نتنياهو يصافح ماكرون خلال مؤتمر بالقدس المحتلة، 25 أكتوبر 2023 (الأناضول)
استنكرت الرئاسة الفرنسية، الثلاثاء، تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ربط فيه بين رغبة إيمانويل ماكرون في الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتأجيج معاداة السامية، ووصفته بأنه “دنيء” و”مبني على مغالطات”. وأضاف الإليزيه أن رسالة نتنياهو “لن تمر دون رد”، مؤكدا أن “الجمهورية تحمي وستحمي دائماً مواطنيها اليهود… نحن نمر بفترة تتطلب (التصرف) بجدية ومسؤولية، لا التشويش والتلاعب”.
من جهته، قال الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبية بنجامين حداد، الثلاثاء، إنّ فرنسا “لا تحتاج إلى دروس في محاربة معاداة السامية”، وذلك رداً على اتهام نتنياهو الرئيس ماكرون بتأجيج “معاداة السامية”.
وصرّح حداد لمحطة “بي إف إم تي في” الفرنسية: “أريد أن أقول بكل وضوح وحزم إن قضية معاداة السامية التي تسمم مجتمعاتنا الأوروبية، وقد شهدنا تسارعا في الأعمال العنيفة المعادية للسامية منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، لا يمكن استغلالها”، مذكّراً بأن السلطات الفرنسية “لم تتوان يوما في محاربة معاداة السامية”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، اعتبر نتنياهو أن دعوة ماكرون للاعتراف بفلسطين كدولة تؤجج “نار معاداة السامية”. ورأى نتنياهو في رسالة وجهها لماكرون واطلعت عليها وكالة فرانس برس أنّ معاداة السامية “ارتفعت بشكل كبير” في فرنسا بعد إعلان ماكرون.
وأضاف: “دعوتكم للاعتراف بدولة فلسطينية تسكب الوقود على نار معاداة السامية هذه. هذه ليست دبلوماسية، بل استرضاء. إنها تكافئ إرهاب حماس، وتزيد من إصرار حماس على عدم إطلاق سراح الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، وتشجع أولئك الذين يهددون اليهود الفرنسيين، وتغذي الكراهية التي تجوب شوارعكم الآن، ضد اليهود”.
وكان الرئيس الفرنسي أعلن أواخر الشهر المنصرم أن باريس ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/ أيلول المقبل، في خطوة أثارت غضب إسرائيل. وأعلنت عدة دول أخيراً عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في خلال الشهر نفسه، من بينها كندا وأستراليا وأندورا وفنلندا وآيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا. ووفقاً لإحصائية لوكالة فرانس برس، تعترف 145 دولة من أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة أو أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية. ودعا نتنياهو، فرنسا إلى “استبدال الضعف بالفعل، والتساهل بالحزم، وأن يتم ذلك قبل موعد واضح: رأس السنة العبرية في 23 سبتمبر المقبل”.
وفي مايو/ أيار الفائت، اعتبر ماكرون أن “ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو في غزة “غير مقبول ومخزٍ”، رافضاً من منصبه توصيف ما يجري بأنه “إبادة جماعية”، قائلاً إن استخدام التوصيف “ليس من صلاحية رئيس الجمهورية، بل هذا دور المؤرخين”. وقال ماكرون إن “الأزمة الإنسانية هي الأخطر” منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأكد الرئيس الفرنسي أن ما يحصل في غزة هو “مأساة إنسانية غير مقبولة”. وذكّر، خلال مقابلة مع محطة “تي إف 1” التلفزيونية الفرنسية، بأنه كان “أحد القادة القلائل الذين توجّهوا إلى الحدود” بين مصر وغزة، واصفاً ذلك بأنه كان “من أسوأ ما رآه”. وندّد ماكرون بمنع إسرائيل دخول “كل المساعدات التي أرسلتها فرنسا وغيرها من البلدان” إلى القطاع.
(فرانس برس، العربي الجديد)