُصف بـ”فرط الأندروجينية”، أي ارتفاع نسبة الأندروجينات في جسدها، بما فيها هرمون التستوستيرون. هذه الحالة الطبية اعتبرها خصومها ميزة غير عادلة، كما جعلها عرضة لتنمر إلكتروني واسع النطاق على منصات التواصل الاجتماعي، دفعها إلى رفع دعاوى قضائية بتهمة “التحرش الإلكتروني المشدد”.

وبالرغم من إعلانها، مباشرة بعد الفوز الأولمبي، رغبتها في الانتقال إلى عالم الاحتراف والسعي للحفاظ على مكانتها العالمية، وصولاً إلى أولمبياد لوس أنجليس 2028، فإن مسيرتها بدأت تتعثر سريعاً. فقد غادرت نادي نيس أزور للملاكمة، الذي لم يكن قادراً على توفير عقد احترافي لها، وخاضت نزالاً واحداً في سنغافورة كان من المفترض أن يكون بداية مشوارها الجديد، على أن تخوض أربعة نزالات أخرى قبل توقيع العقد، إلا أن استمرار الجدل المحيط بها حال دون إتمام هذه الخطوة.

وبلغت الأزمة ذروتها في يونيو/حزيران 2025 عندما استُبعدت من بطولة “بوكس كاب” في آيندهوفن الهولندية، بعد أن فرض الاتحاد الدولي الجديد للملاكمة وورلد بوكسينغ، المعترف به من اللجنة الأولمبية الدولية، إلزامية اجتياز اختبارات الهوية “الجندرية” للمشاركات. في الوقت نفسه، تسربت نتائج فحوصات أجريت لها خلال بطولة العالم 2023 بالهند، كانت قد استبعدت منها دون توضيحات حينها، لتكشف عن وجود صيغة كروموسومية «XY»، هذا التسريب أعاد إشعال الجدل وأثار أزمة قانونية معقدة بين الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية الدولية، في وقت واصلت فيه خليف دفاعها القانوني عن نفسها، مؤكدة أن حياتها الخاصة يجب أن تبقى محمية، بعيداً عن الحملات الإعلامية.

ويجد عشاق الرياضة الجزائرية والعربية اليوم أنفسهم أمام صورة ضبابية لمستقبل البطلة الأولمبية، والتي كانت تُعلق عليها الآمال بتألق جديد في الأولمبياد المقبلة، إلا أن طموحات إيمان خليف الرياضية ومواصلة التألق على أعلى المستويات، اصطدمت بقيود تنظيمية جديدة وضغوط اجتماعية ونفسية خانقة، الأمر الذي جعلها عالقة بين مجد ماضٍ باهر ومستقبل مفتوح على جميع الاحتمالات. ومع تزايد الجدل العالمي حول الهوية الجندرية في الرياضة، قد تتحول قضيتها إلى مثال بارز في النقاشات المستقبلية بشأن الحدود بين العدالة التنافسية والحقوق الفردية، وهو ما يجعل مسيرتها قضية إنسانية ورياضية في آن واحد وليست مجرد قصة رياضية.