لماذا تُقبل الأندية القطرية على التعاقد مع لاعبين فلسطينيين؟

يوجد أكثر من عشرة لاعبين فلسطينيين في بطولة دوري نجوم قطر 2025-2026، التي انطلقت الجمعة، مشكّلين الرقم الأعلى في تاريخ مشاركات لاعبي فلسطين في الدوري القطري خلال موسم واحد، فلماذا أقبلت الأندية القطرية على التعاقد معهم؟ وهل يرتفع العدد قبل أيام من إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية نهاية الشهر الجاري؟

وتعددت أسباب حضور اللاعبين الفلسطينيين في دوري نجوم قطر، لكن أبرزها اعتبار الاتحاد القطري اللاعب الفلسطيني لاعباً محلياً في الملاعب القطرية، بعد توقف المنافسات الكروية على الملاعب الفلسطينية منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023؛ بسبب حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ما سمح للأندية بتسجيل عدد غير محدود من اللاعبين الفلسطينيين في صفوفها.

وأعلن نادي قطر القطري، تعاقده مع قائد منتخب فلسطين، مصعب البطاط (31 عاماً)، قادماً من مواطنه الوكرة، ليرافق زميله في “الفدائي”، عطاء جابر (30 عاماً)، وعزز الشمال تشكيلته بلاعبين فلسطينيين، هما: الجناح تامر صيام (32 عاماً)، والمدافع ميلاد تيرمانيني (27 عاماً)، وانضم المهاجم محمود وادي (30 عاماً) لتشكيلة نادي أم صلال، بعد رحلة مطولة في الملاعب المصرية، كان آخرها مع نادي غزل المحلة.

من جانبه أبقى نادي الريان على المدافعين الفلسطينيين: محمد صالح (32 عاماً)، وعميد محاجنة (28 عاماً)، ومدد نادي العربي تعاقده مع المهاجم علاء الدين حسن (25 عاماً)، فيما واصل الغرافة اعتماده على الشقيقين: ياسر حمد (27 عاماً)، وجمال حمد (23 عاماً)، وأشارت وسائل إعلام محلية فلسطينية، إلى قرب انضمام مدافع منتخب فلسطين، أحمد طه (24 عاماً) إلى نادي الغرافة، ومهاجم نادي المقاولون العرب المصري، ومنتخب فلسطين سابقاً محمد بلح (31 عاماً) لتشكيلة نادي قطر.

وانتقل حارس مرمى منتخب فلسطين رامي حمادة (31 عاماً) إلى نادي المرخية القطري، منتصف الموسم الماضي، وكان قريباً من المساهمة في صعوده إلى دوري نجوم قطر، قبل الخسارة في المباراة التأهيلية الفاصلة أمام أم صلال.

وحسب مصادر خاصة لـ “العربي الجديد”، فإن نادي لوسيل وضع عينه على التعاقد مع مهاجم منتخب فلسطين الأولمبي، ونادي الأخضر الليبي سابقاً، أنس بني عودة (23 عاماً)، بعد فشل انضمامه إلى نادي الوحدات الأردني في الأمتار الأخيرة.

وعلى الرغم من توقف المنافسات المحلية الكروية في فلسطين، منذ قرابة عامين، فإن منتخبها الوطني حقق أفضل نتيجتين في تاريخه خلال الفترة ذاتها، حيث صعد لدور الستة عشر في بطولة كأس آسيا 2024 الأخيرة، ووصل إلى المرحلة الحاسمة من تصفيات بطولة كأس العالم 2026 للمرة الأولى في تاريخه كذلك، وكان قريباً من الوصول إلى دور الملحق المؤهل إلى بطولة كأس العالم، معتمداً على كوكبة ثابتة من اللاعبين، الأمر الذي رفع أسهمهم، وأسهم اللاعب الفلسطيني عموماً في محيطه العربي والقاري، وأصبح هدفاً لعدد كبير من الأندية.

واعتمد منتخب فلسطين الملاعب القطرية، كملاعب بيتية لخوض عدد من لقاءاته، ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى بطولتي كأس العالم 2026، وكأس آسيا 2027 أخيراً، ومنها: استضافته منتخب لبنان في الجولة السادسة من المرحلة الثانية للتصفيات، واستضافته منتخب الكويت في الجولة الرابعة من لقاءات المجموعة الثانية في المرحلة الحاسمة من التصفيات أيضاً، إلى جانب خوضه عدداً غير محدود من المعسكرات التدريبية في العاصمة القطرية الدوحة، ما جعلها ملاعب “مفضلة” للاعب الفلسطيني.

ويتمتع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بعلاقات قوية مع نظيره القطري، مكّنته من المساهمة في احتراف أبرز لاعبي منتخبه الأول لكرة القدم في الملاعب القطرية، وهو الأمر الذي أكده مصدر في الاتحاد لـ “العربي الجديد”، قائلاً: “أبدى القطريون تعاوناً كبيراً منذ اليوم الأول لطرح فكرة تعاقد أنديتهم مع لاعبين فلسطينيين، باعتبارهم لاعبين محليين منذ الظهور المميز لمنتخب الفدائي في بطولة آسيا الأخيرة التي استضافتها الدوحة؛ من أجل المساهمة في ديمومة تألق منتخب فلسطين، وقدرته على تقديم أفضل مستوى ممكن خلال الاستحقاقات التي يشارك فيها، وبعد نجاح معظم التجارب في الموسم الماضي، ارتفع عدد لاعبينا في الملاعب القطرية خلال الموسم الجاري بما فيه من خدمة للاعب، وللمنتخب الوطني الفلسطيني”. 

وأكد المصدر تعاون الاتحاد القطري مع نظيره الفلسطيني في ملفات عدة، ومنها ملف علاج اللاعبين الفلسطينيين في العيادات الطبية القطرية المتقدمة، حيث تعافى حارس مرمى منتخب فلسطين، رامي حمادة، من إصابته، مستعيناً بعيادات أكاديمية أسباير، ووصل مدافع منتخب فلسطين، سامر الجندي (28 عاماً)، إلى مراحله الأخيرة من التأهيل في العيادات ذاتها خلال الفترة الحالية، بعد إصابته بقطعٍ في الرباط الصليبي منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2024، خلال المواجهة أمام العراق، ضمن المرحلة الثالثة من تصفيات بطولة كأس العالم 2026.