الرئيسية

اجتماع أفغاني باكستاني صيني في كابول: الأمن والعمل المشترك



أفراد أمن من طالبان يحتفلون بالذكرى الرابعة للسيطرة على أفغانستان، 15 أغسطس 2025 (Getty)

تستضيف العاصمة الأفغانية كابول، اليوم الأربعاء، كلا من وزيري خارجية الصين وباكستان لعقد اجتماع ثلاثي يتم من خلاله التباحث بشأن قضية أمن المنطقة وتعزيز العلاقات بين الدول الثلاث، والعمل المشترك من أجل تحسن الوضع المعيشي والاقتصادي في المنطقة. وقالت وزارة الخارجية الأفغانية، في بيان مقتضب لها أمس الثلاثاء، إن الاجتماع الثلاثي يعقد في كابول وسيتم التركيز فيه على بحث أطر التعاون المشترك بين الدول الثلاث.

وأضاف البيان أن جدول الاجتماع يشمل متابعة الالتزامات السابقة بخصوص أمن المنطقة والعمل على توسيع الممر التجاري الصيني الباكستاني، وغيرها من الأمور التي تعزز العلاقات بين الدول الثلاث. فيما أكدت وسائل إعلام باكستانية استناداً إلى مصادر في الخارجية الباكستانية لم تسمها أنه سيتم التركيز في الاجتماع على أمن باكستان والاستقرار فيها، وأن وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحق دار سيطرح خلال الاجتماع التزام كابول بما وعدت به بالتعاون مع إسلام أباد في القضاء على المسلحين الذين ينشطون ضد باكستان.

وذكرت المصادر أن باكستان ستطلب من جديد من الجانب الأفغاني أن يعمل بشكل جاد من أجل قطع الطريق على مسلحي حركة طالبان الباكستانية الذين يتخذون من الأراضي الأفغانية مقرا لهم، وفق تلك المصادر.

رسالة تسبق الوزير الباكستاني إلى كابول

في الأثناء علم “العربي الجديد” من خلال مصادره في الحكومة الأفغانية أن الجيش الباكستاني أرسل رسالة إلى الحكومة الأفغانية قبل زيارة وزير الخارجية الباكستاني، وشدد فيها على أن القوات المسلحة الباكستانية ستقوم، إذا فشلت مساعيها في إقناع أفغانستان على العمل ضد طالبان الباكستانية، بشن هجمات داخل أفغانستان لاستهداف قيادات وعناصر طالبان الباكستانية.

ونصت الرسالة على أن تلك الإستهدافات قد تحصل داخل العاصمة الأفغانية كابول إذا علم الجيش الباكستاني بوجود مسلحي أو قادة طالبان الباكستانية فيها. وقوبل الموقف الباكستاني بتصريحات حادة من الجانب الأفغاني، دون الإعلان أو الحديث حول هذه الرسالة، حيث قال نائب رئيس الوزراء الملا عبد الغني برادر إن جواب الرصاص من الجانب الأفغاني على أي اعتداء على أراضيه سيكون بالصاروخ، وجواب الصفعة سيكون بالركلة، من هنا على الجميع أن يخرجوا من أذهانهم فكرة الاعتداء على أفغانستان.

وقال وزير الدفاع الأفغاني الملا محمد يعقوب مجاهد، نجل مؤسس الحركة الملا محمد عمر، إن على جميع الدول بما فيها الجيران، “أن يقوموا بترميم عقولهم وأفكارهم، وبدلا من العمل على تضعيف أفغانستان والاعتداء عليها بأي شكل، أن يعملوا معنا من أجل أفغانستان القوية”، مشدداً على أن أفغانستان اليوم ليست كما كانت قبل سنوات، من هنا أي اعتداء عليها ستكون له نتائج وخيمة.

من جانبهما، قال كل من وزير الخارجية الملا أمير خان متقي ورئيس الاستخبارات عبد الحق وثيق إن كل دول المنطقة بما فيها الجيران وكذلك دول العالم عليها أن لا ترى أحلام السيطرة والتطاول على أفغانستان، اليوم بلادنا قوية، فيها جيش وقيادة، من هنا على الجميع أن يخرجوا من أذهانهم الأحلام التي يرونها بشأن بلادنا. وجاءت تصريحات المسؤولين الأفغان خلال اجتماع عقد أمس الثلاثاء في كابول بمناسبة استرداد استقلال أفغانستان من الإنكليز قبل 106 سنوات.