الرئيسية

إصدارات.. نظرة أولى



تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي (من صفحات دور النشر/ تصميم: العربي الجديد)

في زاوية “إصدارات.. نظرة أولى” نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتضمن كتباً في الأدب، والسياسية، والتراث، وغيرها.

■■■

عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، صدر كتاب “تشكّل الأنساق اللغوية في صناعة المعجم التاريخي: تطبيقات من معجم الدوحة التاريخي للغة العربية” للباحث اليمني حسين الزراعي. يسلّط الكتاب الضوء على أهمية دراسة الأنساق المعجمية التي تجمع بين الجذور، والأصول، والألفاظ ذات الصلات المشتركة، مؤكداً أنّ معالجة المفردات خارج هذا السياق تؤدي إلى خلل في الصناعة المعجمية الحديثة. كما يقترح المؤلف ثلاثة أنساق مركزية ينبغي أن تقوم عليها الصناعة المعجمية التاريخية، هي: النسق الصوتي، والنسق الصرفي، والنسق الدلالي.
 

“التوابل.. تنافس القرن السادس عشر الذي شكّل العالم الحديث” عنوان الكتاب الذي صدر عن منشورات جامعة ييل للمؤرخ البريطاني روجر كراولي. يعود الكتاب إلى عام 1511 حين احتل البرتغاليون جزر الملوك في إندونيسيا، التي عُرفت بتنوّع التوابل، خاصة القرنفل وجوزة الطيب، ضمن تنافسهم مع الإسبان على المستعمرات التي توجد فيها هذه النباتات وعلى طرق التجارة البحرية التي كانت تتعرّض للقرصنة، وازدادت حدّة التنافس مع قوى أوروبية أخرى في المحيطين الهندي والهادئ وسواحل الصين، ما نتجت عنه إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي لقرون عدة.
 

صدر عن دار هاشيت أنطوان كتاب “صعود إيران وتنافسها مع الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط” للباحث والسياسي الإيراني محسن ميلاني. ويروي الكتاب في 360 صفحة قصة تنامي نفوذ إيران في العراق، وسورية، ولبنان، واليمن، وقطاع غزة، على خلفية حرب إيران الباردة مع الولايات المتحدة، وحرب الظل، بينها وبين إسرائيل. يقدم الباحث صورة كاملة عن سياسات إيران الإقليمية، بناء على أدبيات السياسة الخارجية، كما يعرض تحليلاً مقارناً، يسلط الضوء على العناصر الثابتة والمتغيرة في السياسة الإيرانية، في مرحلتي ما قبل الثورة وما بعدها.
 

عن دار الرافدين، صدر كتاب “أفكار نيتشه حول الموسيقا: الموسيقا ردة فعل عند الشعب الألماني”، للناقد والصحافي الفرنسي بيار لاسير، بترجمة علي شمس الدين. يعرض الكتاب في 112 صفحة رؤية نيتشه للموسيقا منذ ارتباطها بالمبدأ الميتافيزيقي في كتابه “ولادة التراجيديا”، مروراً بتأثره بنظرية شوبنهاور عن الموسيقا، كصدى مباشر لإرادة الكون، وصولاً إلى نقده لفاغنر. ويتناول المؤلف في عشرة فصول احتفاء نيتشه بالموسيقا كأمّ الفنون، ورفضه استغلالها مجرّد وسيلة، واعتبارها تعبيراً عن جوهر الحياة، كما يناقش علاقتها بالشعر.
 

صدر عن دار نينوى كتاب “صفحات من طوفان حمص: مذكرات” للكاتب محمود عيسى، الذي يوثق محطات مؤلمة من الاعتقالات المتكررة ومعاناة السجون والمعتقلات في سورية. يبدأ السرد بلحظة اقتياده قبل منتصف الليل في سيارة “جيب” مكبلاً، من فرع الغوطة باتجاه طريق الشام، بينما يثقل قلبه الحنين إلى أطفاله والخوف من المصير المجهول. يمر الطريق ببطء وسط ضباب كثيف بعد قارة (في ريف دمشق)، لتتوالى في ذهنه ذكريات خروجه من سجن تدمر عام 2000 وما يفصل بينه وبين اعتقاله الجديد. يقترب المشهد من سجن عدرا الذي طوى سنوات من عمره، ثم إلى دمشق الهادئة وصولاً إلى المجمع الأمني.
 

“الجرائم ضد الإنسانية بحق الأرمن والمسؤولية الدولية عنها” عنوان كتاب صادر حديثاً لمحمد حربي عن دار العين للنشر. يوثق الكتاب واحدة من أكثر المآسي التاريخية إثارة للجدل في القرن العشرين، حيث يتناول جذور الجرائم المرتكبة بحق الشعب الأرمني، وأبعادها السياسية والقانونية، وسياقها التاريخي أثناء الحرب العالمية الأولى، كما يركز الكتاب على تحليل الإطار القانوني لمفهوم “الجريمة ضد الإنسانية” وسبل إثبات المسؤولية الدولية عنها، ويناقش المواقف الإقليمية والدولية من هذه القضية، وما ترتب عليها من آثار دبلوماسية وسياسية مستمرة حتى اليوم.
 

صدرت عن نابو للنشر والتوزيع الطبعة العربية من كتاب “مملكة إبسن: الرجل وأعماله” للناقد الأميركي الراحل أفرت سبرنكورن، بترجمة محسن بني سعيد. يقدّم الكتاب قراءة متعمقة لمسرحيات الأديب النرويجي هنريك إبسن، مستخدماً أعماله مصدراً لفهم حياته وأفكاره، ويجمع بين البحث الأكاديمي والتحليل الأدبي. ورغم أن بعض الباحثين انتقدوا استخدام المسرحيات مصادرَ معتمدة لكتابة السيرة الذاتية، إلا أن إبسن في نصوصه المسرحية حاور أفكار أبرز الأدباء والفلاسفة مثل كيركغور، وبيورنسون، وهيغل، وشكسبير، وغوته، وماركس، ونيتشه، وغيرهم.
 

“التصوف في القاهرة المملوكية المتأخرة: حياة وفكر ابن مُغيزل”، عنوان كتاب للباحث في جامعة كونكورديا الكندية شيريدان بولنسكي، صدر عن منشورات دي غرويتر الألمانية، ويتناول حياة وفكر القطب الصوفي ابن مُغيزل (ت. حوالي 895هـ/ 1490م)، مقدّماً صورة عنه باعتباره شيخاً شاذلياً، تعكس كتاباته موضوعات بارزة في التصوف، مثل السعي إلى الجمع بين العلوم الظاهرية والعلوم الباطنية. يكشف الكتاب عن شبكة العلاقات الروحية أواخر العصر المملوكي، ويبرز كيف شكّل ابن مُغيزل جسراً بين التراث الصوفي الكلاسيكي والتحولات التي سبقت العصر العثماني.