ميسي قبل مباراة كولومبيا بملعب المونيمونتال، 10 يونيو 2025 (روبيرتو تيورو/Getty)
طالبت منظمات أنغولية النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي (38 عاماً)، ومنتخب بلاده بإلغاء المباراة الاستعراضية المقرّرة في إبريل/نيسان 2026، احتجاجاً على ما وصفته بالأزمة التي تعصف بالبلاد والانتهاكات غير القانونية الصادرة عن السلطات. واعتبرت تلك المنظمات أنّ مشاركة “البرغوث” وزملائه في اللقاء تمثل انخراطاً في أزمة أخلاقية، إذ تُعد بمثابة موافقة ضمنية على التجاوزات الجارية، وفقاً لرؤية المعارضين.
ونقلت صحيفة لا ديبيش الفرنسية، ليل أمس الثلاثاء، موقف المعارضين بعدما أعلن الاتحاد الأنغولي لكرة القدم، عقب زيارة وفد رفيع من قادة الدولة إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، تنظيم مباراة ودية استعراضية بين منتخبي الأرجنتين وأنغولا في 30 إبريل من العام المقبل، وذلك احتفالاً بالذكرى الخمسين لاستقلال البلاد، لتكون المباراة من النشاطات المتعلقة بالحدث، لكن في الجانب الرياضي. ورغم إعلان الاتحاد الأنغولي تنظيم المباراة الاستعراضية، أشار الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم إلى الزيارة الرسمية التي جرت إلى بوينس آيرس، لكنه لم يؤكد حتى الآن إقامة المواجهة، ما يترك مصيرها معلّقاً وسط تصاعد الجدل السياسي والإنساني المحيط بها.
وشهدت العاصمة الأنغولية لواندا يومي 28 و29 يوليو/ تموز الماضي موجة اضطرابات خطيرة، بعدما تحوّل إضراب سائقي سيارات الأجرة، احتجاجاً على الارتفاع الحاد في أسعار الوقود، إلى أعمال عنف ونهب طاولت أحياء عدة. وأبرزت هذه الأحداث حجم الاحتقان الاجتماعي في واحد من أكبر البلدان النفطية في أفريقيا، حيث تتفاقم الفوارق بين الثروة الطبيعية والأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين.
وكشفت الشرطة الأنغولية أن أعمال العنف الأخيرة أسفرت عن سقوط 30 قتيلاً، من بينهم أحد عناصرها، في حين ذهبت منظمات حقوقية إلى أبعد من ذلك، متهمة قوات الأمن بارتكاب “إعدامات ميدانية” بحق متظاهرين، وهو ما يضاعف حدة الجدل حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في البلاد.
كما أعلنت الشرطة الأنغولية أنّ المواجهات أدت إلى إصابة أكثر من 270 شخصاً واعتقال 1500 آخرين، في حصيلة ثقيلة زادت حدة الغضب الشعبي.
وفي هذا السياق، اعتبرت منظمات حقوقية أن إنفاق ملايين الدولارات على حدث رياضي في وقت تعاني فيه البلاد من الجوع وانهيار المنظومة الصحية وتصاعد القمع، يشكّل “إهانة للكرامة الإنسانية”. وطالبت تلك الجهات النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي باتخاذ موقف شجاع وأخلاقي عبر إلغاء المباراة.
وبينما ترى السلطات الأنغولية في المباراة الاستعراضية مناسبة رمزية للاحتفال بمرور نصف قرن على استقلال البلاد، تعتبرها منظمات حقوقية تكريساً للتناقض بين صورة الاحتفاء الرياضي والواقع المأزوم الذي يعيشه المواطنون. وبين البعد الاحتفالي والطابع الإنساني للأزمة، يبقى القرار بيد ميسي والاتحاد الأرجنتيني، في اختبار حقيقي لقدرة كرة القدم على الانفصال عن السياسة أو الانخراط فيها.