دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية، الأربعاء، بيانا هاجمت فيه تصريحات مسؤولين مصريين حول قضية سد النهضة ومياه نهر النيل، منتقدة استشهادهم بـ”معاهدات الحقبة الاستعمارية”.
وقالت الخارجية الإثيوبية في بيانها المنشور على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي إن “التصريحات المتكررة للمسؤولين المصريين الرافضة للحوار رفضًا قاطعًا، والموجهة للتهديدات المبطنة وغير المبطنة، هي مظاهر فشل الحكومة المصرية في استيعاب حقائق القرن الحادي والعشرين. يعتقد بعض المسؤولين المصريين، المتأثرين بعقلية الحقبة الاستعمارية، أنهم يحتكرون مياه النيل. ويستشهدون بمعاهدات الحقبة الاستعمارية ويصرون على ’حقوقهم التاريخية‘ المزعومة. ولجعل دول تابعة مطيعة وضعيفة ومجزأة تنفذ أوامر القاهرة، تشن السلطات المصرية حملة لزعزعة الاستقرار في القرن الأفريقي تركز على إثيوبيا، ولكن لا تقتصر عليها. إن هذا النهج والجهد المضلل هما فشل في الخيال والقيادة. لقد حان الوقت للتخلي عن هذه الاستراتيجية البالية التي لم تُخيف إثيوبيا قط”.
وتابعت: “لإثيوبيا تاريخٌ عريقٌ في تبني الوحدة الأفريقية ودعم النضالات ضد الاستعمار في جميع أنحاء القارة. إنها أمةٌ ذات حضاراتٍ عريقة، ولها تاريخٌ حافلٌ بالتضامن الأفريقي. لذلك، لا مجالَ لإثيوبيا لاستيعاب آثار الاستعمار التي تجد القاهرة صعوبةً في التخلص منها. يُسهم نهر أباي، الذي ينبع من المرتفعات الإثيوبية، بنحو 86% من مياه حوض النيل. ويُشكل حوض أباي 70% من المياه السطحية في إثيوبيا. ولإثيوبيا، شأنها شأن جميع الدول المشاطئة الأخرى، الحق في استغلال هذا المورد الطبيعي. ويُعدّ الاستغلال العادل والمعقول والمنصف مبدأً أساسياً من مبادئ القانون الدولي السارية في هذا السياق. ولا تلتزم إثيوبيا بطلب الإذن من أي جهةٍ لاستخدام الموارد الطبيعية الموجودة داخل حدودها”.
وأضافت: “لقد أصبح رفض مصر للحوار والتفاوض جليًا. في الماضي، تظاهرت مصر بالانخراط في المفاوضات بينما عرقلت التقدم والحلول بتعنتها وإصرارها على مزاعمها الاحتكارية. أما الآن، فقد أصبحت سياسة التظاهر بالتفاوض ورفض الانخراط في أي حوار هادف علنية وأكثر مباشرة. لقد رفضت مصر الحوار وضاعفت من خطابها العدائي بنية واضحة لتدبير التصعيد. يجب على جميع الجهات المعنية إدانة هذا السلوك غير المسؤول. إن تطلعات إثيوبيا التنموية ومشاريعها، مثل سد النهضة الإثيوبي الكبير، تجسد اعتماد أفريقيا على نفسها وتقدمها. إن تعلم التعايش مع تطور إثيوبيا والالتزام بالعمل بحسن نية نحو إطار تعاوني من أجل الرخاء والتنمية المشتركة سيكون مسار العمل الأكثر حكمة بدلاً من المواقف والخطابات التي تشغل القاهرة. ما يحتاجه العالم وما تحتاجه أفريقيا هو المزيد من التعاون والحوار وليس المواجهة والصراع. وتؤكد إثيوبيا بقوة على حقها في استخدام نهر أباي لتلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية وانفتاحها على الحلول المربحة للجميع القائمة على مبادئ العدالة والإنصاف”.
وتواصلت CNN بالعربية مع السلطات المصرية للحصول على تعليق على هذا البيان، دون رد، حتى كتابة هذا التقرير.
ويأتي البيان الإثيوبي بعد أيام على ما نشرته رئاسة الوزراء في مصر، معقبة على “استمرار التصرفات الأحادية وغير المنضبطة” المرتبطة بعمليات تشغيل سد النهضة الإثيوبي مع استمرار الجدل حول منسوبات المياه ومستويات التراجع، مستشهدة برسم بياني نشرته موضحة هذه المعطيات.
وعددت وزارة الموارد المائية والري المصرية في البيان 9 نقاط ذاكرة أن “كانت الوزارة قد أوضحت في بيان سابق أن مُشغّل السد الإثيوبي، عقب انتهاء ما يدعى بالافتتاح، قام يوم 10 سبتمبر 2025 بتصريف كميات كبيرة من المياه بلغت نحو 485 مليون م3، تلتها زيادات مفاجئة وغير منتظمة وصلت إلى 780 مليون م3 في 27 سبتمبر 2025، كما أظهرت التقديرات الخاصة بمناسيب بحيرة السد انخفاض المنسوب بما يقارب مترًا واحدًا، بما يعادل تصريف ما يقارب 2 مليار م3، بخلاف التصرفات الناتجة عن الفيضان الطبيعي، وهو ما أدى إلى زيادات كبيرة ومفاجئة في كميات المياه المنصرفة، قبل أن تنخفض مرة أخرى إلى حوالي 380 مليون م3 في 30 سبتمبر 2025“.
