يحملون صور المحتجزين خلال احتجاج في تل أبيب، 21 أغسطس 2025 (رونين زفولون/رويترز)
من المتوقّع أن يجتمع الكابينت الإسرائيلي المصغّر اليوم الخميس، للمصادقة على خطط جيش الاحتلال للعملية العسكرية في مدينة غزة، والتي وافق عليها وزير الأمن يسرائيل كاتس سابقاً، في وقت ذكر موقع واينت العبري أن إسرائيل مترددة بين إبرام اتفاق جزئي يشمل إطلاق سراح عشرة محتجزين، وبين اتفاق شامل ينهي الحرب على غزة.
ولم يدعُ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد، لعقد جلسة للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت الأوسع)، الذي يجب أن يمنح الموافقة النهائية، علماً أنه فقط بعد هذه المناقشات، قد تنقل إسرائيل ردها الرسمي إلى الوسطاء. وينظر ديوان نتنياهو إلى احتلال غزة، وسيلة ضغط قد تدفع حماس إلى الموافقة على اتفاق شامل وفقاً للشروط الإسرائيلية، والتي تشمل نزع سلاح حركة حماس، واستعادة جميع المحتجزين، الأحياء منهم والقتلى، ونزع سلاح القطاع، وفرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة، وإقامة حكم مدني بديل لا يتبع لحماس ولا للسلطة الفلسطينية. وزعم نتنياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن “حماس تحت ضغط هائل”.
وذكر ديوانه في بيان مساء أمس، أنه “استعداداً للمصادقة على خطط المناورة في مدينة غزة، أمر رئيس الوزراء بتقليص الجداول الزمنية للسيطرة على آخر معاقل الإرهاب وحسم المعركة ضد حماس”. ونقلت وسائل إعلام عبرية أمس، عن مسؤول كبير في حكومة الاحتلال لم تسمّه قوله إن “نتنياهو الآن أقل رغبة في صفقة جزئية. لقد أدرك أن الصفقة الجزئية ليست الخيار الصحيح، ويدرك أنه سيكون من الصعب جداً استئناف القتال بعد 60 يوماً من وقف إطلاق النار”. وبحسب قوله، فإن الأميركيين أيضاً يتوقعون إنهاء القتال، ونتنياهو يعلم أنه سيواجه صعوبة في الحصول على دعمهم إذا حاول استئناف العمليات العسكرية.
في غضون ذلك، ذكر موقع واينت العبري، اليوم الخميس، أن إسرائيل مترددة بين إبرام اتفاق جزئي يشمل إطلاق سراح عشرة محتجزين، وبين اتفاق شامل ينهي الحرب، مشيراً إلى أن موقف البيت الأبيض “واضح وحاسم” في هذا الشأن. ونقل الموقع قول مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى مساء أمس الأربعاء، إنه “بنفس المستوى الذي تُجرى فيه مشاورات داخل البلاد (يقصد دولة الاحتلال)، هناك أيضاً مشاورات في البيت الأبيض. الرئيس ترامب هو من يحدد الوتيرة ويطالب بصفقة شاملة. لديه نفور من الصفقات الجزئية”. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن “أمام نتنياهو ثلاثة خيارات: الموافقة على صفقة جزئية، أو رفضها، أو مواصلة التفاوض تحت النار”.
وتعكس هذه التصريحات موقف المستوى السياسي في تل أبيب، والذي امتنع حتى الآن عن الرد رسمياً على ما وافقت عليه حماس، فيما دعا الوسطاء الولايات المتحدة إلى زيادة الضغط على إسرائيل للرد، لكن المسؤولين في تل أبيب يواصلون المماطلة.
إلى ذلك أفاد موقع واينت، بأنه لم يعجب المسؤولين في المستوى السياسي، سماع أن الجيش الإسرائيلي أطلق على العملية العسكرية في مدينة غزة اسم “عربات جدعون 2′”. ويرون أن هذه التسمية هي طريقة من رئيس أركان الجيش إيال زامير، للإشارة إلى الوزراء بأن الحديث لا يدور عن احتلال كامل لغزة، بل عن عملية محدودة.
كبار المسؤولين لا يعلمون خطط نتنياهو وديرمر
على صلة بالتطورات، ذكر الصحافي رونين بيرغمان، في سياق مقال تحليلي في “يديعوت أحرونوت” اليوم الخميس، أن كبار المسؤولين الإسرائيليين، في مستويات مختلفة في الحكومة، والجيش، وأجهزة الاستخبارات، لا يعرفون ما يخطط له نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي يُعتبر يده اليُمنى وأمين سره. ولفت بيرغمان، إلى أنه” من جهة، تستمر الاستعدادات بكل قوة نحو عملية برية في مدينة غزة، ومن جهة أخرى، لم تقدّم إسرائيل رداً واضحاً. ورغم عدم إرسال وفد إلى الدوحة بعد، هناك احتمال”، بتقدير الكاتب، أن يتم ذلك في نهاية الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل.
ونقل عن مصدر في أجهزة المخابرات، قوله حول تطورات الصفقة، “إنها معادلة تحتوي على مجهولين. حتى لو توصلنا إلى صفقة جزئية، قد يكون من الممكن حلها بشكل نهائي، أي إعادة الجميع وإنهاء الحرب، (ولكن) فقط بوجود مجهول ثالث، هو (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، وإجباره نتنياهو على إسدال الستار بالكامل”.
عائلات المحتجزين تتهم حكومة نتنياهو بالعمل على إفشال اتفاق غزة
وتحت عنوان “لن نسمح له بإفشال الأمر مجدداً”، يعقد منتدى عائلات المحتجزين في غزة اليوم الخميس، في تمام الساعة 12:00 ظهراً إحاطة صحافية في مقره في تل أبيب، في ظل المماطلة من جانب إسرائيل في نقل الرد إلى الوسطاء. وجاء في بيان المنتدى، أن “حكومة إسرائيل تُفشل اتفاقاً شاملاً فقط من أجل مواصلة حرب لم يعد لها هدف أو غاية، بدلاً من إعادة 50 مختطفاً ومختطفة وإنهاء هذا الكابوس من أجل كل شعب إسرائيل”.