أخبار الاقتصاد

النجوم الجديدة للاقتصاد الأوروبي تشرق من الجنوب


المقر الرئيسي لبورصة إسبانيا في مدريد

المقر الرئيسي لبورصة إسبانيا في مدريد

تشهد أسواق الأسهم في جنوب أوروبا انتعاشًا غير مسبوق، متجاوزةً أداء الأسواق الكبرى في القارة مثل ألمانيا وفرنسا، مع تزايد اهتمام المستثمرين بالبحث عن فرص ذات قيمة حقيقية وسط تجدد الثقة في الأصول الأوروبية، بحسب تقرير منشور على صحيفة فاينانشال تايمز.

فقد سجلت مؤشرات الأسهم في اليونان وإيطاليا وإسبانيا – وهي الدول التي كانت في قلب أزمة الديون الأوروبية قبل أكثر من عقد – أداءً يفوق نظيراتها في ألمانيا وفرنسا هذا العام، متجاوزةً حتى مؤشر Stoxx Europe 600 الأوسع نطاقا.

المستثمرون يبحثون عن القيمة

ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن رولاند كالويان، رئيس استراتيجية الأسهم الأوروبية في بنك “سوسيتيه جنرال” قوله: “أوروبا باتت جذابة للمستثمرين، والأنظار تتجه الآن نحو الأسواق التي تقدم قيمة حقيقية”.

وتتداول أسواق جنوب أوروبا بمعدلات سعر إلى ربحية أقل بكثير من تلك الموجودة في ألمانيا وفرنسا، ما يمنح المستثمرين نقطة دخول أرخص إلى النمو الأوروبي.

محفزات النمو

جاءت حزمة التحفيز المالي الألمانية الضخمة، إلى جانب زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي، كعوامل داعمة للأسواق، خاصة في ظل المخاوف من تأثير حرب الرسوم التجارية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على عوائد وول ستريت.

لكن رغم أن الإنفاق الألماني كان المحرك الرئيسي، فإن مؤشرات إيطاليا وإسبانيا واليونان والبرتغال قدمت عوائد أفضل من مؤشر داكس الألماني هذا العام.

ففي اليونان، قاد بنك Alpha Bank المكاسب في بورصة أثينا، حيث تضاعف سعر سهمه خلال العام، بينما ارتفع سهم شركة Indra Sistemas الإسبانية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات بأكثر من 90 بالمئة.

الديون تهدد بريطانيا .. وتضع اقتصادها أمام العاصفة

نمو اقتصادي قوي

أظهرت بيانات الربع الثاني أن الاقتصاد اليوناني نما بنسبة 1.7 بالمئة على أساس سنوي، في حين انكمش الناتج المحلي الإجمالي الألماني بنسبة 0.3 بالمئة.

قال ديفيد زان، رئيس قسم الدخل الثابت الأوروبي في “فرانكلين تمبلتون”: “هذه الاقتصادات هي الأفضل أداءً، بينما تعاني ألمانيا وفرنسا من ضعف في النمو”.

وأشار إلى أن العجز المالي في دول الجنوب الأوروبي يتراجع بشكل ملحوظ، ما يعزز من جاذبيتها الاستثمارية.

استقرار سياسي

في الوقت الذي تنعم فيه دول جنوب أوروبا باستقرار سياسي نسبي، تعاني فرنسا من اضطرابات برلمانية أثرت سلبًا على سوقها المالي.

وكما كان متوقع فقد سقطت حكومة الأقلية بقيادة فرانسوا بايرو بعد تصويت مفاجئ على الثقة بشأن خطط مالية مثيرة للجدل.

قال جورج إفستاثوبولوس، مدير المحافظ متعددة الأصول في “فيديلتي إنترناشونال”: “لا أشتري في فرنسا، بينما كانت استثماراتنا في الأسهم اليونانية من بين الأفضل أداءً”.

وأضاف: “الاقتصاد اليوناني أصبح نجمًا، وسوقه المالي يتمتع بأسس قوية وتقييمات أرخص من باقي أوروبا”.

الحماية من تقلبات التجارة العالمية

قال ديرك ستيفن، الرئيس التنفيذي للاستثمار في أوروبا لدى “دويتشه بنك لإدارة الثروات”، إن أسواق جنوب أوروبا تعتمد بشكل أكبر على اقتصاداتها المحلية، ما يجعلها أقل عرضة لتأثير الرسوم الأميركية، مقارنةً بألمانيا التي ترتبط بشكل أكبر بالتجارة مع الولايات المتحدة وآسيا.

وأضاف: “ألمانيا أصبحت أكثر تكلفة، بينما لا تزال دول الجنوب تتداول ضمن نطاقها المعتاد منذ عشر سنوات”.

القطاع المالي يقود المكاسب

أوضح المستثمرون أن تركيبة المؤشرات الرئيسية في دول الجنوب ساهمت في الأداء القوي، حيث يشكل القطاع المالي 50 بالمئة من مؤشر FTSE MIB الإيطالي، و44 بالمئة من بورصة أثينا، مقارنةً بـ 8.6 بالمئة فقط في مؤشر Stoxx Europe 600 و5.4 بالمئة في مؤشر DAX الألماني.

وقد شهدت البنوك الأوروبية انتعاشًا كبيرًا هذا العام، مع ارتفاع أسعار الأسهم إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية، مدفوعةً بفترة من أسعار الفائدة المرتفعة التي عززت إيراداتها، إلى جانب التفاؤل بشأن مستقبل الاقتصاد الأوروبي.

قال كالويان: “نحن نتحدث عن قطاع لا يزال من بين الأفضل قيمة في السوق الأوروبية”.

فرنسا في عين العاصفة.. سقوط الحكومة يهز أوروبا ويحرج ماكرون