الرئيسية

استطلاع: خُمس البريطانيين سيصوتون لحزب جديد بقيادة كوربين وسلطانة



كوربين وسلطانة خلال مهرجان سياسي في برايتون، 28 سبتمبر 2021 (Getty)

أظهرت أحدث نتائج استطلاع للرأي في بريطانيا حول نماذج التصويت في الانتخابات القادمة أن حزبًا يساريًّا جديدًا بقيادة النائب جيريمي كوربين والنائبة زارا سلطانة سيجذب شرائح واسعة من المصوتين. وبحسب نتائج الاستطلاع الذي أجرته شركة (Ipsos) ونُشر اليوم الأربعاء، قال 20% من البالغين البريطانيين إنهم “يرجحون جدًّا” أو “يرجحون إلى حد ما” بالتفكير في التصويت لحزب يساري جديد. وأظهرت النتائج الفوارق بين الأجيال في التصويت، إذ قال ثلث (33%) من الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عامًا إنهم سيفكرون في التصويت للحزب الجديد، وهو رقم ينخفض إلى 22% بين من تتراوح أعمارهم بين 35 و54 عامًا و9% فقط بين من تبلغ أعمارهم 55 عامًا فأكثر.

ويجذب الحزب الجديد شريحة واسعة من المصوتين لحزب العمّال وحزب الخضر، وهو ما قد يمكّنه من تغيير المشهد السياسي الحالي. وقال ثلث (33%) الذين صوتوا لحزب العمال في انتخابات 2024، و43% من ناخبي حزب الخضر في انتخابات 2024، إنهم سيفكرون في منح أصواتهم لحزب بقيادة كوربين وسلطانة.

وينقسم الرأي العام حول تحالف انتخابي محتمل بين الحزب اليساري الجديد وحزب الخضر، حيث يؤيد 29% من البريطانيين مثل هذا التحالف، بينما يعارضه 28%. ومع ذلك، فإن الدعم قوي بين الفئات السكانية الرئيسية، بما في ذلك من تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عامًا (46%)، وناخبي حزب العمال في انتخابات 2024 (47%)، وخاصةً بين أولئك الذين سيفكرون في التصويت لحزب الخضر (60%) أو الحزب اليساري الجديد (74%).

وسيُشكّل تحالف بين الحزبين قوةً دافعةً، حيث أفاد 31% من البريطانيين بأنهم سيُفكّرون في التصويت بطاقة موحدة. وترتفع هذه النسبة إلى أغلبية (52%) بين من تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عامًا، وتشمل ما يقرب من نصف (46%) ناخبي حزب العمال في انتخابات 2024. ويقول ثلاثة من كل عشرة بريطانيين إنهم سيُفكّرون في التصويت لتحالف بين حزب الخضر وحزب اليسار الجديد في الانتخابات العامة المقبلة. ويشمل ذلك نصف من تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عامًا، وما يقرب من نصف ناخبي حزب العمال في انتخابات 2024.

ويُعدّ إبقاء نظام الخدمات الصحية الوطنية (NHS) عامًا بالكامل، المقترح الأكثر شيوعًا في البرنامج السياسي المفترض للحزب الجديد، حيث أيّده 51% من الجمهور. يليه فرض ضرائب على الأغنياء لإعادة توزيع ثرواتهم (34%)، وفرض ضوابط على الإيجارات (29%). ومن بين من سيُفكّرون في التصويت للحزب الجديد، تحظى هذه السياسات بشعبية أكبر، حيث أيّد 64% نظام الخدمات الصحية الوطنية (NHS) عامًا بالكامل، وأيد 56% زيادة الضرائب على الأثرياء.

ويعتقد ما يقرب من نصف البريطانيين (47%) أن مقترحات سياسات الحزب الجديد ستُحدث تغييرًا إيجابيًّا في بريطانيا. ويشارك هذا الشعور بشكل كبير الشباب (69% ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عامًا) وأولئك الذين قد يفكرون في التصويت للحزب الجديد (89%).

وتعليقًا على النتائج، قال كيران بيدلي، مدير السياسة البريطانية في إبسوس: “تُظهر هذه الأرقام أن حزبًا يساريًّا جديدًا بقيادة جيريمي كوربين وزارا سلطانة لديه القدرة على إحداث تغيير جذري في السياسة البريطانية. هناك عدد كبير من الشباب على استعداد على الأقل للتفكير في التصويت له، وتقول غالبية من تقل أعمارهم عن 35 عامًا إنهم سيفكرون في التصويت لشكل من أشكال التحالف بين الحزب الجديد وحزب الخضر. قد تحظى السياسات الواضحة المتعلقة بالتغيير، وخدمة الصحة الوطنية، وضرائب الفقر والثروة بشعبية. وسيُظهر الوقت ما إذا كان الحزب الجديد قادرًا على تحويل هذه الجاذبية الافتراضية إلى أصوات حقيقية على نطاق واسع”.

وأعلن كل من جيريمي كوربين، الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، والنائبة المستقلة التي استقالت من حزب العمال زارا سلطانة، عن تأسيس حزب سياسي جديد لتوفير بديل لليسار في بريطانيا. يهدف الحزب، الذي لم يُحدد اسمه النهائي بعد ويُشار إليه حالياً بـ”حزبكم” (Your Party)، إلى مواجهة السياسات التي يتبناها حزب العمال تحت قيادة رئيس الوزراء كير ستارمر، والتي يعتبرها المؤسسان غير كافية لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية. وانضم للحزب من خلال التسجيل الإلكتروني أكثر من 600 ألف شخص خلال أسبوع واحد من فتح باب التسجيل بحسب القائمين على حملة دعم الحزب.

وجاء في البيان المشترك الذي نشره كوربين وسلطانة للإعلان الأولي عن الحزب أن “النظام مزور”، ويهدف الحزب إلى إعادة توزيع واسعة للثروة والسلطة، عبر فرض ضرائب على الأثرياء والاستثمار في الإسكان الاجتماعي والملكية العامة للمرافق الأساسية. كما يؤكد البيان أن الحزب سيستمر في دعم القضية الفلسطينية، والمطالبة بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل. ومن المتوقع عقد مؤتمر رسمي وانطلاقة للحزب في شهر ديسمبر/كانون الأول القادم.