موظفون حاليون وسابقون شاركوا في الاعتصام، 19 أغسطس 2025 (لا أزور للإبادة/ إكس)
احتج عشرات الموظفين في “مايكروسوفت” في مدينة ريدموند الأميركية أمس الثلاثاء، على تعاون الشركة مع الجيش الإسرائيلي عبر إمداده بتقنياتها التي تستخدم في حرب الإبادة المستمرة على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. سيطر المحتجون، وهم موظفون حاليون وسابقون، على الحرم الشرقي للشركة في ريدموند، وأعلنوا المساحة “منطقة محررة” حيث رفعوا لافتات كتب عليها: “انضموا إلى انتفاضة العمال – لا عمل من أجل الإبادة” و”ساحة الأطفال الفلسطينيين الشهداء”، وذلك بعد ثلاثة شهور من إعلان “مايكروسوفت” أنها ستطلق تحقيقاً مستقلاً في استخدام منصتها السحابية “أزور” من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الاحتجاج الذي نظّم تجمع “لا أزور للإبادة”، طالب “مايكروسوفت” بسحب استثماراتها من إسرائيل. وقال أحد المشاركين في الاحتجاج، وهو حسام نصر، إن التجمع قرر تصعيد تحركاته لعدم اتخاذ “مايكروسوفت” إجراءات كافية. وأضاف نصر، لصحيفة ذا غارديان البريطانية، أنه شعر بدافع شخصي لرفع صوته أكثر بعدما أقدمت قوات الاحتلال على اغتيال مراسل “الجزيرة” أنس الشريف وخمسة من زملائه في 10 أغسطس/آب الحالي. وقال نصر (26 عاماً) الذي عمل في “مايكروسوفت” ثلاث سنوات قبل فصله العام الماضي بعد تنظيمه وقفة تضامنية مع الفلسطينيين أمام مكاتب الشركة: “رأيته (الشريف) وهو يغطي أخبار غزة بلا كَلال، وسط المجاعة، ووسط حملات الإبادة، ووسط القصف. كان صوت الميدان، واستهدف عمداً”. وأضاف: “حدث ذلك في الأسبوع نفسه الذي نشرت فيه تقارير حول تخزين مايكروسوفت بيانات مراقبة جماعية جُمعت من مكالمات الفلسطينيين”.
في وقت سابق من هذا الشهر، كشفت صحيفة ذا غارديان ومجلة +972 الإسرائيلية أن الوحدة 8200 في الاستخبارات الإسرائيلية استخدمت “أزور” لتخزين تسجيلات لملايين المكالمات الهاتفية التي يجريها الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة. وزعمت شركة مايكروسوفت بأن لا علم لها “بمراقبة المدنيين أو جمع محادثاتهم الهاتفية باستخدام خدماتها”.
قالت نسرين جرادات (29 عاماً)، وهي موظفة في “مايكروسوفت” شاركت في الاحتجاج: “كل ثانية تمر، تصبح الأمور أسوأ وأسوأ في فلسطين”. وأضافت: “الناس يزدادون جوعاً يوماً بعد يوم. المزيد والمزيد من الناس يتعرضون للقصف والتشويه. حان الوقت لنصعّد، بكل وسيلة ممكنة”.
انتهى الاحتجاج بعد نحو ساعتين عندما طلبت الشرطة من المتظاهرين المغادرة وأبلغتهم أنها ستعتقلهم بتهمة التعدي إذا لم يفعلوا. وقال متحدث باسم “مايكروسوفت” إن المتظاهرين “طُلب منهم المغادرة، وغادروا”. وأضاف أنه ليس لدى الشركة ما تضيفه إلى بيان صدر الأسبوع الماضي بشأن تحقيق أجرته حول مزاعم استخدام “أزور” للتجسس على الفلسطينيين. وقال: “استناداً إلى هذه المراجعات، بما في ذلك مقابلة العشرات من الموظفين وتقييم الوثائق، لم نعثر حتى الآن على أي دليل يثبت أن تقنيات أزور والذكاء الاصطناعي لمايكروسوفت استُخدمت لاستهداف أشخاص أو إيذائهم في النزاع في غزة”.
🚨🚨 BREAKING! Microsoft workers and community members set up a Liberated Zone within the Martyred Palestinian Children’s Plaza!! 🚨🚨 pic.twitter.com/EJCmUgJYRn
— No Azure for Apartheid (@NoAz4Apartheid) August 19, 2025
توظف “مايكروسوفت” نحو 47 ألف شخص في ريدموند. وبينما أخذ بعضهم المنشورات التي وزعها الناشطون أمس الثلاثاء وقرؤوها، واصل آخرون تناول وجبات الغداء في المطاعم المحيطة بساحة الاحتجاج، وفقاً لما رصدته “ّذا غارديان”. وقال موظف لم يذكر اسمه (28 عاماً) إنه يتعاطف مع المتظاهرين، لكنه لا يعتقد أن تحركاتهم سيكون لها تأثير كبير.