الرئيسية

ترامب يدعو حاكمة بالمركزي الأميركي للاستقالة بعد اتهامات بالاحتيال



ليزا كوك في اجتماع لبنك الاحتياطي الفيدرالي، واشنطن، 25 يونيو 2025 (Getty)

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، حاكمة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) ليزا كوك إلى الاستقالة، مشيراً إلى دعوة رئيس وكالة تمويل الإسكان الفيدرالية الأميركية وزارة العدل للتحقيق مع كوك بشأن قضية الاحتيال المزعوم في الرهن العقاري.

وكتب مدير وكالة التمويل العقاري الفيدرالية، بيل بولت، وهو حليف وثيق لترامب، رسالة إلى المدعية العامة بام بوندي والمسؤول في وزارة العدل إد مارتن في 15 أغسطس/ آب، يُشير فيها إلى احتمال ارتكاب كوك جريمة جنائية. وتزعم الرسالة أن كوك “زوّرت وثائق مصرفية وسجلات عقارية للحصول على شروط قروض أفضل، ما قد يُمثل احتيالاً في الرهن العقاري بموجب القانون الجنائي”.

وجّهت إدارة ترامب اتهامات بالاحتيال في الرهن العقاري إلى ديمقراطيين بارزين، منهم السيناتور عن كاليفورنيا آدم شيف، والمدعية العامة لنيويورك ليتيتيا جيمس، وكلاهما خصمان سياسيان قديمان لترامب. وتأتي إحالة كوك لتوسيع نطاق هذا الجهد ليشمل بنك الاحتياطي الفيدرالي، وفق “بلومبيرغ” إذ يضغط حلفاء ترامب على البنك المركزي الأميركي لخفض أسعار الفائدة وعلى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للاستقالة قبل انتهاء فترة ولايته في مايو/ أيار 2026.

وقد صرّح الرئيس صراحةً بأنه لن يختار رئيساً جديداً إلا إذا وافق على خفض أسعار الفائدة. قال بولت إن كوك حصلت على رهن عقاري على عقار في آن أربور، ميشيغن، ووقعت اتفاقية رهن عقاري تنص على أنها ستستخدم العقار كمسكن رئيسي لها لمدة عام على الأقل. وبعد أسبوعين، وفقاً للرسالة، حصلت على رهن عقاري آخر على عقار في جورجيا، وأعلنت أيضاً أنه سيكون مسكنها الرئيسي.

تتضمن الرسالة نسخاً من مستندات الرهن العقاري باسم كوك، بالإضافة إلى قائمة تأجير تعود إلى عام 2022، أي بعد أكثر من عام بقليل من شرائها عقار جورجيا.

السوق ضد التدخل بسياسات المركزي الأميركي

وانخفض الدولار يوم الأربعاء بعد دعوة كوك إلى الاستقالة، فيما ينتظر المستثمرون أيضا كلمة يلقيها رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول يوم الجمعة للحصول على أدلة بشأن سياسة أسعار الفائدة. وقال مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في شركة بانوكبورن غلوبال فوركس في نيويورك: “صوت السوق بما لا يرضيه عندما يتدخل الرئيس في عمل مجلس الاحتياطي الفيدرالي”.

لقد مارس ترامب ضغوطاً كبيرة على باول والبنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، ووصف الرئيس بأنه “متأخر للغاية” في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، زاعماً أن البنك الاحتياطي الفيدرالي كان ينبغي أن يبدأ في خفض أسعار الفائدة منذ أشهر، بينما انتقد أيضاً الاحتياطي الفيدرالي بسبب مشروع تجديد مقره الرئيسي الجاري. 

وانتقد ترامب باول بسبب بطئه في خفض أسعار الفائدة، ويتوقع المتداولون أنه سيستبدل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بآخر أكثر تساهلا عندما تنتهي ولايته في مايو/أيار. ولكن باول قد يبقى في مجلس المحافظين، وهو ما من شأنه أن يحد من عدد التعيينات التي قد يقوم بها ترامب وقد يعيق الخطط الرامية إلى تشكيل تشكيلة أكثر اعتدالا من صناع السياسات. وقال تشاندلر “إن هذه مجرد محاولة مكشوفة للسيطرة على مجلس الاحتياطي الفيدرالي”.

وقال ترامب في وقت سابق من هذا الشهر إنه سيرشح رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين ستيفن ميران لشغل المنصب الشاغر في بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال الأشهر القليلة الأخيرة بعد استقالة حاكمة بنك الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوغلر بشكل غير متوقع.

وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من العملات تشمل الين واليورو 0.16% في آخر قراءة له عند 98.16، في حين ارتفع اليورو 0.15 % إلى 1.1664 دولار. وارتفع الين الياباني (JPY=) بنسبة 0.21% مقابل الدولار ليصل إلى 147.37 ين للدولار.

وقال باول إنه متردد في خفض أسعار الفائدة وسط توقعات بأن سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية ستؤدي إلى زيادة التضخم هذا الصيف. أظهرت بيانات التضخم في أسعار المستهلك لشهر يوليو تأثيرًا محدودًا للتعريفات الجمركية، لكن التضخم في أسعار المنتجين الذي كان أعلى من المتوقع خفف من التوقعات بشأن عدد التخفيضات المحتملة هذا العام.

ويقدر متداولو العقود الآجلة لأموال الاحتياطي الفيدرالي حاليا احتمالات خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل بنحو 85%، و54 نقطة أساس من التخفيضات بحلول نهاية العام. في وقت لاحق من يوم الأربعاء، سيصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي محاضر اجتماعه الذي عقد يومي 29 و30 يوليو/تموز، عندما أبقى أسعار الفائدة ثابتة، على الرغم من أن هذه المحاضر قد تقدم رؤية محدودة حيث جاء الاجتماع قبل أرقام الوظائف الضعيفة.