إيلون ماسك في مؤتمر فيفا تكنولوجي في باريس، 16 يونيو 2023 (Getty)
أعلنت الشركة السويدية الناشئة تيراسي الخميس عن نظام RU1 الذي يوصف بأنه أصغر وأخف جهاز راديو موجة مليمترية في العالم، ويوفر سرعات فائقة وعرض نطاق ترددي هائل. ويستهدف الجهاز منافسة تقنيات إيلون ماسك، مع ضمان عدم قدرة أي طرف خارجي على التحكم في استخدامه أو تعطيله.
وقال الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـ”تيراسي”، جيمس كامبيون، لموقع “ذا نكست ويب” التقني، إن “RU1 يمكن نشره في دقائق للحفاظ على اتصال الوحدات في بيئات سريعة التغير”. وأضاف أنه يمكن تثبيت الأجهزة على حوامل ثلاثية أو طائرات من دون طيار، وربط أجهزة RU1 المتعددة بشبكة مرنة توفر عرض نطاق ترددي لتطبيقات حيوية مثل البث المباشر للطائرات من دون طيار، والتحكم الذاتي في الأسطول، ودمج بيانات المستشعرات.
وأكد كامبيون أن أي جهة خارجية لا يمكنها تعطيل الإنترنت أو التحكم به عن بُعد، وهي ميزة غائبة عن مشروع “ستارلينك” التابع لشركة سبايس إكس. وبرزت هذه الثغرة خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ وفّر ماسك خدمة ستارلينك للاتصال بالإنترنت، لكنها تعرضت لتقييد في لحظات حاسمة. ففي خريف 2022، خفّض ماسك التغطية خلال هجوم مضاد أوكراني في خيرسون، ما أدى إلى تعطيل طائرات المراقبة من دون طيار واستهداف المدفعية وتنسيق القوات. وفي وقت لاحق، رفض تفعيل “ستارلينك” بالقرب من شبه جزيرة القرم لشن غارة بحرية بطائرة مسيرة، وفقاً لتقارير. وأشير أيضاً إلى طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ماسك تقييد التغطية فوق تايوان لخدمة الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وأفادت “تيراسي” بأن RU1 يزيل مخاطر احتفاظ مشغل خاص بالسيطرة على الاتصالات العسكرية. وأوضح كامبيون: “يمنح جهاز RU1 المستخدمين سيطرة كاملة على اتصالاتهم من خلال إنشاء شبكة آمنة وعالية السرعة يمتلكونها ويشغلونها بأنفسهم، من دون تدخل جهات خارجية مثل ستارلينك التي يمكن إيقاف تشغيلها أو تقييدها عن بُعد، كما أظهرت حادثة أوكرانيا عام 2022”.
ويتميز RU1 عن “ستارلينك” باستخدام هوائيات عالية التركيز مع أشعة ضيقة جدًا تشبه أشعة الليزر، ما يصعب تشويشها أو اعتراضها، ويقلل من مخاطر الاعتراض بإنشاء بصمات أرضية صغيرة تقل عن ثلاثة كيلومترات. في المقابل، تغطي شبكة ستارلينك مناطق تصل مساحتها إلى ألف كيلومتر باستخدام موجات راديو منخفضة التردد، ما يجعل اعتراضها أسهل.
وتدعم أجهزة RU1 سرعات بيانات تصل إلى 10 جيغابايت في الثانية، أي أسرع بخمسين مرة من “ستارلينك”، مع وعود بإصدارات مستقبلية تصل سرعتها إلى 20 جيغابايت في الثانية، لتوفير بديل لاسلكي حقيقي للألياف الضوئية.