عائلة من البدو أثناء نزوحها من السويداء، 17 يوليو 2025 (هشام حق عمر/ الأناضول)
شيّع أهال في مدينة بصرى الشام بريف درعا، اليوم الثلاثاء، أباً وابنه وصل جثمانهما إلى المدينة بعد مقتلهما على يد فصائل محلية في محافظة السويداء جنوبي سورية. وقال الناشط الإعلامي في درعا يوسف المصلح لـ”العربي الجديد” إن الأهالي شيعوا اليوم محمد المقداد ونجله الطالب الجامعي لؤي المقداد في بصرى الشام بعد مقتلهما على يد مجموعات مسلحة في محافظة السويداء في يوليو/ تموز الفائت، وذلك خلال محاولتهما مغادرة قرية عتيل التي يسكنان فيها منذ سنوات.
وأضاف المصلح أن ست جثامين أخرى وصلت إلى مشفى مدينة إزرع بدرعا وجميعهم قتلوا في السويداء خلال الأحداث الأخيرة، موضحاً أنه جرى التعرف إلى هوية ثلاثة أشخاص وهم من محافظات سورية أخرى وثلاثة جثامين أخرى ما زالت مجهولة الهوية. ولا يزال مصير عدد من المدنيين مجهولاً في السويداء عقب أحداث العنف التي اندلعت الشهر الفائت وأبرزهم رئيس مركز الدفاع المدني في مدينة أزرع بمحافظة درعا، حمزة العمارين.
وبات ملف محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، الأكثر حضوراً من بين العديد من التحديات التي تواجه الدولة السورية الناشئة التي ترفض أي دعوات لتقسيم البلاد، أو فرض كانتونات هشة على أسس طائفية وعرقية تحت أي ذريعة ومسمّى. في هذا الصدد، قال الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال جلسة حوارية مساء السبت الماضي، مع أكاديميين وسياسيين وأعضاء ونقابيين في محافظة إدلب، إن “من يطالب بالتقسيم في سورية جاهل سياسي وحالم، والمجتمع في سورية غير قابل للتقسيم، ويرفض فكرة التقسيم”. وقلل الشرع من أهمية “فئة في محافظة السويداء لديها أحلام أو نيات ليست جيدة”، في إشارة إلى المطالبين بالانفصال عن سورية وربط السويداء بإسرائيل.
وشهدت السويداء منتصف الشهر الماضي دورة عنف بدأت بين الدروز والبدو من سكان المحافظة، لتتدخّل القوى الأمنية والعسكرية، ما زاد الأمر تأزيماً مع ارتكاب تجاوزات وحصول أعمال قتل واسعة النطاق اتخذت منها إسرائيل ذريعة للتدخل العسكري في سورية تحت يافطة “حماية الدروز”. ومنذ ذلك الحين، بدأت هوّة الخلاف بين السويداء ودمشق بالاتساع، حتى وصلت إلى القطيعة شبه الكاملة في ظل تراشق بالاتهامات بين مقربين من الحكومة من جهة، ومقربين من الشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل في الطائفة الدرزية الذي يقود التيار الرافض أيَّ تفاهم مع دمشق، ويدفع باتجاهات مضادة تماماً تصل إلى حد المطالبة بالانفصال عن سورية، من جهة أخرى.
في سياق منفصل ألقت قوات الأمن الداخلي القبض على العقيد يائيل حسن قائد مستودعات لدى نظام بشار الأسد البائد، وضابط أمن المستودعات وجيه إبراهيم، وفق ما نقلت قناة “الإخبارية” عن مصدر أمني اليوم الثلاثاء. ويواجه الضابطان المعتقلان اتهامات بارتكاب انتهاكات بحق أهالي ريف حمص وشباب المنطقة دون محاكمات، إضافة لقصف المناطق المحيطة بجبل مهين في ريف حمص.