خلال انتشار أمني في إسطنبول، 2 أكتوبر 2023 (بولنت كيليش/ فرانس برس)
عزلت وزارة الداخلية في تركيا اليوم الثلاثاء رئيس بلدية منطقة بي أوغلو في إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، إينان غوناي، بعد قرار سجنه، في إطار التحقيقات الجارية في ملفات الفساد ببلديات إسطنبول. وذكرت الوزارة في قرار العزل: “بسبب سجن رئيس بلدية بي أوغلو إينان غوناي من قبل محكمة جنايات إسطنبول الثالثة بموجب القرار رقم 2025/1073 بتاريخ اليوم في نطاق التحقيق الذي فُتح ضده بتهمة العضوية في منظمة أنشئت لغرض ارتكاب الجريمة والاحتيال على حساب المؤسسات والمنظمات العامة، فأُوقِف عن العمل بعد ذلك من قبل وزارة الداخلية في إجراء مؤقت وفقاً للمادة الـ127 من الدستور والمادة الـ47 من قانون البلدية رقم 5393”.
وأصدرت محكمة جنايات إسطنبول قراراً بالسجن بحق 17 موقوفاً، من بينهم رئيس البلدية، في الموجة الأخيرة من الاعتقالات في تركيا التي شملت الجمعة الماضية 44 متهماً، فيما يُنتظر أن ينتخب مجلس البلدية وكيلاً لتولي رئاسة البلدية في وقت لاحق بعد تحديد وزارة الداخلية موعد جلسة الانتخاب. واعتقلت السلطات الأمنية وعزلت عدداً كبيراً من رؤساء البلديات، على رأسهم رئيس بلدية إسطنبول والمرشح الرئاسي لحزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو وآخرون، في إطار حملات الفساد ببلدية إسطنبول الكبرى، في آذار/مارس الماضي، وامتدت إلى مختلف المناطق التركية، وهو ما يعتبره حزب الشعب الجمهوري على لسان رئيسه أوزغور أوزال انقلاباً من الحكومة.
في الأثناء، يتواصل السجال بين الحكومة وحزب الشعب الجمهوري بعد انتقال رئيسة بلدية آيدن أوزلم تشرتشي أوغلو إلى حزب العدالة والتنمية الأسبوع الماضي، وكان لهذا الانتقال وقع كبير، لأن الولاية التي تحمل الاسم نفسه تُعَدّ من معاقل حزب الشعب الجمهوري العلماني الكمالي. ونظم الحزب مساء أمس تظاهرة أمام مقر البلدية، رفضاً لعملية الانتقال، على اعتبار أن رئيسة بلدية آيدن فازت بأصوات الحزب، فيما ألقى أوزال كلمة هاجم فيها الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيسة البلدية. واتهم أوزال أردوغان بالضغط على رئيسة البلدية وتهديدها بملفات الفساد، وهو ما لم تستطع تشرتشي أوغلو مقاومته، مبيناً أنه تعهد بالدفاع عنها في مواجهة الاتهامات، ولكنها انتقلت إلى العدالة والتنمية، كذلك وجه اتهامات لمقربين من زعيم حزب الحركة القومية بـ”التآمر” على الحزب.
ورد متحدث العدالة والتنمية، عمر تشليك، على أوزال بقوله في منشور له: “إن تصريحات أوزال ضد الرئيس وحزب العدالة والتنمية والتحالف الجمهوري لم تعد مسألة ذات أهمية سياسية، فهي ليست سوى هراء”. كذلك، قال زعيم الحركة القومية دولت باهتشلي في بيان إن “الخطاب الذي ألقاه رئيس حزب الشعب الجمهوري، والذي أصبح رمزاً للفوضى السياسية في مظاهرة آيدن، هو باختصار خطاب وهمي وشهادة على الهزيمة وخيبة الأمل، وكل كلمة ينطق بها كاذبة ومحرفة، وكل ادعاء هو تضليل”.
من ناحيتها، تقدمت رئيسة بلدية آيدن بشكوى للنيابة العامة بحق أوزال، ورفعت دعوى بحقه، مبينة أنه أدلى بتصريحات مسيئة لها خلال بيان في إسطنبول بتاريخ 13 أغسطس/آب الجاري. مقابل ذلك، أعلن حزب الشعب الجمهوري مواصلة تنظيم التظاهرات الأسبوعية للمطالبة بالإفراج عن رؤساء البلديات المسجونين، وعلى رأسهم إمام أوغلو، مشيراً إلى أنه ستُنظَّم مظاهرة غداً الأربعاء في الجانب الآسيوي من إسطنبول، ضمن سلسلة المظاهرات الدورية في تركيا.