الرئيسية

"النجباء" تعلن تمسكها بالسلاح حتى بعد انسحاب أميركا من العراق



مقاتلون في حركة النجباء خلال تجمّع في بغداد، 8 أكتوبر 2023 (Getty)

قالت حركة “النجباء”، أبرز الجماعات العراقية المسلحة الحليفة لطهران، إنها لن تُسلّم سلاحها “حتى لو انسحبت” القوات الأميركية من البلاد، وذلك بعدما أكدت واشطن بدءها خطوات لسحب المئات من جنودها العاملين في العراق. واليوم الاثنين، أعلن القيادي البارز في الحركة مهدي الكعبي أن “سلاح المقاومة لن يُسلّم لا في لبنان ولا في العراق”، مضيفاً أن “سلاح الفصائل العراقية سيبقى حتى بانسحاب الأميركيين من العراق”.

وحاول الكعبي تبرير ذلك بوجود “مخططات” لاستهداف العراق “في أيّ لحظة”، معتبراً أن “الفصائل العراقية قد تكون التالية بعد حزب الله اللبناني”، في إشارة إلى إقرار الحكومة اللبنانية بند حصر السلاح بيد الدولة في 5 أغسطس/آب الجاري، وتكليفها الجيش اللبناني بإعداد خطة لتنفيذ القرار قبل نهاية العام. وتابع الكعبي في تصريحات نقلها وسائل إعلام محلية أن “المخاوف بعد انسحاب التحالف الدولي مشروعة”، مضيفاً: “نعرف جواسيس أميركا في العراق، ونعلم ماذا سيحصل بالنهاية. أميركا تخشى من الحشد والفصائل”.

وقالت السفارة الأميركية في بغداد، اليوم الاثنين، إنّ انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق لن تكون نهاية عمله الموجه لهزيمة تنظيم داعش، مؤكدة أن مهمة التحالف ستتحول إلى شراكة أمنية ثنائية مع العراق. ويأتي هذا التأكيد بعد ثلاثة أيام من تقرير خاص لـ”العربي الجديد”، كشف فيه عن إخطار واشنطن الجانب العراقي ببدء سحب المئات من العسكريين الأميركيين الموجودين في قاعدة “عين الأسد”، غربي العراق، في إطار الانسحاب العسكري الأميركي الكلي من البلاد بعد 11 عاماً على عودته إثر اجتياح تنظيم داعش مساحات شاسعة من البلاد وسيطرته عليها، ومطالبة الحكومة في بغداد بالدعم الغربي لمواجهة التنظيم.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) اليوم بياناً للسفارة الأميركية في بغداد، أكدت فيه أن التحالف الدولي في العراق سينتقل إلى شراكة أمنية ثنائية، وقالت السفارة في البيان إن “هذا ليس نهاية عمل التحالف الدولي لهزيمة داعش، إذ سيواصل جهوده المدنية بقيادة مدنية على المستوى العالمي”، وأضاف أن “مهمة التحالف العسكرية في العراق ستنتقل إلى شراكة أمنية ثنائية أكثر تقليدية”، لافتاً إلى أن “التفاصيل المتعلقة بخططنا وعملياتنا العسكرية ستحال إلى وزارة الدفاع”.

وتعتبر “حركة النجباء” ثاني أكبر فصيل مسلح حليف لطهران في العراق، بعد جماعة “كتائب حزب الله”. وتعليقاً على تصريحات الكعبي، قال الخبير الأمني العراقي، أحمد الحمداني، لـ”العربي الجديد”، إن “تصريحات جماعة النجباء بعدم التخلي عن سلاحها حتى بعد انسحاب قوات التحالف يخالف تماماً تصريحات ومواقف سابقة من أنها ستلقي السلاح بعد خروج آخر جندي أجنبي من العراق”، مضيفاً أن “التصريحات قد تكون موقفاً موحداً للفصائل المسلحة، وهو ما يعني بطبيعة الحال مشكلة أمنية داخلية في العراق ذات بعد طائفي”، واعتبر أن تلك الفصائل “قرارها ليس وطنياً، إنما من خارج الحدود”، مشيراً إلى أن “استمرار ظاهرة العسكرة بالمجتمع العراقي يعني استمرار أزمات سياسية وأمنية، وحتّى اجتماعية بالعراق”.