الرئيسية

ما يعنيه تصريح نتنياهو حول إنهاء الحرب في غزة "وفق شروط إسرائيل"



رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، واشنطن 8 يوليو 2025 (فرانس برس)

أجمعت وسائل إعلام عبرية على أن التصريح الذي أدلى به رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الخميس، بخصوص إصداره أوامر بـ”البدء الفوري” في مفاوضات لإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة وإنهاء الحرب “بشروط مقبولة لإسرائيل” هو بمثابة تأكيد لمواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة وتوسيع دائرتها، ومواصلة المراوغة بشأن إبرام الصفقة، بعدما تجاهل المقترح الذي سلمه الوسطاء منذ الاثنين الماضي بخصوص التهدئة ووقف إطلاق النار.

وأدلى نتنياهو بتصريحه في مقر فرقة غزة في جيش الاحتلال خلال اجتماع شارك فيه كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية وأعضاء المجلس الوزاري المصغّر هدف إلى المصادقة على الخطط العملياتية لـ”السيطرة (احتلال) على مدينة غزة وحسم المعركة ضد حماس”. وزعم نتنياهو أن “هذين الأمرين، حسم المعركة ضد حماس وإطلاق سراح جميع مختطفينا، يسيران جنباً إلى جنب”، مضيفاً أنه “يُقدّر وقوف جنود الاحتياط والجيش النظامي من أجل هذا الهدف المهم”.

ويعتبر هذا أول رد علني من قبل نتنياهو على مقترح الصفقة الذي وافقت عليه حركة حماس، فيما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن “إسرائيل لن ترسل في هذه المرحلة وفداً تفاوضياً إلى القاهرة أو الدوحة”، الأمر الذي يعني، وفق القناة 12 الإسرائيلية، أن المعنى العملي لتصريحات نتنياهو سيتضح فقط إذا خرج وفد إسرائيلي لإجراء المحادثات. واعتبرت صحيفة هآرتس أنه على غرار تصريحاته السابقة في الأيام الأخيرة، يواصل نتنياهو الحفاظ على الغموض بشأن بلورة الرد الإسرائيلي على المبادرة التي قدمها الوسطاء بشأن صفقة جزئية، والتي وافقت عليها حماس قبل ثلاثة أيام. وعلى الرغم من أن نتنياهو أوضح علناً عدة مرات أنه يرغب في الدفع نحو صفقة شاملة فقط، إلا أنه لم يغلق الباب تماماً أمام المبادرة الحالية.

وفي معنى تصريحات نتنياهو، اعتبر موقع واينت العبري أنه “كانت لدى إسرائيل فعلياً عدة خيارات، وهي صفقة جزئية، أو صفقة شاملة، أو مفاوضات تحت النار، فيما اختار رئيس حكومة الاحتلال الخيار الثالث، الذي لا يوقف العملية العسكرية في مدينة غزة، بينما تبقى جميع الخيارات مطروحة على الطاولة في الوقت الراهن”. وأضاف الموقع العبري أن “المعنى الفعلي لتصريحات نتنياهو هو أن إسرائيل ترفض رد حماس، التي وافقت على صفقة جزئية، وتعلن أنها مستعدة فقط للتفاوض على صفقة شاملة، لإطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء الحرب”.

ولن يوقف هذا القرار العملية العسكرية في مدينة غزة التي اختار لها الاحتلال اسم “عربات جدعون 2′”. ومن وجهة نظر إسرائيل، فإن احتلال مدينة غزة لا يتعارض مع المفاوضات. بل على العكس، فإن نتنياهو يدعم ذلك ويعتبر أنه يشكل ضغطاً على حماس، التي تدرك أنه إذا لم تُظهر مرونة فلن تتمكن من إيقاف العملية، وفق المصدر نفسه. وبحسب واينت، فإنه رغم تصريحات نتنياهو بأن إسرائيل تصرّ على إطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء الحرب، فإن ذلك “لا يُعد بمثابة إغلاق الباب أمام صفقة جزئية، وقد تنجم الصفقة عن مفاوضات في حال عدم التوصّل إلى اتفاق شامل”. وذكر أيضاً أن عملية “عربات جدعون 2” تمنح إسرائيل “وسيلة ضغط قوية على حماس”. وتقدّر دولة الاحتلال أن موافقة حماس على صفقة جزئية “جاءت نتيجة للضغط الذي تتعرض له ورغبتها في وقف العملية العسكرية، لكن هذا لم ينجح، لترفع إسرائيل الآن سقف الرهان”.

في وقت سابق اليوم، زعم نتنياهو في مقابلة مع “سكاي نيوز أستراليا” أن إسرائيل “على وشك إنهاء الحرب”، متعهداً في الوقت نفسه بمواصلة السيطرة الكاملة على مدينة غزة حتى لو وافقت حماس على اتفاق وقف إطلاق النار في اللحظة الأخيرة. ووفقاً لتصريحاته: “سنقوم بذلك في كل الأحوال. لم يكن هناك أي شك بأننا سنترك حماس هناك (أي أن إسرائيل لن تتركها في غزة)”، مضيفاً “الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب قال إن حماس يجب أن تختفي من غزة”.

نتنياهو اختار التضحية بالمحتجزين

في سياق متصل، نظّمت عائلات المحتجزين ومجموعة من المتظاهرين مسيرة في محيط الكرياه (المقر الرئيس لوزارة الأمن وقيادة جيش الاحتلال) في تل أبيب، مطالبين الحكومة بالتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين.

وجاء في بيان صادر عن منتدى العائلات: “كفى تضحية بالمختطفين والمختطفات، كفى تضحية بالجنود والمجندات في الخدمة النظامية والاحتياط، وكفى تضحية بالنازحين (الإسرائيليين الذين لم يعودوا الى منازلهم بعد منذ بداية الحرب)”. وأشار المنتدى إلى رد حماس على المقترح الأخير، الذي وصفه الوسطاء بأنه إيجابي، وقال في بيانه: “من اختار على مدار ثلاثة أيام عدم الرد على اقتراح جرت الموافقة عليه بالفعل في الحكومة (أي في مرحلة سابقة)، ولم يدعُ لانعقاد الكابنيت أو الحكومة، فقد اختار فعلياً التضحية بالمختطفين”.