الرئيسية

روسيا تتمسك بتزويد الهند بالنفط رغم ضغوط واشنطن



قمة قادة مجموعة البريكس في قازان، روسيا، 23 أكتوبر2024 (Getty)

أكد مسؤولون في السفارة الروسية بنيودلهي، اليوم الأربعاء، أن موسكو ستواصل تزويد الهند بالنفط الخام رغم التحذيرات الأميركية، مشددين على وجود آلية خاصة للغاية تتيح استمرار الإمدادات بالوتيرة الحالية، بحسب رويترز. وجاءت التصريحات بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على الصادرات الهندية إلى واشنطن اعتباراً من 27 أغسطس/آب، في إجراء عقابي ضد نيودلهي بسبب استمرارها في شراء النفط الروسي، الذي يشكل اليوم 35% من إجمالي وارداتها النفطية، مقارنة بـ0.2% فقط قبل اندلاع الحرب الأوكرانية.

وقال القائم بالأعمال الروسي في نيودلهي، رومان بابوشكين، للصحافيين، اليوم الأربعاء، إن بلاده واثقة من قدرة موسكو ونيودلهي على إيجاد حلول لتجاوز الضغوط الأميركية، مؤكداً أن شراء النفط الروسي مربح للغاية للهند بفضل اقتطاعات تراوح بين 5% و7%. وأوضح أن روسيا بدأت بالفعل قبول الدفع بالروبية الهندية بعد حل مشكلة تجميد مليارات الدولارات في البنوك الهندية. وأضاف بابوشكين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور نيودلهي قبل نهاية العام للقاء رئيس الوزراء ناريندرا مودي، دون تحديد موعد رسمي. وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو تسعى لعقد محادثات ثلاثية مع الصين والهند لبلورة موقف مشترك في مواجهة الضغوط الغربية على أسواق الطاقة. وفي المقابل، أوضحت وزارة الخارجية الهندية أن استهداف الولايات المتحدة لنيودلهي بسبب مشترياتها من النفط الروسي “أمر مؤسف للغاية”.

ورغم التأكيدات الروسية لاستقرار الإمدادات، أظهرت بيانات تجارية أن واردات الهند من النفط الروسي تراجعت في يوليو/تموز الماضي بنسبة 24.5% مقارنة بالشهر السابق، لتسجل نحو 1.5 مليون برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2023، وفق رويترز. وعزت مصادر التراجع إلى تقليص الاقتطاعات على خام الأورال، بالإضافة إلى انخفاض الطلب الموسمي خلال فترة الرياح الموسمية. وبحسب البيانات، استحوذت شركات التكرير الخاصة مثل ريلاينس إندستريز ونايارا إنرجي المدعومة من روسيا وشركة إتش.بي.سي.إل – ميتال إنرجي، على نحو 60% من المشتريات، فيما ذهبت النسبة المتبقية لشركات التكرير الحكومية. واحتفظت روسيا بالمرتبة الأولى بكونها مورداً رئيسياً للهند بحصة بلغت 34% من إجمالي وارداتها النفطية البالغة 4.44 ملايين برميل يوميًا، يليها العراق ثم السعودية.

ويرى محللون أن استمرار اعتماد الهند على النفط الروسي رغم الرسوم الأميركية يعكس براغماتية نيودلهي في إدارة ملف الطاقة، إذ تبحث عن مصادر منخفضة التكلفة لدعم الاقتصاد المحلي في ظل التضخم وارتفاع الطلب. في المقابل، يضع هذا الخيار الهند في مواجهة مباشرة مع واشنطن، التي تستهدف تقليص عوائد روسيا النفطية، وذلك في جزء من منظومة العقوبات الغربية. ويتوقع أن يؤدي قرار ترامب بفرض رسوم جمركية تصل في مجموعها إلى 50% على السلع الهندية إلى إدخال العلاقات التجارية بين البلدين في مرحلة توتر جديدة، فيما تراهن موسكو على تعزيز شراكتها مع كل من نيودلهي وبكين لتشكيل محور بديل في سوق الطاقة العالمية قادر على تقويض الضغوط الغربية.

(رويترز، العربي الجديد)