الرئيسية

سويسرا والنمسا تعرضان استضافة لقاء بوتين وزيلينسكي



قالت سويسرا والنمسا، أمس الثلاثاء، إنهما مستعدتان لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

رغم مذكرة التوقيف التي أصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بغية عقد قمة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فيما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن نظيريه الروسي والأوكراني يرتبان لعقد اجتماع لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف، في مقابلة إذاعية، أن “التحضيرات جارية لذلك”، مشدداً على أن “القتل في الحرب يجب أن يتوقف”.

وقال وزير الخارجية السويسري إينياسيو كاسيس خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي أنتونيو تاياني في برن إن الحكومة الفدرالية حدّدت العام الماضي “قواعد لمنح حصانة إلى أشخاص مستهدفين بمذكرات توقيف دولية إذا ما حضروا في إطار مؤتمر سلام وليس لدواعٍ خاصة”.

وطرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فكرة عقد قمة محتملة لإجراء مفاوضات بين بوتين وزيلينسكي في بلد أوروبي، مرجحاً أن يكون “بلداً محايداً، وبالتالي ربما في سويسرا”، مشيراً إلى رغبته في أن تكون جنيف مكاناً للاجتماع. وفي النمسا المجاورة، عرض المستشار كريستيان شتوكر أيضاً استضافة اجتماع مماثل، مذكراً بـ”التقليد الطويل” في هذا المجال لفيينا التي تستضيف العديد من المنظمات الدولية، على غرار أوبك والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وغيرها.

وأضافت المستشارية في بيان: “إذا عقدت المفاوضات في فيينا، سنتواصل مع المحكمة الجنائية الدولية” من أجل “توضيح المسألة” و”السماح للرئيس (فلاديمير) بوتين بالمشاركة”. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي بتهمة نقل أطفال أوكرانيين إلى روسيا “بشكل غير قانوني”. لكنّ أياً من هذين الخيارين قد لا يرضي الكرملين، إذ باتت روسيا تتجنب التعامل مع سويسرا بعدما تبنت الأخيرة العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو إثر غزو القوات الروسية أوكرانيا في 2022، كما شهدت العلاقات بين موسكو وفيينا تدهوراً كبيراً في السنوات الأخيرة.

وقال كاسيس إن سويسرا مستعدة تماماً لاستضافة هذا اللقاء، مؤكداً أن بلاده تملك الخبرة اللازمة. وأضاف الوزير السويسري: “لطالما كررت استعدادنا لاستضافة لقاءات مماثلة خلال اتصالاتي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الأشهر الأخيرة (…) لكنّ الردّ كان أن روسيا، منذ تبني سويسرا للعقوبات الأوروبية، فقدت بطبيعة الحال الرغبة في ذلك”. وأشار كاسيس إلى سابقة حديثة تمثلت في مشاركة رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (أحد مجلسي البرلمان الروسي) فالينتينا ماتفيينكو، المقربة من بوتين، في اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي التي عقدت في جنيف، رغم خضوعها هي الأخرى لعقوبات بسبب دعمها للحرب.

في هذا السياق، ذكرت صحيفة “بوليتيكو”، نقلاً عن مسؤول في إدارة ترامب ومصدر مقرب من الإدارة، أن البيت الأبيض يتطلع إلى عقد اجتماع ثلاثي محتمل بين ترامب وبوتين وزيلينسكي في بودابست. وقالت “بوليتيكو” إن جهاز الخدمة السرية الأميركي يستعد لانعقاد القمة في الدولة الواقعة بوسط أوروبا، وتبدو العاصمة المجرية الخيار الأول للبيت الأبيض.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)