مستوطنون على طريق جنوبي الخليل يمنعون مزارعين من الوصول لأراضيهم، 18 أغسطس 2025 (الأناضول)
أصيب شاب برصاص الاحتلال الإسرائيلي في محافظة جنين شمالي الضفة الغربية، فيما اقتحم مستوطنون، صباح اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولاتٍ استفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية، فيما شرع آخرون بتجريف أراضٍ في بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله وسط الضفة.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه في جنين تعاملت ظهر اليوم الأربعاء، مع إصابة شاب بالرصاص الحي في الفخذ على حاجز برطعة العسكري المقام على أراضي جنوب غرب جنين، وجرى نقله إلى المستشفى.
في غضون ذلك، شرعت مجموعات من المستوطنين، ظهر اليوم الأربعاء، بإقامة بؤرة استيطانية جديدة في أراضي بلدة سنجل شمالي رام الله، وسط الضفة الغربية، وتحديداً في منطقة مرج عرزل غربي البلدة، حيث بدأوا بنصب المعدات وتثبيت موقع البؤرة الاستيطانية هناك، والتي كانوا أقاموها سابقاً واضطروا لإزالتها من المكان، بحسب ما أكدته مصادر محلية.
وفي سياق متصل، أفادت المصادر بأن مستوطنين مسلحين أدخلوا الأبقار إلى باحات منازل المواطنين الفلسطينيين في قرية يبرود شرقي رام الله، في خطوة استفزازية أثارت حالة من التوتر في صفوف الأهالي. إلى ذلك، أفاد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة حسن مليحات، “العربي الجديد”، بأن مستوطنين برفقة جرافات شرعوا صباح اليوم الأربعاء، بتجريف أراضي عائلة أبو عواد في بلدة ترمسعيا، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال الاستيطانية تهدف إلى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية ومصادرة ممتلكات المواطنين، ما يشكل خطورة على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي نابلس، سرق مستوطنون 13 بقرة للمواطن نادر علان من قرية عينبوس، علما بأن المستوطنين قد سرقوا في وقت سابق 41 بقرة للمواطن نفسه واعتقلته الشرطة الإسرائيلية للتنازل عن الشكوى التي قدمها ضد المستوطنين.
وفي سياق آخر، أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت، اليوم الأربعاء، على عائلة الأسير مهند جويحان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، حيث اعتدت بالضرب على والده وشقيقاته وعمه، وسلمت والده استدعاءً للتحقيق يوم الخميس القادم، وعبثت بمحتويات المنزل ودمرتها، ومزقت صور الأسير، واستولت على مبلغ من المال.
إلى ذلك، أصيب شاب فلسطيني بجروح في قدمه برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، بمدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية عقب مطاردة تلك القوات للشبان، فيما أصيبت فتاة فلسطينية صباح اليوم الأربعاء، بعدما صدمت آليات الاحتلال مركبتها أثناء اقتحام مدينة نابلس شمالي الضفة واعتقال أحد الشبان، قبل نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي تطور ميداني آخر، اختطفت قوات خاصة إسرائيلية شاباً فلسطينياً مجهول الهوية مساء اليوم الأربعاء، عقب اقتحامها حي المصيون في مدينة رام الله، في حين اختطفت قوات أخرى شاباً من مدينة بيت ساحور في بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير المحرر والجريح الصحافي معاذ عمارنة من بيت لحم، خلال توجهه إلى مدينة الخليل جنوبي الضفة.
الاحتلال يواصل تنفيذ مشروع “أبو جورج” الاستيطاني
في غضون ذلك، أفادت محافظة القدس ظهر اليوم الأربعاء، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل العمل في شق وتوسعة شارع استيطاني يحمل رقم (437)، ومعروف باسم شارع “أبو جورج” في محيط مدينة القدس من جهتها الشمالية الشرقية، ما يؤدي لابتلاع مئات الدونمات.
وبحسب بيان لمحافظة القدس، يبدأ الشارع من مستوطنة “ميشور أدوميم” شرق القدس، مرورًا ببلدتي بعناتا وحزما وصولًا إلى دوار جبع، حيث يتصل بشارع (60) الاستيطاني، وذلك عبر الاستيلاء غير المشروع على مئات الدونمات من أراضي المواطنين لصالح التوسعة، إضافة إلى مساحات مماثلة تُصادر تحت مسمى “منطقة عازلة”.
وأكد البيان أن عشرات الإخطارات بالهدم والإخلاء للمواطنين، خاصة في بلدتي حزما وجبع، ضمن مخطط استعماري أوسع يهدف إلى عزل البلدات الفلسطينية عن بعضها البعض وربط المستوطنات الإسرائيلية بشبكة طرق خاصة تمنع الفلسطينيين من استخدامها، أو تفرض قيودًا مشددة على حركة المواطنين وتُغلق الحواجز المؤدية لهذه الطرق.
وأوضحت محافظة القدس أن الشارع الجديد، إلى جانب شبكة الطرق الالتفافية الاستيطانية الأخرى في محيط القدس والضفة الغربية، يخدم أهداف الاحتلال الاستيطانية بتهويد الأرض وتقطيع أوصال المناطق الفلسطينية، وتحويل القرى والبلدات إلى جيوب معزولة تسهل السيطرة عليها، ما يعني حرمان آلاف المواطنين من حرية الحركة والتنقل، وإضعاف مقومات الحياة اليومية في هذه المناطق.
وبيّنت المحافظة أنه من المقرر أن تصادق لجنة التخطيط العليا التابعة لما يسمى “الإدارة المدنية”، اليوم الأربعاء، على مخطط (E1) الاستيطاني الاستعماري بشكل نهائي، بعد رفض جميع الاعتراضات المقدمة في الجلسة المنعقدة بتاريخ 6 آب الجاري، والتي أُعلن عن قرارها في الـ13 من الشهر نفسه.
وذكر البيان أن مشروع شارع “أبو جورج” يتكامل مع هذه البنية الاستعمارية وخطط الضم لمشروع (E1)، محذّراً من أن هذه المخططات تمثل خطوة خطيرة نحو فرض واقع استعماري دائم يهدد وحدة الجغرافيا الفلسطينية، ويكرّس نظام فصل عنصري على الأرض.