الرئيسية

آبل ترفع اشتراك تي.في+ وسط سباق أسعار البث



تشتهر آبل تي.في+ بمسلسل الإثارة النفسية سيفيرانس (Getty)

تعتزم آبل رفع قيمة الاشتراك في خدمة آبل تي.في+ لبث المحتوى الرقمي ثلاثة دولارات بدءا من اليوم الخميس، وذلك بعد خطوة مماثلة من منصة بيكوك التابعة لإن.بي.سي يونيفرسال المملوكة لكومكاست. وقالت آبل في بيان إن خدمة البث دون إعلانات ستكلف الآن 12.99 دولارا شهريا، ارتفاعا من 9.99 دولارات في وقت سابق، للمشتركين الجدد في الولايات المتحدة وأسواق دولية محددة. ويبقى سعر الاشتراك السنوي دون تغيير، وكذلك أسعار خدمة آبل وان التي تجمع آبل تي.في+ مع خدمات مثل آيكلاود وآبل ميوزيك وغيرها، وفق رويترز.

تشتهر آبل تي.في+ بمسلسل الإثارة النفسية سيفيرانس الذي حصل على 27 ترشيحا لجوائز إيمي هذا العام، ومسلسلات أصلية شهيرة مثل تيد لاسو وذا مورنينج شو. ومع ذلك، تخلفت شبكة البث عن منافسيها نتفليكس وديزني+ وبرايم فيديو من أمازون دوت كوم من حيث عدد المشتركين. ورفعت بيكوك أسعار باقاتها المدعومة بالإعلانات وخطط الاشتراك المميز بمقدار ثلاثة دولارات في يوليو/ تموز. وأفاد موقع ذي إنفورميشن في مارس/ آذار بأن آبل تخسر أكثر من مليار دولار سنويا في آبل تي.في+. وأنفقت الشركة أكثر من خمسة مليارات دولار سنويا على المحتوى منذ إطلاق المنصة في 2019، لكنها قلصت ذلك بنحو 500 مليون العام الماضي.

وتشهد سوق البث الرقمي العالمية توسعا غير مسبوق، إذ تجاوزت قيمته 544 مليار دولار في عام 2024، مع توقعات ببلوغه حاجز تريليون دولار بحلول 2032، بحسب تقديرات مراكز أبحاث السوق العالمية. وأدى هذا النمو السريع إلى سباق محموم بين المنصات الكبرى، مثل نتفليكس وديزني+ وأمازون برايم فيديو، حيث تتسابق على إنتاج محتوى أصلي باهظ التكلفة ورفع أسعار الاشتراك لتعويض التكاليف المتصاعدة.

وتعتمد آبل بشكل متزايد على قطاع الخدمات لتعويض التباطؤ في مبيعات أجهزة “آيفون” التي تمثل العمود الفقري لإيراداتها. ففي الربع المالي الممتد من إبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران 2025، حققت خدمات آبل – التي تشمل “آيكلاود” و”آبل ميوزيك” و”آبل تي.في+”، إيرادات تجاوزت 24 مليار دولار، وهو مستوى قياسي للشركة بحسب بياناتها الرسمية. وتكشف هذه الأرقام أن استراتيجية آبل لم تعد تقتصر على الأجهزة، بل باتت الخدمات الرقمية مكونا أساسيا في مداخيلها.

أما بالنسبة إلى موقع آبل تي.في+، فرغم تحقيقها نجاحات لافتة على صعيد الجوائز مثل فوز فيلم “كودا” بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم عام 2022، وحصول مسلسل “سيفيرانس” على 27 ترشيحا لجوائز إيمي هذا العام، إلا أن قاعدتها من المشتركين لا تزال محدودة مقارنة بالمنافسين. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن عدد مشتركي الخدمة يتراوح بين 25 مليونا و40 مليونا، مقابل أكثر من 270 مليونا لنتفليكس و220 مليونا لديزني+ حتى منتصف 2025، ما يوضح الفجوة التنافسية القائمة.

وأصبح اتجاه رفع أسعار الاشتراكات ظاهرة شاملة في صناعة البث الرقمي. وقد رفعت “ديزني+” اشتراكها بنسبة تقارب 20% في 2023، وزادت نتفليكس أسعارها تدريجيا في أسواق عدة، بينما اختارت أمازون إدخال الإعلانات إلى خدمة “برايم فيديو” لتعويض كلفة الإنتاج. وتشير التقديرات إلى أن الضغوط التضخمية وارتفاع حقوق البث تدفع كل الشركات نحو إعادة هيكلة أسعارها.

(رويترز، العربي الجديد)